جنيف 8: وفد المعارضة يرد على رؤية دي ميستورا للدولة السورية

01 ديسمبر 2017
خضعت وثيقة المبادئ الجديدة لتعديلات عن الوثيقة السابقة(فرانس برس)
+ الخط -


سلّم وفد الهيئة العليا للمفاوضات، المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، "وثيقة" تتضمن رداً على رؤية المبعوث للشكل النهائي للدولة السورية. 

واطلع "العربي الجديد" على نسخة من رسالة وفد الهيئة التي تضمنت اثني عشر بنداً، أكدت على "سلامة ووحدة الأراضي السورية وعدم التنازل عن أي شبر من الأراضي السورية، والتزام الشعب السوري باستعادة الجولان المحتل، ويكون للشعب السوري الحق في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي دون تدخل الدول، طبقاً لميثاق وقرارات الأمم المتحدة".

كما شددت رسالة الوفد على أن "سورية دولة ديمقراطية غير طائفية، تقوم على المساواة في المواطنة بغض النظر عن الدين والجنس والعرق، كما تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون، والفصل بين السلطات، واستقلال القضاء، والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين".

وأكدت أيضاً "التزام الدولة السورية بالوحدة الوطنية، واللامركزية الإدارية على أساس التنمية الشاملة والمتوازنة"، وعلى "استمرارية المؤسسات العامة للدولة، وتحسين أدائها، وحماية البنى التحتية، والممتلكات الخاصة والعامة، وفق ما نص عليه بيان جنيف (2012)، والقراران 2118، و2254 والقرارات ذات الصلة".

ويكفل الدّستور السوري وفق الرسالة "إصلاح الجيش السوري ليكون جيشاً وطنياً واحداً مبنياً على أسس وطنية ملتزماً الحياد السياسي، تكون مهمته حماية الحدود الوطنية وحفظ الشعب السوري من التهديدات الخارجية ومن الإرهاب"، "كما يكفل الدستور إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية، بحيث تكون مهمتها الحصرية صيانة الأمن الوطني وأمن المواطن".

إلى ذلك، رفضت رسالة الوفد "جميع أشكال الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية، والالتزام الفعلي بمكافحتها والعمل على إزالة مسبباتها، وخلق السبل على كافة الصعد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لمنع ظهورها" مؤكدة "التزام حقوق الإنسان والحريات بما في ذلك ضمان عدم التمييز والمساواة في الحقوق والفرص للجميع، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الإثنية أو الهوية الثقافية أو اللغوية أو الجنس أو أي عامل تمييز آخر".

وأشارت إلى أن سورية دولة "تعتز بتاريخها وتنوعها الثقافي، بما تمثله جميع الأديان والتقاليد، وتلتزم أن يضمن الدستور الحقوق القومية للمكونات كافة من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وغيرهم، بثقافاتهم ولغاتهم، على أنها لغات وثقافات وطنية، تمثل خلاصة تاريخ سورية وحضارتها"، مشددة على "مبدأ المساءلة والمحاسبة، على ما ارتكب ويرتكب من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، بموجب القانون الجنائي الدولي".


وكان دي ميستورا، قد سلّم وفدي المعارضة السورية والنظام، وثيقة مبادئ أساسية جديدة، خلال لقائهما في جنيف، أمس الخميس.

ووفق ما نقلت "الأناضول" عن مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن وثيقة المبادئ الجديدة، خضعت لتعديلات عن الوثيقة السابقة التي قدمت خلال الجولات السابقة قبل أشهر، حيث تضمنت ثلاثة عناصر جديدة مختلفة، الأول يتعلق بالإدارات المحلية بدلاً من اللامركزية، والثاني إخراج مسمى الأقليات والإثنيات من الأكراد والتركمان، والسريان الآشوريين، على أن يتم الحديث عن ذلك لاحقاً.

أما العنصر الثالث، فهو استخدام اسم سورية، أو الجمهورية العربية السورية في ورقة دي ميستورا.

ومن المنتظر أن يجتمع مجدداً اليوم الجمعة، دي ميستورا مع وفدي النظام والمعارضة، عند الساعة 9.30 بتوقيت غرينتش، كما حصل أمس، وفق مبدأ مفاوضات "الغرفتين"، وكل وفد يجلس في غرفة، على أن يتنقل دي ميستورا ونائبه رمزي رمزي بينهما.

وكان المبعوث الأممي، قد أكد في مؤتمر صحافي، أن أجندة مفاوضات جنيف 8 بشأن سورية، ستركز على الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، مشيراً إلى اقتراب المفاوضات المباشرة بين وفدي النظام والمعارضة.

واستبعد المبعوث الدولي تحقيق إنجازات، خلال أشهر، لكنه استدرك القول إن" التغيرات السياسية إيجابية"، وفيما أعلن أن "جولة المفاوضات ستستمر حتى 15 ديسمبر"، أشار إلى أن وفد النظام السوري قد يعود إلى دمشق للتشاور، قبل محادثات أخرى منتصف الأسبوع المقبل.