عبّر رؤساء المكاتب الجهوية لحزب نداء تونس، اليوم السبت، عن رفضهم القطعي سياسة التقارب بين حزبي النداء والنهضة، وتنديدهم بإرساء هيئة عليا دائمة للتنسيق بين الحزبين والكتلتين.
واختار المنسقون الجهويون لحزب نداء تونس، الموزعون على كامل البلاد، التصعيد ضد سياسة التقارب والتحالف التي انتهجتها قيادة الحزب مع نظرائهم في حزب النهضة الإسلامي.
ودعا رؤساء الهياكل الجهوية، في بيان مشترك، أعضاء الهيئة التسييرية الموسعة لحركة نداء تونس إلى اجتماع يوم الأحد المقبل، و"تحمّل مسؤوليتهم التاريخية، مؤكدين أنه يجب أن يخصّص لتدارس ما آلت إليه الأوضاع، واتخاذ القرارات التاريخية اللازمة، والتي من شانها أن تعيد للحزب اعتباره ومكانته الطبيعية".
واتهموا قيادة الحزب ومجموعة مصغرة بالانفراد بالتسيير والالتفاف على القانون الداخلي، وأن الاجتماع يدخل في مسار الانزلاق بالحزب نحو المجهول، والانحراف والعبث بالخط الفكري والسياسي للحزب الذي وضعه مؤسسه.
كذلك اعتبروا، حسب نص البيان، أن ما حدث "يعدّ استمراراً لسياسة التهميش الممنهجة للهياكل الوطنية والجهوية والمحلية، بل وانقلاباً عليها في بعض الأحيان، وإقصاء للمناضلين وتنصيباً للوافدين الموالين".
وقال المنسق الجهوي لحزب نداء تونس بمحافظة بن عروس، والنائب بمجلس الشعب الطاهر بطيخ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ اجتماع كتلة النداء والنهضة كان دون علم قيادات الحزب والمنسقين الجهويين، مستغرباً هذا القرار السياسي المصيري الذي تم اتخاذه من قبل مجموعة مصغّرة.
وأضاف بطيخ أنّ التحالف مع النهضة "بهذه الطريقة" أمر مرفوض، وأن القرار يجب أن يتخذ داخل هياكل الحزب وباستشارة المنسقين الجهويين، متابعاً أنّ التوجه أدخل البلبلة في صفوف هياكل الحزب وقواعده، خاصة بالنظر إلى تبعات وأسباب هذا التحالف بين فكرين ومرجعيتين مختلفتين.
وبيّن أن هياكل الحزب ضد هذا النسق، و"سنعمل على إقناع الهيئة السياسية للنداء بالتراجع عن هذا البيان، والعودة إلى الخطّ الأصلي للحزب الذي وضعته القيادة التأسيسية".
ويذكر أنه تجمع الطاهر بطيخ بسفيان طوبال رئيس كتلة نداء تونس خلافات على رئاسة الكتلة، إذ طالب الأول بتنحيته من منصبه مراراً، كذلك سبق أن اتهمه العام الماضي بالتعامل مع رجال أعمال فاسدين، والخضوع لتعليماتهم وأوامرهم.
من جانبه، عبّر النائب منجي الحرباوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عن استغرابه من نص البيان المندد باجتماع قيادتي نداء تونس وحركة النهضة، مشيراً إلى أن البيان المشترك الصادر قبل أربعة أيام لا يعني الانصهار بين الحزبين والكتلتين البرلمانيتين، بقدر ما يمثل أرضية للتنسيق المشترك بين حزبين تجمعهما شراكة منذ تكوين الحكومة الائتلافية الأولى.
وأضاف الحرباوي أنه ستتم دراسة هذا الموضوع بدقة داخل هياكل حزب نداء تونس.
وفي سياق متصل، عبّر منسق حركة نداء تونس بمحافظة نابل محمد رؤوف الرقيق، في بيان نقلته وسائل إعلام محلية، عن استغرابه من تدوين اسمه في قائمة الموقعين على البيان الممضي من قبل عدد من المنسقين الجهويين لحركة نداء تونس، والمتعلق برفض البيان المشترك الموقع من قبل رئيسي كتلتي حركة نداء تونس حركة النهضة.
وأكد الرقيق أنّه لا علم له بهذا البيان، ولم يطلع على فحواه بالمرّة، مديناً ما سماه الممارسات اللاديمقراطية، مبدياً استنكاره هذا الأسلوب الذي وصفه باللاديمقراطي.
وقال قياديون من الحزب إن عدداً كبيراً ممن وردت أسماؤهم في البيان الاحتجاجي نفوا أن يكونوا على علم به.
ويزداد المشهد ضبابية وتعقيداً أمام قيادة حزب نداء تونس الباحثة عن تحقيق الاستقرار ولملمة أزمة بيته الداخلي، خاصة بعد موجة الاتهامات التي طاولت نوابه وقياداته بالفساد والتآمر على أمن البلاد، وإزاء موجة الاستقالات داخل الكتلة البرلمانية التي وصلت بها إلى 57 عضواً فقط، بعد أن كانت تضم 86 عضواً عند انطلاق أعمال البرلمان.