وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنّ الطيران الحربي الروسي قصف منطقة الشارع العام في بلدة الصالحية في بادية البوكمال شرقي محافظة دير الزور، ما أسفر عن مقتل 21 من المدنيين وتدمير مبنى البلدية والعديد من منازل المدنيين والمحال التجارية، وأوضحت المصادر أن جميع القتلى ينتمون إلى ثلاث عائلات من بينها عائلتان نزحتا في وقت سابق إلى البلدة.
وفي غضون ذلك، قتل مدني وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة جراء غارة روسية على مدينة البصيرة، بينما قضى أربعة آخرون بينهم طفل بغارة روسية على بلدة الباغوز، في حين فقدت عائلة بأكملها تحت الأنقاض.
كذلك قتل ثلاثة مدنيين بغارة من الطيران الروسي على معبر المراشدة النهري في ريف مدينة البوكمال القريبة من الحدود السورية العراقية، في حين قتل مدني وأصيب طفل بغارة على بلدة هجين، تزامنت مع مقتل خمسة مدنيين كلهم أطفال ونساء بغارة على قرية عشاير قرب مدينة البوكمال.
وتأتي تلك الغارات بالتزامن مع محاولة تقدم من قوات النظام السوري في محور المحطة الثانية جنوب مدينة البوكمال في سعي للوصول إلى المدينة الحدودية قبل مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي ضد "داعش" الإٍرهابي.
إلى ذلك، أعلنت وزارة دفاع النظام السوري، اليوم، عن سيطرة قواتها على مدينة دير الزور شمال شرق البلاد، بعد معارك مع تنظيم "داعش"، وذلك وسط غموض يلف مصير عناصر التنظيم الذين كانوا محاصرين من كافة الجهات.
وقالت في بيان: "أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تحرير مدينة دير الزور بالكامل من براثن تنظيم داعش الإرهابي"، مضيفة: "تتابع وحدات الهندسة تفتيش الشوارع والساحات والمباني في أحياء دير الزور المحررة وتقوم بإزالة المفخخات والألغام والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة".
وفي حين يلف الغموض مصير مسحلي "داعش" وكيفية انسحابهم، قال الناشط المنحدر من دير الزور وسام محمد لـ"العربي الجديد" إن اتفاقا سريا تم بين النظام و"داعش" أفضى إلى تسليم المناطق المتبقية في المدينة للنظام، فيما لم تتبين الجهة التي انسحب إليها تنظيم "داعش".
وأضاف وسام محمد أن مصير مئات المدنيين لا يزال مجهولا والاتصال منقطع عنهم منذ الأمس، وسط ورود أنباء تؤكد قيام النظام بعمليات إعدام ميداني بحق العديد من الشباب المدنيين الذين بقوا في المنطقة الشمالية الشرقية من المدينة التي كانت تحت سيطرة التنظيم.
وكانت مصادر محلية مطلعة قد أفادت في وقت سابق لـ"العربي الجديد" عن مفاوضات بين النظام و"داعش" لمنح الأخير طريقا للعبور من المدينة إلى مناطق سيطرة التنظيم في ريفها الشرقي.
ويذكر أن قوات النظام السوري سيطرت على مساحات واسعة في مدينة دير الزور وريفها إثر تقهقر التنظيم وانهياره في الشهور الأخيرة بعد عمليات عسكرية شنها النظام ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" على العديد من الجبهات في شمال وشمال شرق ووسط سورية.
معارك غرب دمشق
بموازاة ذلك، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن فصائل المعارضة السورية المنضوية في غرفتي عمليات "جبل الشيخ" و"جيش محمد" شنت هجوما ضد قوات النظام في منطقة الحرمون على محور بيت جن انطلاقا من مواقعها في ريف القنيطرة بهدف التخفيف من الضغط على بلدة بيت جن في الغوطة الغربية بريف دمشق وفتح طريق نحو البلدة، وذلك بالتزامن مع هجوم معاكس من غرفة عمليات "مجاهدي اتحاد قوات جبل الشيخ" في بلدة بيت جن ضد قوات النظام التي تحاول السيطرة على البلدة منذ أسبوعين.
وفي السياق نفسه، قامت فصائل المعارضة في القنيطرة باستهداف مواقع قوات النظام في محور التل الأحمر والسرية الرابعة في ريف القنيطرة الشمالي بالمدفعية وراجمات الصواريخ، كما قامت الفصائل بالهجوم على محور بلدة حضر بتفجير عربة مفخخة بحاجز لقوات النظام في حين تستمر المعارك في محيط البلدة.
من جهة أخرى، أعلنت "الهيئة الشرعية لدمشق وريفها" التابعة للمعارضة السورية عن إلغاء خطبة وصلاة الجمعة اليوم وذلك بسبب القصف المدفعي والجوي المستمر من قبل قوات النظام على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة.
من جانبه، أصدر المجلس المحلي في مدينة جسرين بالغوطة الشرقية بيانا طالب فيه المؤسسات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتها برفع الحصار الذي تفرضه قوات النظام على بلدات ومدن الغوطة.
وفي السياق نفسه، ذكر "مركز الغوطة الإعلامي" أن شابا قضى جراء قصف من قوات النظام السوري على محور بلدة زملكا في الغوطة الشرقية.
من جانب آخر، قتل طفلان وأصيب آخر جراء انفجار قنبلة يدوية في أحد المنازل في مدينة الحارة بريف درعا جنوب البلاد، بحسب ما أفادت به وكالة "ستيب" المحلية للأنباء.
إلى ذلك، تمكن تنظيم "هيئة تحرير الشام" من استعادة السيطرة على قرية الرشادية في محور خلصة خناصر بريف حلب الجنوبي شمال سورية، بعد معارك مع قوات النظام السوري، وكانت قوات النظام قد تمكنت مساء أمس من السيطرة على ثلاث قرى في المنطقة إثر هجوم مباغت ضد التنظيم.
وفي شمال شرق سورية، شنت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" هجوما ضد تنظيم "داعش" في محور قرية الريمات ومحور قرية الدشيشة بناحية الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، وذلك ضمن حملة "عاصفة الجزيرة" التي تشنها ضد التنظيم في ريفي دير الزور والحسكة.