اليمن: سلطات حضرموت تعتزم تنفيذ خطة أمنية في مديريات الوادي

18 أكتوبر 2017
موقع انفجار بالمكلا عاصمة حضرموت، يوليو 2016(عبدالجبار بجبير/فرانس برس)
+ الخط -
تستعد السلطات المحلية بمحافظة حضرموت، شرقي اليمن، لتنفيذ خطة أمنية بمديريات الوادي والصحراء بالتعاون مع "التحالف العربي"، لوضع حد للانفلات الأمني بالوادي. ويعاني وادي حضرموت منذ أشهر انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، تصاعدت معه وتيرة الاغتيالات وحالات السطو والاختطاف، وسط حالة من السخط الشعبي تجاه غياب الدولة وتلكؤ الأجهزة الأمنية بالمحافظة.

وتسيطر على وادي حضرموت المكون من 18 مديرية، وحدات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى، وهي آخر وحدات ينتمي أفرادها إلى مختلف محافظات الجمهورية، في حين تسيطر على مديريات الساحل قوات النخبة الحضرمية التي تشكلت أخيراً بإشراف إماراتي. أما جهاز الأمن العام فهو شبه معطل، ولا تزال كثير من مراكز الشرطة بالمديريات مغلقة منذ سنوات، والذي يعمل منها يشهد حالة من التسيب.

ومع ارتفاع المطالبات الشعبية بوضع حد للانفلات الأمني وانعقاد اجتماع قبلي بمديرية سيئون مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي لمطالبة الدولة بحل المعضلة الأمنية، استنفرت السلطات المحلية أخيراً لتتحدث عن خطة أمنية تعتزم تنفيذها بوادي حضرموت، بالتنسيق مع "التحالف العربي" ومختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية.

وقال محافظ حضرموت الجديد، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، في تصريحات له، إن حل المعضلات الأمنية يرتبط ارتباطاً مباشراً بتفاعل المجتمع مع الخطة الأمنية التي ستنفذ لوضع حد للانفلات الأمني الحاصل بمختلف مديريات الوادي والصحراء، لافتاً إلى أن هناك تنسيقاً مع "التحالف العربي" في كل الخطط الأمنية التي ستنفذ في هذا الجانب. وأوضح أن الخطة الأمنية "مدروسة" وستنفذ بالتعاون مع كافة القطاعات الأمنية والعسكرية بالوادي. وتزامن الحديث عن الخطة مع زيارة قام بها البحسني لوادي حضرموت الأسبوع الماضي، استمرت ثلاثة أيام. كما جاء إعلان الخطة بعد أيام فقط من تخريج أول دفعة من المجندين من أبناء وادي حضرموت، يقدر عدد أفرادها بـ500 مجند، بالمنطقة العسكرية الأولى تحت إشراف سعودي.

ولم يغب الحديث عن الخطة الأمنية في كل لقاءات المحافظ البحسني مع مختلف الفئات ومكاتب الدولة أثناء زيارته للوادي، في محاولة لحشد رأي عام مؤيد للخطة قبل إعلان البدء بتنفيذها، وذلك سعياً لإعادة الثقة بين المواطن والأجهزة الأمنية والعسكرية والتي تراجعت على نحو كبير خلال السنوات الماضية. وفي هذا السياق، التقى البحسني في مدينة سيئون، مع قائد عسكري سعودي يتولى منصب مندوب القوات السعودية ضمن "التحالف العربي"، بوادي وصحراء حضرموت. وتطرق اللقاء إلى مناقشة الجهود التي تبذلها تلك القوات وتطوير الوحدات العسكرية اليمنية. وأبدى مندوب قوات "التحالف العربي" استعداده للتعاون مع كل الجهود التي تبذل من قبل قيادة المحافظة.

وعقد محافظ حضرموت لقاء بضباط جهاز الأمن العام بوادي حضرموت والذي يعاني ترهلاً. وشدد البحسني في اللقاء على أهمية أن تظل مراكز الأمن بالمديريات مفتوحة وتمارس عملها وتقوم بمهامها، كما أكد المحافظ على تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الضباط والأفراد. ووجه البحسني بفتح مركزين أمنيين جديدين للشرطة في شرق وغرب مدينة سيئون، داعياً الضباط إلى التفاعل مع الخطة الأمنية التي قال إنه سيتم تنفيذها خلال الأيام المقبلة. وترأس البحسني اجتماعاً أمنياً لمناقشة مستجدات الملف الأمني بوادي وصحراء حضرموت حضره قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية ومدراء عموم المديريات في الوادي والصحراء، وناقش الاجتماع سبل تنفيذ الخطة الأمنية وتوفير الإمكانات اللازمة لإنجاحها. كما عقد لقاء بالمكتب التنفيذي بوادي حضرموت بحضور عدد من الوكلاء والوكلاء المساعدين والقادة العسكريين والأمنيين، وتتطرق في حديثه إلى الخطة الأمنية وضرورة إشراك المواطنين فيها وحثهم على الإبلاغ عن أي حالة اشتباه. وفي إطار الجهود الرسمية لتنفيذ الخطة الأمنية، عقد محافظ حضرموت اجتماعاً مع مدراء عموم مديريات المحافظة ناقش معهم الأوضاع الأمنية والخدمية فيها. واطلع على المشكلات الأمنية التي تعاني منها تلك المديريات، خصوصاً استمرار إغلاق الكثير من مراكزها الأمنية وضعف الإمكانيات المادية اللازم توفرها للقيام بواجباتهم الأمنية. كما عقد البحسني لقاء مفتوحاً بالوجهاء والأعيان ومشايخ القبائل، ودعاهم للتفاعل مع الخطة الأمنية وحشد التأييد لها.

ويبدو نجاح الخطة الأمنية مرهوناً بتفعيل جهاز الشرطة في المديريات والذي يشهد شللاً واضحاً، فضلاً عن إعادة الثقة بين المواطن والأجهزة الأمنية والعسكرية. ويتمتع وادي حضرموت بموقع مهم في خارطة الجمهورية اليمنية، إذ يقع في إطاره منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، فضلاً عن الطريق الدولي البري مع سلطنة عمان، ومطار سيئون الذي يعمل حالياً إلى جانب مطار عدن فقط.
المساهمون