نشر موقع "بولتيكو" تقريراً عن كبير استراتيجيي البيت الأبيض، ستيف بانون، يطرح فيه النظريات والأفكار التي يؤمن بها "الرجل المخيف" في البيت الأبيض، والذي يُتهم من قبل الإعلام الأميركي التقليدي، أو الرئيسي، أو "mainstream media" بأنه أحد الفاعلين الأساسيين في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
ويؤكد تقرير "بولتيكو" أنه لا يوجد أحد من "المفكرين الرئيسيين" أو "mainstream thinkers" أثر في بانون. ويطرح تأثير ثلاثة كتّاب، هم الأميركي – اللبناني نسيم طالب، صاحب نظرية "البجعة السوداء"، والذي يعيد في كتاب بهذا الاسم الاعتبار إلى أحداث غير متوقعة، وغير قابلة للتنبؤ، في صياغة عالمنا اليوم، بالإضافة إلى تأثير عالم الكومبيوتر الغامض من "سيلكون فالي"، بيتر تيل، صاحب فكرة "التنوير الظلامي"، وصاحب نظرية "الانتقال الرابع" أو "The Fourth Turning" التي صدرت في كتاب يحمل الاسم نفسه، للكاتبين ويليام شتراوس ونيل هاو، وهي النظرية التي شرحها بانون في فيلمه "الجيل صفر" عن دورات الأجيال الأميركية.
ونقل موقع "بولتيكو" عن أحد المقربين من بانون قوله إنه "أحد أكثر الأشخاص المعروفين بنهم القراءة في واشنطن"، وإنه يقوم، بصورة دائمة، باقتراح كتاب ومقالات ودراسات على زملاء له، ليقرؤوها. وتتركز قراءات بانون، بحسب المقربين منه، على التاريخ والنظرية السياسية. ويشير التقرير إلى تأثره بكتاب "فن الحرب"، الكتاب الكلاسيكي للصيني صن تزو. ويرسم تقرير "بولتيكو" صورة قاتمة للمشترك بين قراءات بانون، فهو مؤمن أن "التكنوقراط وضعوا الحضارة الغربية في مسار تنازلي، وهذا ما لا يمكن تجنبه إلا من خلال هز النظام لإيقاف هذا الانهيار". وتوصف رؤية بانون باعتبارها "ظلامية، ذات نبرة تبشر بنهاية العالم"، وترى أن البشرية اليوم "في نقطة مفصلية تاريخياً"، وهو التغيير التاريخي الذي يمكن أن يفتح أبواب أي شيء، خصوصاً أننا الآن في ظل "الأزمة" بحسب تطبيقات نظرية ويليام شتراوس لدى بانون، تلك المرحلة التي بدأت بأزمة 2008 الاقتصادية، ولم تنته حتى اللحظة، ولن تنتهي إلا بـ"حدث كبير". فعالم ستيف بانون مفتوح على التغيرات الكبرى، إن كان في واشنطن، أو العالم ككل. لذا لا يكف الإعلام الأميركي عن نثر شكوكه حول رؤية بانون، والذي يريد في الحد الأدنى تغيير النظام في واشنطن (ِA shock to the system) أو في حدها الأعلى، تغيير النظام العالمي نفسه، القائم على الديمقراطية الليبرالية، والمُتحكم به من قبل اقتصاديي "دافوس" ورجالات "وول ستريت"، بحسب "عقيدة بانون".