ذكرت مصادر في الحكومة الأفغانية، أمس الأربعاء، أن موسكو بدأت تعرقل المصالحة الأفغانية وهي تسعى للوقوف في وجه محاولات الحكومة الرامية لشطب اسم زعيم الحزب الإسلامي، قلب الدين حكمتيار، الذي توصل إلى اتفاق مع الحكومة الأفغانية من قائمة المطلوبين دولياً. في وقتٍ، تحدثت المصادر نفسها وأخرى مقرّبة من طالبان، أن اجتماعات جديدة بين مندوبي موسكو وبين طالبان، قد انعقدت في باكستان.
وتضيف المصادر، أن الحكومة الأفغانية تعمل منذ أن أعلنت إبرام المصالحة مع الحزب الإسلامي، مع حلفائها الدوليين لشطب اسم قلب الدين حكمتيار، وقياديين آخرين في الحزب من قائمة المطلوبين دولياً، كي تتيح لهم فرصة العودة إلى كابول، ولكن موسكو هي العائق الوحيد في سبيل مساعيها.
تضاف إلى ذلك مساعي موسكو بالتنسيق مع طهران من خلال علاقاتها بطالبان، من أجل أن تقنع الأخيرة بعدم العودة إلى طاولة الحوار مع الحكومة الأفغانية، على غرار ما فعله الحزب الإسلامي، مشيرةً إلى أن "موسكو وطهران، تريدان، على أية حال، أن تبقى طالبان في الصف المعارض، كي تستفيدا منها".
وأشارت مجلة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى الأمر نفسه، وذكرت أن الأمم المتحدة تفكر في إخراج اسم قلب الدين حكمتيار من قائمة المطلوبين، وأن روسيا طلبت مهلة للتفكير في القضية.
في المقابل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زخاروف، إن موسكو لم تعرقل المساعي لأجل إخراج اسم حكمتيار من قائمة المطلوبين، بل أجلت الأمر، ولم تذكر الأسباب وراء ذلك.
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي الأفغاني، فيض محمد زلاند، أن المصالحة في أفغانستان وبالتحديد المصالحة بين الحكومة الأفغانية، والحزب الإسلامي، لن تصب في مصلحة روسيا، لذا فإنها تحاول أن تعرقلها وأن لا يتم إخراج اسم قلب الدين حكمتيار، من قائمة المطلوبين دولياً.
وتتحدث المصادر الحكومية، ومصادر في طالبان، أن وفداً من المسؤولين الروس، التقى قيادة طالبان قبل أقل من أسبوعين، وقد تم الاتفاق بين الطرفين على دفع موسكو بأسلحة ثقيلة إلى الحركة.
وعلى الرغم من التزام الحكومة الصمت، إلا أن الأمر أثار غضب الأفغان، ولفتت وسائل الإعلام الأفغانية، أن موسكو بالتنسيق مع إيران وباكستان تسعى لأن تلعب دورها في أفغانستان كما فعلت في سورية، وأن تجعل أفغانستان ميدان صراع جديد.
كما تؤكد تسريبات صحفية أن الاجتماع بالوفد الروسي، أثار حفيظة كثير من القيادات في طالبان، وقد حصلت تصدعات داخلية حادة نتيجة التقارب بين الحركة وموسكو. لكن علماء دين باكستانيين، يحاولون تهدئة الأمور، بحسب صحيفة "سرخط" الأفغانية المحلية.
يشار إلى أن موسكو استضافت في آخر شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، اجتماعاً ثلاثياً بين الصين وباكستان وروسيا، بشأن أفغانستان، دون أن تدعو الأخيرة إليه، وقد أثار الأمر امتعاض كل من أفغانستان والولايات المتحدة الأميركية.