أحيا الفلسطينيون، اليوم الخميس، الذكرى الـ41 "ليوم الأرض"، بسلسلة من الفعاليات والمسيرات المختلفة في مناطق عدة من الضفة الغربية، والتي تؤكد في مجملها على أهمية التمسك بالأرض والهوية الوطنية الفلسطينية.
وقالت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"العربي الجديد"، إن "الإحصائية الأولية للإصابات في قرية مادما، بلغت 45 إصابة، تنوعت ما بين إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والاختناق بالغاز المسيل للدموع".
وقال عضو المجلس القروي أبو صامد نصار، لـ"العربي الجديد": "خرجنا اليوم في مسيرة جماهيرية لنرسل للمحتل الإسرائيلي رسالة واضحة بأن هذه الأراضي أراضينا، ولن نتخلى عنها أبداً. خرجنا وبأيدينا شتول الزيتون لنزرعها في أرضنا التي حاول المستعمرون سرقتها أكثر من مرة، وقد استطاعت الجماهير اليوم أن توصل هذه الرسالة للاحتلال".
وتواجدت قوات الاحتلال بشكل مكثف في منطقة الشعرات، المهددة بالاستيطان من قبل مستوطني مستعمرة "يتسهار" المقامة على أراضي جنوب نابلس، وفور وصول المسيرة إلى المنطقة باشر جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. وبحسب نصار، فإن أكثر من عشرين شاباً أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ووصفت إصاباتهم بما بين متوسطة إلى طفيفة.
وحاول مستعمرو "يتسهار" في الآونة الأخيرة أن يسيطروا على بئر الشعرة الواقع في منطقة تسمى القعدات، وهي إلى الجنوب من قرية مادما، حيث لوثوا مياه البئر، ومن ثم حولوها بعد ذلك للمستعمرة، وعملوا على تنقيتها وتصفيتها، كما زرعوا الأراضي المحيطة بالعنب والأشجار، إلا أن أهالي مادما وأصحاب الأراضي كانوا يخرجون إلى تلك المنطقة ويقتلعون ما زرعه المستوطنون.
وذكر نصار أن قطعان المستوطنين في مستعمرة "يتسهار" قاموا بمشاركة جنود الاحتلال الإسرائيلي بقمع المظاهرة، وقاموا بإلقاء الحجارة باتجاه الفلسطينيين.
في السياق، أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، بعد أن قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة خرجت لإحياء ذكرى يوم الأرض، في بلدة بيت جالا، غرب مدينة بيت لحم، جنوب الضفة المحتلة.
واعترضت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة خرجت من أمام النادي الأرثوذكسي العربي في بيت جالا، والتي وصلت إلى منطقة كريزمان، حيث أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف، ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق، والتي تم التعامل معها ميدانياً من قبل طواقم الإسعاف المتواجدة في المكان.
كذلك، احتشد في ميدان المنارة بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، أكثر من مئتي فلسطيني، فتية وشبان وقادة فصائل فلسطينية ومسؤولون أمنيون وشخصيات فلسطينية، ورفعوا علماً فلسطينياً كبيراً وأعلاماً أخرى، على وقع عزف فرقة كشفية، من أجل التأكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية والتمسك بالأرض.
وتأتي فعالية رفع العلم الفلسطيني هذه، ضمن حملة أطلقها منتدى شارك الشبابي بالتعاون مع عدد من الوزارات والمؤسسات الفلسطينية، قبل عدة أشهر، والتي تنفذ في مختلف المحافظات الفلسطينية لتعزيز الانتماء للعلم الفلسطيني ورفعه في كل الميادين، في نحو ألفي موقع، من بينها مؤسسات ومدارس وقرى مهددة بالهدم.
وتشمل تلك الحملة مسابقات في الرسم والتصوير تخص العلم ومكانته، علاوة على إصدار دليل لكيفية استخدام العلم الفلسطيني ضمن بروتوكولات محددة توضح للمستخدم كافة الشروط الخاصة باستخدامه في مختلف المحافل، إضافة إلى المواصفات والمقاييس الخاصة برفع العلم، وألوانه ودرجاتها وتوزيع أماكن الألوان.
وقال منسق حملة "علمنا غالي"، عادل سباعنة، لـ"العربي الجديد"، على هامش فعالية رفع العلم في رام الله، اليوم، إن "هذه الفعالية جاءت لترسيخ الهوية الوطنية، ولنؤكد أننا كشعب فلسطيني صامد بأرضه باق فيها، وأن الشعب الفلسطيني قادر على استرجاع أرضه في السنوات القادمة".
وفي مواقع متفرقة من الضفة الغربية، أحيا الفلسطينيون يوم الأرض، حيث نظمت مسيرة في منطقة كريمزان في بيت جالا بمحافظة بيت لحم، جنوب الضفة، حيث جدار الفصل العنصري، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية فوق الجدار، وهو أسلاك شائكة بارتفاع نحو 4 أمتار، لكن قوات الاحتلال قمعت تلك المسيرة، وأصيب عدد من المشاركين بحالات اختناق تمت معالجتهم ميدانيا.
وإلى الجنوب من الضفة الغربية، نظم تلامذة مدارس مسيرة طلابية باتجاه الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها بمسافر يطا، جنوب الخليل، رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية، وسط ترديد هتافات وطنية فلسطينية، ورفع شعارات وطنية تشيد بصمود الفلسطينيين بأراضيهم، فيما نظمت فعاليات أخرى في مدرسة الصرة الأساسية المختلطة، جنوب الخليل، منها افتتاح معرض بعنوان "الأرض لنا".
كما نظمت الفعاليات النسوية في محافظتي الخليل وبيت لحم، يوما تضامنيا مع المناطق المهددة بالمصادرة، وتحديدا في قرية سوسيا، جنوب الخليل، بمشاركة أكثر من 100 امرأة، حيث جاءت الفعالية على شرف الثامن من آذار ويوم الأرض، وتضمنت الفعالية لقاءات مع نساء سوسيا وفعاليات فرح ومرح للأطفال، وزراعة شتول الزيتون.
في غضون ذلك، زرع الفلسطينيون أشجارا مثمرة في قرية عاطوف، شرق طوباس، إلى الشرق من الضفة الغربية، ضمن نشاطات إحياء "ذكرى يوم الأرض"، حيث إن قرية عاطوف مهددة ومستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وتمت زراعة نحو 4 آلاف شجرة مثمرة فيها منذ نحو 4 أشهر.
وفي مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، انطلق اليوم، ماراثون رياضي في ذكرى يوم الأرض، بمشاركة أكثر من 100 متسابق من طلاب المدارس. وجاب المتسابقون شوارع المدينة وصولا إلى مقبرة شهداء الجيش العراقي في قرية مثلث الشهداء، جنوب جنين، حيث نظم هناك مهرجان خطابي وفقرات فنية ووطنية، بينما زرعت تلميذات مدارس أشجارا في منطقة مقابلة لمستوطنة "بسغوت" المقامة على أراضي مدينة البيرة، وسط الضفة، وتخلل الفعالية رفع الأعلام الفلسطينية.