اشتباكات وخسائر للقوات العراقية غرب الموصل

30 ابريل 2017
محاولة للتوغل داخل مركز المدينة (هيمن بابان/الأناضول)
+ الخط -


لليوم الرابع على التوالي، تستمر محاولات القوات العراقية المشتركة اقتحام مركز مدينة الموصل القديمة، تحت غطاء واسع من طيران التحالف الدولي، إذ كان للطيران الأميركي والفرنسي النصيب الأوفر من عمليات الدعم للقوات العراقية على الأرض.

وكررت وحدات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب، اليوم الأحد، محاولة التوغل داخل مركز المدينة، عقب إعلان قيادات عراقية عن تغييرات على خطة الهجوم الخميس الماضي، إذ تخوض حرب شوارع ضارية مع عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ثلاث جبهات، في الوقت الذي تفاقمت معاناة الأسر المحاصرة وسط جبهات القتال، أو النازحة من مناطق غرب الموصل.

وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إن "القوات العراقية تخوض، منذ فجر الأحد، معارك عنيفة ضد مجاميع تنظيم "داعش" في محيط منطقة باب الطوب والموصل القديمة بالجانب الأيمن من المدينة، في محاولة منها للوصول إلى بوابة لكش وباب الجديد بمركز المدينة القديمة، لكنها لم تتمكن من إحراز أي تقدم".

وأكدت المصادر أن تنظيم "داعش" شن هجمات مضادة أرغمت القوات العراقية على التراجع عن بعض المواقع، وسط الجانب الأيمن للمدينة"، مشيرة إلى أن "سير المعارك بين الطرفين يشهد أسلوب الكر والفر، وقد تسبب بوقوع عشرات القتلى والمصابين من كلا الطرفين".

ونتيجة لاستمرار تعثر المعارك في محور المدينة القديمة، كشف مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" عن تجميد صلاحيات اللواء علي اللامي، قائد الفرقة الخامسة في قوات الشرطة الاتحادية.

ووفقا للمصدر ذاته، فإن سبب إبعاد اللامي عن قيادة العمليات العسكرية في الموصل يعود إلى مخالفته لتعليمات القيادات العسكرية العليا، التي تسببت أخيرا بوقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات الشرطة الاتحادية، من بينهم العقيد خضر المرشدي، الذي قتل أثناء محاولته فك الحصار عن كتيبة تابعة للشرطة الاتحادية وقعت في كمين لتنظيم "داعش" في منطقة باب لكش.

وفي المحور الذي تقاتل فيه قوات مكافحة الإرهاب بغطاء جوي من طيران التحالف الدولي، شهدت مناطق وسط الجانب الأيمن لمدينة الموصل هدوءا نسبيا منذ يومين، وذلك بعد تمكن قوات مكافحة الإرهاب من إكمال السيطرة على أحياء التنك والصحة.

وقال قائد قوات النخبة الثانية، الفريق الركن سامي العارضي، في تصريح صحافي إن "خمسة أحياء تفصل قوات جهاز مكافحة الإرهاب عن إتمام مهامها العسكرية في الجانب الأيمن لمدينة الموصل".

وأضاف أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب اقتربت من إنهاء مهامها العسكرية في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، إذ بقيت خمسة أحياء فقط أمام الرتلين الشمالي والجنوبي، ليتم إعلان انتهاء المهام الموكلة إليها في أيمن الموصل".

وفيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية لسكان غرب الموصل، كشفت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن أن "أكثر من 400 ألف مواطن من أهالي الموصل محاصرون تحت قبضة تنظيم "داعش"، وأنهم يعانون من وضع مأساوي، بسبب انعدام المواد الغذائية والخدمات في الجانب الأيمن من المدينة".

إلى ذلك، دعا رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، القوات الأمنية العراقية إلى إلقاء الماء والغذاء فوق المناطق التي يحتجز فيها تنظيم "داعش" آلاف المدنيين كرهائن، على حد وصفه.

وواصل تنظيم "داعش" احتجازه لآلاف المدنيين من سكان الأحياء التي ماتزال تحت سيطرته، بينما أكدت مصادر محلية طبية قيام التنظيم بإعدام عشرات المدنيين لدى محاولتهم الفرار من مناطق سيطرته.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت عن انطلاق معركة السيطرة على مدينة الموصل في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016، بمشاركة 50 ألف عنصر من القوات العراقية الحكومية، مدعومين من مليشيات "الحشد الشعبي"، وبدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.