انتقادات لاذعة لواشنطن وتل أبيب لعدم تطرقهما لفلسطين بجلسة خاصة حولها

18 أكتوبر 2017
محاولات بإخفاء القضية الفلسطينية (سيم أوزديل/ الأناضول)
+ الخط -
ناقش مجلس الأمن الدولي في نيويورك، اليوم الأربعاء، الوضع في الشرق الأوسط مع التركيز على القضية الفلسطينية، فيما ركزت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في حديثها على إيران.

وانتقد كل من مندوب روسيا، وبوليفيا وأوروغواي، ومندوبي دول أخرى، الولايات المتحدة وإسرائيل لعدم تطرقهما في جلسة مخصصة للحديث عن فلسطين، إلى فلسطين ولو مرة واحدة.

واستمر النقاش لأكثر من أربع ساعات، على عكس الجلسات الشهرية العادية التي يقدم فيها ممثل الأمين العام إحاطته أمام المجلس ثم يناقش المجلس الوضع بتفاصيله خلف أبواب مغلقة، لتتضمن نقاشاً مطولاً ومفتوحاً قدمت فيه كذلك دول غير عضوة في مجلس الأمن إحاطتها أمامه.

وتتخذ الإدارة الأميركية منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية وحليفتها الإسرائيلية سياسة الصمت عن خروقات حقوق الإنسان والاستعمار والاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين بشكل كامل، بل تذهب إلى أبعد من ذلك عن طريق الحديث عن مواضيع أخرى، أمام مجلس الأمن عند عقده أي جلسات مفتوحة للحديث عن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتحدّث سفراء كل من الدولتين؛ الولايات المتحدة وإسرائيل، مطولاً عن إيران، في حين أن الجلسة كانت بشكل رئيسي عن فلسطين. هذه السياسة التي تتبعها الإدارة الأميركية منذ تولي ترامب الرئاسة بداية العام تحاول بكل الطرق اتباع سياسة التجاهل التام للقضية الفلسطينية والتعامل مع الفلسطينيين وكأنهم غير موجودين.

وانتقدت العديد من الدول داخل المجلس ذلك التصرف، بما فيها بوليفيا وروسيا وأورغواي.

وقال السفير البوليفي للأمم المتحدة، ساشا سوليس، في مستهل حديثه "هناك محاولات لإخفاء القضية الفلسطينية والتعامل معها وكأنها غير موجودة".

أما السفير الروسي للأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، فبدأ حديثه ساخراً من سفراء كل من الدولتين متسائلاً "هل اختلط الأمر على سفراء بعض الدول هنا حول موضوع النقاش اليوم؟ أليس النقاش اليوم حول الشرق الأوسط والتركيز على القضية الفلسطينية؟ وأستغرب كذلك عدم ذكر أي منهما [سفيرا الولايات المتحدة وإسرائيل] كلمة فلسطين ولو مرة واحدة! كيف تريد أي دول حل مشاكل المنطقة دون حل القضية الفلسطينية؟".

 

وركزت السفيرة الأميركية، نيكي هيلي، في حديثها على إيران وأشارت إلى الملف النووي الإيراني وطالبت المجلس بالتركيز على القضايا التي لا تقوم طهران بالالتزام بها.

أما السفير الإسرائيلي، داني دانون، فكانت مداخلته أشبه بالمسرحية الهزيلة. وأعلن في بدايتها أنه سيصدر الأحكام بحق إيران بخمس تهم. ثم بدأ حديثه قائلاً "باسم دولة إسرائيل إنني أدين إيران بالتهم التالية: دعم الإرهاب، وخرق حقوق الإنسان وتهديد بهدم دولة إسرائيل ونشر أفكار اللاسامية". ثم أشاد بمجهودات الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعقوبات حول إيران.

 

وفي مشاركته أمام المجلس أكد السفير الفلسطيني للأمم المتحدة رياض منصور على أهمية الوحدة الوطنية من أجل الاستقلال. وتحدث عن ضرورة رفع الحصار غير الإنساني وغير القانوني من قبل إسرائيل عن غزة. ثم أضاف أنه يأمل أن تؤدي المصالحة إلى تسريع مجهودات إعادة إعمار غزة.

 

وأضاف أن "فلسطين تقوم بكل ما يطلب منها قانونياً ودولياً وبموجب قرارات مجلس الأمن، وهذا على الرغم من كل الصعوبات التي نواجهها من قبل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".

 ثم أشار إلى خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي أكد فيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه ملتزم بحل الدولتين على حدود عام 1967، وما يتناسب مع قرارات مجلس الأمن والمبادرة العربية والرباعية والمفاوضات المفترضة.

وأكد أن السلطة ما زالت ملتزمة بإنهاء الاحتلال بشكل سلمي وتطالب بوقف الاستيطان. ثم أضاف أن إنهاء الاستعمار والاستيطان الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو الذي سيؤدي إلى التوصل إلى حل دائم وشامل.

ثم تحدث عن استمرار إسرائيل بخروقات قرارات مجلس الأمن وبناء المستوطنات، مضيفاً "لقد قمنا بالاعتراف بدولة إسرائيل على حدود 1967 ولأكثر من عقدين وترفض إسرائيل الاعتراف بحقنا. لماذا لا يوجد أي التزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن؟ لقد قمنا بكل ما يطلبه منا هذا المجلس، لكن هذا المجلس لا يقوم بتطبيق قراراته التي اتخذها بنفسه؟"، وتحدث عن التصريحات العنصرية لأعضاء في الحكومة الإسرائيلية التي تصف الفلسطينيين بالحيوانات.

 

ومن جهته أشاد، ميلسوف جينكا، مساعد الأمين العام للشؤون السياسية للأمم المتحدة، بالمصالحة الفلسطينية بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.

ووصف ممثل الأمين العام الوضع بغزة أنه من أسوأ الأوضاع الإنسانية في العالم. وتحدث عن استمرار انقطاع الكهرباء وتلوث شواطئ غزة بسبب المجاري التي تصب بها يومياً لانقطاع الكهرباء.

وأشار إلى تدهور الوضع الصحي وعدم السماح لأغلبية المرضى بتلقي العلاج خارج غزة.

 

ثم تحدث عن وضع حقوق الإنسان في غزة تحت حكم حماس وأشار إلى الإعدامات التي نفذتها حماس مؤخراً بحق ثلاثة فلسطينيين، وقال إنها مخالفة للقانون الدولي والفلسطيني.

وحول المستوطنات أشار إلى إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن نيتها بناء أكثر من 2000 وحدة سكنية جديدة في القدس والمناطق المحيطة و200 وحدة بالقرب من الخليل للمرة الأولى منذ 15 عاماً.

وتحدّث عن سياسات هدم البيوت وتشريد الفلسطينيين المستمرة في القدس ومناطق أخرى من فلسطين المحتلة.

المساهمون