فلين.. رحيل صديق روسيا عدو إيران عن إدارة ترامب

14 فبراير 2017
استقالة فلين ضربة لترامب (Getty)
+ الخط -

تعد استقالة مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، مايكل فلين، ضربة قاسية للرئيس الأميركي، بعد خسارة الرئيس الأولية لمعركة حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية؛ وخاصة أن فلين يعتبر من الدائرة المقربة المحيطة بدونالد ترامب، والكثير من أفكار الرئيس وتعبيراته جاءت بتأثيرات فلين، خاصة تلك المتعلقة بعلاقة الإسلام بالإرهاب، ورفض "الصواب السياسي" أو الـ"political correctness" ودعواته إلى "مشروع مارشال" للشرق الأوسط، إضافة إلى عدائه الشديد للنظام الإيراني.

تأتي استقالة فلين على وقع الشبهات المحيطة بعلاقته مع الروس، بعد كذبه على نائب الرئيس مايك بينس، وإنكاره التحدث مع السفير الروسي حول العقوبات الأميركية على موسكو، الأمر الذي عاد ونفاه، واعتبر أنه تحدث مع السفير الروسي، لكنه أخفق في كشف التفاصيل للرئيس ونائبه.

وتعزز استقالة فلين المبكرة التخمينات التي تحدثت عن أن التسامح مع إدارة ترامب قد يشمل كل الملفات، إلا الملف الروسي، لاعتبار العلاقة مع روسيا شديدة الحساسية للدوائر الأمنية والاستخباراتية الأميركية.

وتأتي استقالة فلين بعد أيام من تقرير استخباراتي أميركي يؤكد تطابق المعلومات التي سربت قبل أسابيع عن علاقة فلين بالروس، ضمن ما عرفت بملفات العميل البريطاني، والتي تحدثت بالتفصيل عن علاقات دونالد ترامب، ودوائره المقربة، مع روسيا، وكان فلين، ومدير حملة ترامب إلى (أغسطس/آب 2016) بول مانافورت، على رأس قائمة المسؤولين المتهمين بعلاقات مع الروس.

تأرجح فلين بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إذ كان ديمقراطيا، ترأس الـ(دي آي أيه) أو وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع، تحت إدارة أوباما، بين 2012 و2014، ثم استقال من منصبه بسبب خلافات مع إدارة أوباما.

يرفض فلين فكرة "الصواب السياسي"، لذا يقف مناوئا لرفض ربط الإسلام بالإرهاب، فيعتبر المشكلة في الإسلام ذاته، الذي لا يراه دينا، بل "أيديولوجيا سياسية ترتكز على دين" و"عقيدة سياسية" أكثر من كونه دينا، ولا يخفي أن الإشكال في "الإسلام الراديكالي" لا مجموعات متطرفة مسلحة.

يتبنى فلين رؤية لا تفرق بين "السنة والشيعة" في نظرته إلى الإسلام، لذا تجده يقارن الإسلام بالمسيحية، وليعرض فكرته أن الإسلام "دين راديكالي"، قال في إحدى خطاباته "لم نجد أحدا يهتف باسم المسيح ويمارس القتل".


تبنى فلين سياسات متشددة تجاه إيران، ويعتبر هو ووزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس السي آي ايه مايك بومبيو أكثر المتشددين تجاه طهران والرافضين لاتفاق أوباما النووي.

وظهرت مواقف فلين الصلبة تجاه طهران في تصريحاته بعد حادثة استهداف مليشيات الحوثي فرقاطة سعودية بالقرب من ميناء الحديدة، إذ شدد على أن السعوديين "حلفاء"، مؤكدا وضع التصرفات الإيرانية "تحت الرصد"، في خطوة لا تفصل بين النظام الإيراني وتصرفات المليشيات المدعومة منه في المنطقة.

لا يفرق فلين بين "الإسلام الراديكالي" والنازية والشيوعية والفاشية، فكلها في نظره أيديولوجيات هزمت في القرن الماضي أو ستهزم. 

لذا يرى الحل بمشروع كبير، يعم كل العالم الإسلامي، من أجل إلحاق الهزيمة بـ"الإسلام الراديكالي". مشروع "مارشال" في الدول الإسلامية، على غرار مشروع "مارشال" الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية. ويهدف هذا المشروع لمواجهة المشكلات التي تواجه "الشرق الأوسط"، وتشمل التحولات الاقتصادية والنمو السكاني وأزمة المياه وغيرها، فـ"الشرق الأوسط" على شفير هاوية، يجب انتشاله منها قبل وقوعه في يد الإرهابيين، بحسب تصورات فلين.