الموصل: انقطاع شريان حياة "داعش" بين العراق وسورية

02 مارس 2017
جندي عراقي في معقلٍ لـ"داعش" (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

تمكنت القوات العراقية من تضييق الخناق على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الموصل، بعد سيطرتها على طريق الموصل ــ تلعفر، إثر انتشار القطعات العسكرية على طول الطريق البالغ نحو 60 كيلومتراً. وفي هذا السياق، أكد ضباط عراقيون "قطع الطريق ـ الشريان، الذي كان داعش يستخدمه للوصول إلى الحدود السورية والمحافظات الغربية من العراق". كما كُشف عن تنسيق القوات العراقية مع مليشيا "الحشد الشعبي" للسيطرة على الجهة الغربية للموصل.

بدوره أكد ضابط في قيادة العمليات العراقية المشتركة، أن "سيطرة الجيش العراقي على الطريق الرابط بين الموصل وتلعفر، وانتشار وحدات عسكرية عليه، يعني قطع آخر طرق إمداد داعش"، مبيّناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "القوات العراقية تمكنت من قطع الشريان الذي كان يستخدمه التنظيم للانتقال بين الموصل والحدود السورية، والمحافظات الغربية". وقال ضباط عراقيون، أمس الأربعاء، إن "الجيش العراقي تمكن من فرض سيطرته الكاملة على الطريق الرابط بين الموصل وتلعفر". مع العلم أن "داعش" مسيطر على بلدة تلعفر، غرب الموصل، الاستراتيجية، لكونها حلقة الوصل التي تربط الموصل بمعاقل التنظيم في سورية وصحراء غرب العراق.

وفي سياق التنسيق بين القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" للسيطرة على الوضع الأمني في الجهة الغربية للموصل، أكد قائد الحملة العسكرية في الموصل الفريق عبد الأمير يارالله، أنه "تمّ عقد سلسلة اجتماعات مع قيادة المليشيا العاملة غرب الموصل لوضع خطط مشتركة للعمليات المقبلة"، موضحاً في بيان أن "الحشد الشعبي مؤسسة أمنية تعمل بأمر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، ولا يمكن العمل بدونها".

في موازاة ذلك، واصلت القوات العراقية المشتركة معاركها لتحرير أحياء الجانب الأيمن بالموصل، بإسناد من طيران التحالف الدولي. وتمكنت خلال الأيام العشرة الماضية من تحرير مناطق الجوسق والطيران والمأمون ودور السكر ومطار الموصل ومعسكر الغزلاني، وقرى البوسيف وتل الرمان والحاوي والحراكية والسحاجي، فضلاً عن الجسر الرابع الذي يربط بين جانبي المدينة.

في سياق متصل، كشف القائد في جهاز مكافحة الإرهاب الفريق عبد الوهاب الساعدي، عن استمرار الاشتباكات في مناطق المنصور ووادي حجر والدندان وتل الرمان والشهداء الأولى في الجانب الأيمن من الموصل، بمشاركة مختلف قطعات القوات العراقية. ونوّه في تصريح صحافي إلى أن "القوات الأمنية تخوض اشتباكات مع عناصر داعش، الذين أنشأوا خطوط صدّ وحفر خنادق في شوارع المناطق السكنية، فضلاً عن قيامهم بحفر ممرات سرية بين المنازل السكنية التي هجرها سكانها بسبب العمليات العسكرية".



وأضاف أن "القوات العراقية المشتركة أصبحت قريبة جداً من المجمع الحكومي الواقع في حي الدواسة وسط الموصل"، مشيراً إلى أن "حسم معركة الجانب الغربي لمدينة الموصل سيكون أسرع من المتوقع، بسبب انهيار قوة تنظيم داعش واستسلام عناصره أمام تقدم القوات العراقية".

وفي محور شمال غرب الموصل، واصلت القوات العراقية هجومها على القرى والنواحي في هذا المحور، وتمكنت قوات الفرقة المدرعة التاسعة، برفقة مليشيا "فرقة الإمام علي" القتالية من فرض سيطرتها على الطريق الرابط بين مدينة الموصل ومدينة تلعفر. ووقفت على مسافة كيلومتر واحد من المدخل الشمالي الغربي لمدينة الموصل، حسبما أدلى به ضابط في قيادة العمليات المشتركة، مردفاً أن "القوات العراقية اقتحمت أيضاً منطقة بادوش، وسيطرت على بناية السجن المركزي فيها بعد معركة عنيفة خاضتها القوات العراقية مع عناصر داعش بإسناد جوي من طيران التحالف الدولي".

من جهته، ذكر الرائد علي عبود من قوات الرد السريع التابعة لقوات الشرطة لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الرد السريع تمكنت من اقتحام مبنى المسبح الأولمبي بعد معارك عنيفة استمرت ليومين مع عناصر داعش، الذين كانوا متمركزين داخل منازل المنطقة وفوق أسطح المباني الحكومية". وأضاف أن "القوات العراقية المشتركة بدأت بإنشاء خطوط الصد وتنظيف الطرق من العبوات الناسفة التي زرعها عناصر تنظيم داعش، في طرقات المناطق السكنية التي سيطرت عليها القوات الأمنية خلال اليومين الماضيين". وتسببت المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد "داعش" في الجانب الأيمن للموصل بنزوح آلاف المدنيين، وتمّ نقل أغلبهم إلى مخيمات في مناطق سيطرة القوات العراقية والكردية.

في هذا الشأن، أفادت عضوة البرلمان عن محافظة نينوى، نورة البجاري، أن "أكثر من 11 ألف مدني نزحوا من الجانب الأيمن للموصل، بسبب العمليات العسكرية الأخيرة"، مؤكدة خلال مقابلة متلفزة، أن "النازحين تعرضوا لمعاملة قاسية من قبل السلطات الكردية التي منعت الكثير منهم من الوصول إلى مخيمات النازحين". وأكدت أن "دور الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية في إغاثة نازحي الموصل كان ضعيفاً"، مطالبة بدور دولي أكبر.

المساهمون