تشهد دائرة ألمانيا في أيام 15 و16 و17 من ديسمبر/ كانون الأول، في تونس، انتخابات جزئية بغاية تعويض المقعد البرلماني الشاغر بعد استقالة النائب حاتم الفرجاني من البرلمان، عقب انضمامه لحكومة رئيس الوزراء، يوسف الشاهد، في منصب كاتب للدولة لدى وزير الخارجية، مكلفا بالدبلوماسية الاقتصادية.
وبالرغم من أن الانتخابات تتعلق بمقعد وحيد، إلا أنها تتخذ أبعادا سياسية مهمة، وبدأت تشهد حماسة واضحة تتزايد يوما بعد يوم. ومع أنه لم يتم الإعلان عن ذلك رسميا، فإن قيادات عديدة في حزب نداء تونس ترجح تقدم حافظ قايد السبسي، مدير الحزب ونجل الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، للفوز بهذا المقعد.
وتوحه إلى ألمانيا وفد من الحزب يضم عددا من القيادات من أجل الإعداد لهذا الاستحقاق الجزئي، وتهيئة الظروف الملائمة وسبر الآراء بخصوص ترشيح السبسي الابن، في انتظار توجّهه إلى هناك بعد تأجيله للسفر.
ولم يمر هذا الخبر بدون إثارة في الساحة السياسية التونسية، التي بدأت تتوجس من تكهنات عديدة بإدخال السبسي الابن إلى البرلمان وإمكانية ترشيحه لرئاسته، وهو ما نفته القيادات السياسية للنداء بشكل قاطع، مؤكدة على تمسكها بمحمد الناصر في رئاسة البرلمان إلى غاية انتهاء المدة القانونية في 2019.
وكان النائب عن كتلة الحرة في البرلمان، الصحبي بن فرج، أكد في تدوينة على صفحته الرسمية أن هذه الأخبار تتداول منذ سنتين، مبينا أن الهدف من وراء سيناريو ترشيح حافظ قايد السبسي لعضوية البرلمان هو "تهيئة المسرح لكي يشغل المدير التنفيذي لنداء تونس، منصب رئيس مجلس نواب الشعب مكان السيد محمد الناصر"، ومتسائلا: "هل عجزت الأحزاب الديمقراطية عن تقديم مرشح موحد لها في ألمانيا؟".
وتوقع آخرون أن يتولى السبسي رئاسة كتلة النداء أيضا، وهو ما نفاه رئيس الكتلة الحالية سفيان طوبال.
في المقابل، كشف القيادي بحراك تونس الإرادة، عبد الواحد اليحياوي، أن الحزب سينافس بمرشحه الخاص أو بمرشح ائتلافي في صورة ترشحه للانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة ألمانيا، مذكرا بأن المنصف المرزوقي كان قد تحصل بدائرة ألمانيا على ما يقارب 3600 صوت في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، بينما تحصل الباجي قائد السبسي على ما يقارب 2800 صوت.
واعتبر القيادي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أنه تم "إفراغ المنصب من النائب حاتم الفرجاني تمهيدا لتصعيد نجل الرئيس إلى مجلس النواب".
وفي نفس السياق، أعلن القيادي المستقيل من حزب النهضة، منار اسكندراني، نيته الترشح كمستقل في الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن حظوظه وافرة للفوز باعتباره قضى كامل حياته في ألمانيا بين الدراسة والعمل، ولا يمكن أن يفوز في هذه الانتخابات إلا من يعرف الجالية المقيمة وخصوصيات البلد.
وسيفتح باب الترشحات للانتخابات التشريعية الجزئية يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول وإلى غاية 22 من نفس الشهر، فيما سيسمح للأحزاب والائتلافات والمستقلين بإطلاق حملاتهم الانتخابية بداية من يوم الخميس 23 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى 13 ديسمبر/ كانون الأول، وسيكون يوم الخميس 14 ديسمبر/ كانون الأول هو يوم الصمت الانتخابي.