منعت "جبهة البوليساريو" الانفصالية بعثة تابعة للأمم المتحدة من دخول منطقة الكركرات الصحراوية، والتي انسحب منها المغرب أخيراً بعد أن شهدت توتراً كبيراً كاد يتسبب في اندلاع مواجهة عسكرية بين الطرفين.
وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد" أن "البوليساريو" هددت، الخميس الماضي، بإطلاق النار على أي دورية تابعة للأمم المتحدة يتم رصدها في المناطق التي تخضع لسيطرتها، في مؤشر على إمكانية تدهور الأوضاع في المنطقة، خاصة بعدما صارت "مكشوفة أمنياً" بانسحاب المغرب منها.
وعقب انسحاب القوات المغربية من الكركرات، قبل شهرين من الآن، بسطت "البوليساريو" سيطرتها على المنطقة، إذ وضعت وحدات متقدمة من مسلحيها لعرقلة مرور شاحنات التجارة المغربية إلى موريتانيا جنوباً، ما دفع بالمغرب إلى الاعتراض لدى الأمم المتحدة على ما وصفه بـ"الاستفزاز".
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع اقتراب موعد المصادقة على التقرير السنوي لمجلس الأمن الدولي بشأن هذا النزاع في الصحراء المتنازع عليها بين البوليساريو المدعومة من الجزائر، وبين الرباط، وأيضاً من خلال تعيين المجلس خليفة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس.
ويترقب المغرب طبيعة قرار مجلس الأمن الدولي في ظل هذه المتغيرات، خاصة بعد تولي أنطونيو غوتيريس منصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفاً لبان كي مون، الذي اتسمت علاقاته بالمغرب بالتوتر في آخر فترات ولايته.
ومن المتوقع أن يصدر التقرير توجيهاته إلى كل من المغرب وجبهة البوليساريو بالالتزام بوقف إطلاق النار في منطقة الصحراء، ولا سيما في ظل المستجد الأخير المتعلق بانسحاب القوات المغربية من منطقة الكركرات، بناء على طلب غوتيريس، بينما ظل مسلحو البوليساريو مسيطيرين على المنطقة.
وفي السياق، ذكر رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، منار عبد الرحيم اسليمي، أنه "من المتوقع أن ينص القرار الأممي المقبل على وجوب انسحاب جبهة البوليساريو من المنطقة العازلة بالصحراء، وأن يحملها مسؤولية ما قد يحدث في منطقة الكركرات"، مبرزاً أن "بصمات الأمين العام الجديد حول أوضاع سكان المخيمات ووجوب إحصائهم ستكون حاضرة، إضافة إلى الإشارة لمسألة استئناف المفاوضات بين أطراف النزاع".
واعتبر اسليمي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن مجلس الأمن "لديه معلومات حول تسليح الجزائر للبوليساريو، والطريقة التي تدفعها بها إلى الحرب مع المغرب، كما أن لديه معلومات حول ترسانة الصواريخ التي وجهتها الجزائر نحو الجدار الأمني المغربي".