في مقال بعنوان "أكثر جرأة من أوباما"، يتساءل الخبير الروسي في العلاقات الدولية، فلاديمير فرولوف، عن تداعيات الضربة الأميركية ضد قاعدة الشعيرات بسورية على العلاقات بين موسكو وواشنطن، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حدّد الخطوط الحمراء التي لا يمكن لنظام بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين تجاوزها.
ويقول كاتب المقال الذي نشر في صحيفة "ريبابليك" الإلكترونية مساء أمس الجمعة، إن ترامب "أعاد الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط كلاعب رائد مستعد لدعم المبادئ الأساسية للنظام العالمي"، معتبرا أن روسيا كان يتعيّن عليها "ضبط النفس للحفاظ على الفرصة للمناورة والحوار البناء خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إلى موسكو يومي 11 و12 أبريل/ نيسان ما لم يتم إلغاؤها".
ويضيف أن تحرك ترامب عسكرياً "يبرز ضعف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والذي لم يتمكن على عكس عام 2013، من منع ضربة أميركية على حليف عسكري لروسيا"، متوقعاً ألا تقف الولايات المتحدة إلى ما لا نهاية مكتوفة الأيدي وتشاهد عجز روسيا عن إلزام الأسد بالوفاء بالقرارات المتفق عليها بين موسكو وواشنطن.
ويخلص فرولوف إلى أن الضربة الأميركية تعني في الواقع أن "الولايات المتحدة لا تعترف بدور خاص لروسيا في سورية طالما لم تظهر قدرة حقيقية على التحكم في زبونها في دمشق"، مشيرا إلى أن "ما كان يمر مع أوباما وكيري، لن يمر مع ترامب وتيلرسون، إذ إن هذين الأخيرين على استعداد لتسمية الأمور بمسمياتها، وإظهار عبث الموقف الروسي، والتصرف بشكل أحادي الجانب بصرف النظر عن الضجة الإعلامية في موسكو، وهذا واقع جديد للكرملين".
ويختم الخبير في الشؤون الدولية مقاله بالقول إن "موسكو تواجه خطاً فاصلاً يتحول الدعم غير المشروط للأسد بعده إلى عبء استراتيجي يُفقد السياسة الخارجية الروسية قيمتها"، معتبراً أنه باستخدامه سلاحاً كيميائياً "تسبب الأسد في إهانة بوتين في عيون المجتمع الدولي وجعل روسيا طرفا في خدعة الإتلاف الكامل للترسانة الكيمياوية".