وعبر ترامب، في كلمة ألقاها من البيت الأبيض، عن الحزن العميق أمام هذه المأساة. وقال: "مساء أمس، فتح رجل النار على حشد كبير خلال حفلة غنائية في لاس فيغاس. وقتل بوحشية أكثر من خمسين شخصا في عمل يمثل شرا خالصا"، وفق "فرانس برس".
وأضاف: "في لحظات كهذه نبحث جميعا عن معنى ما وسط الفوضى، وعن بصيص نور وسط الظلام. لكن الإجابات ليست سهلة". وتابع مخاطبا عائلات الضحايا: "إننا نصلي لأجلكم، أنا وميلانيا نصلي (...) كي تجد الأمة بكاملها الوحدة والسلام"، كما أكد أن "وحدة صفنا لا يمكن أن يدمرها الشر، وروابطنا لا يمكن أن يحلها العنف".
Twitter Post
|
ولم يتطرق ترامب، الذي أعلن أنه سيتوجه إلى لاس فيغاس الأربعاء، إلى تبني تنظيم "داعش" الإرهابي للهجوم، ولا إلى ملف ضبط بيع الأسلحة النارية الفردية، في تعليقه على الهجوم.
لكن في وقت لاحق، قال البيت الأبيض إنه من السابق لأوانه بحث السياسات الخاصة بفرض قيود على حمل السلاح بعد أقل من يوم على هجوم لاس فيغاس.
Twitter Post
|
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، للصحافيين في إفادة: "اليوم هو يوم مواساة الضحايا والحداد على من فقدوا... سيكون من السابق لأوانه بالنسبة لنا بحث السياسة في الوقت الذي لا نعرف فيه تماما جميع الحقائق أو ما حدث الليلة الماضية".
إلى ذلك، أعلنت وكالة أعماق التابعة لـ"داعش" مسؤولية التنظيم عن إطلاق النار في لاس فيغاس، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنه لا أدلة حتى الآن تربط المسلح بأي جماعة دولية متشددة.
وأفاد مسؤولون أميركيون بأن الوكالات الأمنية تحقق في إعلان "داعش" المسؤولية عن الحادث.
وفي وقت لاحق، أعلنت شرطة لاس فيغاس أنها عثرت على أسلحة نارية وذخائر ومتفجرات في منزل المنفذ. وقال قائد الشرطة، جوزف لومباردو، وفقًا لما نقلته "فرانس برس"، إن المحققين الذين داهموا المنزل الواقع في ميسكيت بولاية نيفادا، عثروا "على ما يزيد عن 18 قطعة سلاح ناري إضافية وبعض المتفجرات وآلاف الرصاصات، إضافة إلى بعض الأجهزة الإلكترونية التي ما زلنا بصدد تقييمها"، مضيفًا أن حصيلة المجزرة ارتفعت إلى 59 قتيلًا و527 جريحًا.
وقالت السلطات الأميركية إن المسلح، الذي كان يعيش في دار للمتقاعدين في ميسكيت بولاية نيفادا، وكان مسلحاً بأكثر من عشر بنادق، فتح النار على مهرجان موسيقي في لاس فيغاس الليلة الماضية من نافذة بالطابق الثاني والثلاثين.
وذكرت الشرطة أن الرجل اسمه ستيفن بادوك، وأنه قتل نفسه قبل أن يدخل أفرادها غرفة الفندق التي أطلق منها النار.
Twitter Post
|
وقال مسؤولان كبيران في الإدارة الأميركية لـ"رويترز" إن اسم بادوك غير مدرج على أي من قوائم المشتبه بأنهم إرهابيون، وإنه لا توجد أدلة تربطه بأي جماعة متشددة دولية.
وأفاد أحد المسؤولين بأن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن بادوك له تاريخ من المشكلات النفسية.
إدانات دولية
وفي سياق التنديدات الدولية بالحادث، قال الكرملين، في بيان، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أرسل تعازيه إلى نظيره الأميركي، الإثنين.
ونقل البيان عن بوتين قوله في برقية إلى ترامب: "هذه الجريمة التي أسفرت عن مقتل عشرات المواطنين المسالمين صادمة في وحشيتها".
وبعث أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الإثنين، ببرقية إلى الرئيس الأميركي، أعرب فيها عن تعازيه بضحايا إطلاق النار في لاس فيغاس، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية "قنا".
وأعربت وزارة الخارجية القطرية في بيان عن "إدانتها واستنكارها الشديدين لحادث إطلاق النار الإجرامي الذي وقع في مدينة لاس فيغاس".
وأكدت تضامن دولة قطر التام مع الولايات المتحدة الأميركية ودعمها الكامل لكل الإجراءات التي تتخذها لحفظ الأمن والاستقرار.
وأدان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الهجوم الإرهابي قائلاً، في تغريدة على حسابه الخاص بموقع "تويتر"، الإثنين: "أدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في لاس فيغاس، وباسم الشعب التركي أقدم التعازي لذوي الضحايا أولاً وللشعب الأميركي عامةً".
كما نددت وزارة الخارجية التركية، في بيان لها، بالهجوم، وأكّدت تلقيها نبأ الهجوم بحزن وأسى.
وقدم الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، تعازيه لنظيره الأميركي في ضحايا الهجوم.
وأعربت الخارجية البلجيكية عن إدانتها للهجوم الإرهابي، وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، ديدييه ريندرزغن، إنه يشعر بـ"الصدمة" إزاء الهجوم، وفق "الأناضول".
ونددت إيطاليا بالهجوم. وفي تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جينتيلوني، عن تضامنه مع ضحايا الهجوم الذي وصفه بالـ"مروع".
من جانبه، نشر بابا الفاتيكان فرنسيس رسالة تعزية في ضحايا الهجوم، بواسطة وزير الدولة، الكاردينال بيترو بارولين، أكد فيها أنه تلقى ببالغ الحزن نبأ الهجوم، معرباً عن تضامنه مع الضحايا.
وأعلنت مصر إدانتها "بأشد العبارات"، حادث إطلاق النار بمدينة لاس فيغاس.
وبعث الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لترامب رسالة تعزية في ضحايا الهجوم، كما بعث عاهل الأردن، الملك عبدالله الثاني، برقية تعزية، وفق ما أعلنه الديوان الملكي الأردني.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن "صدمته وفزعه" إزاء عملية إطلاق النار.
من جانبه، أدان الأزهر الشَّريف، بشدة، الهجوم، معتبراً أنه "يبرهن مجددًا على أن الإرهاب لا دين ولا وطن له"، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي، في بيان له، عن إدانته الهجوم الدموي، ووصفه بـ"البائس".
كما نشر الأمين العالم لحلف الشمال الأطلسي، يانس ستولتينبيرغ، رسالة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، قال فيها "إن هجوم لاس فيغاس صادم"، مبديًا تضامنه مع أسر الضحايا والشعب الأميركي.
ودانت جامعة الدول العربية الهجوم، وقال محمود عفيفي، المتحدث باسمها، في بيان، إنه "لا يوجد ما يبرر تحت أية حجة أو دافع ارتكاب هذا العمل الإجرامي، الذي يرقى لكونه مذبحة يندى لها الجبين، في ظل ما شهده من استهداف عشوائي ووحشي للأبرياء".