السعودية: غموض بشأن وفاة ضابط موالٍ لأبناء الملك عبدالله

ما زالت ملابسات وفاة اللواء في الحرس الملكي السعودي، علي بن عبدالله آل جراش القحطاني، مجهولة حتى الآن، بعد توارد أنباء تفيد بوفاته تحت التعذيب في (معتقل-فندق) الريتز كارلتون في الرياض في يوم 12 ديسمبر/كانون الأول، بعد توقيفه بتهم فساد مرتبطة بأبناء الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

ويعد القحطاني، وهو مدير مكتب أمير الرياض الأسبق تركي بن عبدالله آل سعود، "يداً يمنى" لأبناء الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وأحد أكبر الموالين لهم في المؤسسة العسكرية، كما أن لديه ابناً يدعى تركي، تيمناً بالأمير تركي، وهو نقيب في القوات المسلحة.

وفور وفاة القحطاني سارع مقربون منه إلى نعيه، والقول إن وفاته جاءت نتيجة للمرض العضال الذي كان يعاني منه، فيما قال مقربون آخرون إنه أصيب بجلطة مفاجئة عندما كان جالساً بين أبنائه، لتزيد هذه الأقوال المتضاربة التكهنات حول الأسباب الحقيقية لوفاة اللواء القحطاني.

وقال مصدر بارز في المعارضة السعودية المقيمة في الخارج لـ"العربي الجديد" إن "اللواء  القحطاني كان يتمتع بصحة جيدة، ولم يكن مصاباً بأي مرض خلال الفترة الماضية"، وإن "فرضية الجلطة المفاجئة هي فرضية سخيفة، خصوصاً وأن أبناءه لم يصرحوا بالسبب الحقيقي لوفاة والدهم، ولم ينفوا الأخبار المتداولة حول تعذيبه في معتقل الريتز كارلتون وتركوا الباب مفتوحاً للتكهنات والتوقعات".

وأضاف المصدر "ما نعرفه جيداً أن القحطاني قد أوقف فعلاً في شهر نوفمبر الماضي، بعد إيقاف مسؤوله الأمير تركي بن عبدالله، حيث كانت السلطات تشتبه بتورطهما في ما قالت إنها قضايا فساد، مرتبطة بمشروع مترو الرياض، لكن محاولات الأطراف الحكومية الترويج لمرضه المزمن غير صحيحة بتاتاً".

وفي حين ينحدر القحطاني من قبيلة قحطان، ذات النفوذ الواسع في السعودية، والتي يقدر عدد الضباط المنتمين لها بالمئات، يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي الكويتي عبدالرحمن المطيري حدوث "انتفاضة قبلية" ضد موت اللواء، في حال ثبوت تهم التعذيب على السلطات السعودية. وقال لـ"العربي الجديد" "كبار أسرة آل سعود لم يتمكنوا من فعل شيء بثرواتهم أمام قوة بن سلمان، فكيف بأبناء القبائل الذين تاجر بهم طوال فترة حصار قطر".

ويعيش أبناء الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ظروفاً صعبة بعد عزل وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله.