السيسي يطمع في إِرث مبارك لحل مأزق انتخابات المحليات

31 يناير 2017
من الانتخابات التشريعية المصرية عام 2015 (دانيال بيريهولاك/Getty)
+ الخط -

يحاول النظام المصري، برئاسة عبد الفتاح السيسي، عبر أذرعه الأمنية والأحزاب الموالية للسلطة، الاستفادة من فلول نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، خلال انتخابات المحليات المقررة هذا العام، في ظلّ عدم تحديد النظام موعداً مبدئياً للانتخابات حتى الآن، على الرغم من تأكيدات السيسي السابقة بإجرائها بحلول نهاية العام الماضي، إلا أن الأجهزة الأمنية تحدّت هذه الرغبة، حسبما كشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد". ويواجه النظام الحالي أزمة في انتخابات المحليات، لناحية عدم استعداد الأحزاب الموالية له بشكل كافٍ، مع وصول عدد مقاعد المحليات إلى الآلاف. وتعوّل الأجهزة الأمنية المسؤولة عن الترتيب لانتخابات المحليات، في الاستفادة من إرث مبارك، خصوصاً من أبناء العائلات والقبائل الكبيرة في المحافظات المختلفة، في ظل إغراءات بمزايا لهم.

في هذا السياق، تفيد مصادر سياسية بأن "الأحزاب المكوّنة لتحالف الأغلبية البرلمانية (دعم مصر)، بدأت بشكل موسّع في استقطاب عدد كبير من فلول نظام مبارك، تحديداً من أبناء القبائل والعائلات الكبيرة في مختلف المحافظات، استعداداً لانتخابات المحليات". وتضيف المصادر، لـ"العربي الجديد"، بأن "عدداً من الأحزاب المقرّبة من النظام ضمت فعلياً عدداً من أبناء العائلات إليها، تمهيداً لترشّحهم على قائمة النظام الحالي". وتنوّه إلى أن "أزمة انتخابات المحليات في عدد المقاعد الكبير، وهو ما يحتاج لأعداد كبيرة للغاية، لقائمة النظام الحالي، التي لا تستطيع الأحزاب الموالية للسيسي مجتمعةً، الوفاء بهذا العدد".

وتشير إلى أن "الأحزاب داخل تحالف دعم مصر، تتنافس في ما بينها على استقطاب واستمالة أبناء العائلات والشخصيات البارزة في مختلف المحافظات، الذين كانوا أعضاء في المحليات أو أمانات الحزب الوطني المنحل، باعتبار أنهم أكثر خبرة بالعمل اليومي في المحليات وديوان عمل المحافظة". وترى أن "الأحزاب المحسوبة على السلطة، تحاول تجميع أفضل عناصر كي يكون لها أكبر عدد مقاعد ممكن في قائمة النظام لانتخابات المحليات".

وتوضح المصادر ذاتها أن "الأحزاب تحاول أيضاً ضمّ الشخصيات البارزة ورجال الأعمال في المحافظات، لدعم مرشحيها مادياً في مقابل إغراءات بمنح ومزايا في مشاريع مهمة في مختلف المحافظات". وتكشف عن أن "عدم استعداد الأحزاب الموالية للسلطة، أحد أسباب التباطؤ في إجراء انتخابات المحليات، وهو يتوافق مع رغبة الأجهزة الأمنية والسيادية المسؤولة عن ملف الانتخابات".

وفي وقت سابق، نوّهت مصادر خاصة مقربة من دوائر اتخاذ القرار، إلى أن "الأجهزة الأمنية تحدّت وعود السيسي بإجراء الانتخابات بحلول نهاية العام الماضي، باعتبار أن خوض الانتخابات من دون استعداد كافٍ يضعف من السيطرة عليها".



ووفقاً للمصادر، فإنه "من المقرر إجراء انتخابات المحليات بشكل مبدئي في النصف الثاني من العام الحالي، وهذا كله متوقف على انتهاء استعدادات الأجهزة الأمنية من ناحية القوائم وأسماء المرشحين". وسبق أن حاولت الأحزاب المقرّبة من النظام في انتخابات مجلس النواب، عام 2015، استقطاب رجال أعمال وشخصيات محسوبة على نظام مبارك، لخوض الانتخابات تحت مظلة السلطة الحالية، وهو ما تحقق.

من جانبه، يرى خبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "النظام المصري يحاول استنساخ تجربة مبارك في الحكم، والأهم مسألة السيطرة على مفاصل الدولة تماماً، لضمان الهيمنة التامة".

ويتابع الخبير قائلاً إن "السيسي وعبر أذرعه الأمنية يسعى دائماً إلى عدم عداء فلول مبارك، ليس فقط لاستمالتهم ولكن أيضاً لعدم العمل ضده، في ظل محاولات رموز نظام مبارك العودة إلى العمل العام". ويضيف بأن "فلول مبارك بطبيعتهم يبحثون عن المصلحة، وبالتالي من الوارد بشكل كبير انتقال هذه التكتلات التي أغلبها من رجال الأعمال وكبار التجار في المحافظات، وأبناء العائلات الكبيرة، إلى كنف السلطة، لأنهم يطمحون دائماً إلى السطوة والنفوذ".

ويلفت إلى أن "هذه الظاهرة التي اعتمد عليها مبارك لسنوات، يسعى السيسي إلى تكرارها بشكل كبير، ولكنه حتى الآن لم ينجح تماماً، وهو تخريب متعمّد للسياسة في مصر". ويُشدّد على أن "الجميع عقب ثورة يناير كان يأمل في إنهاء هذه الظواهر الخاطئة، إلا أن السيسي يتعمد استدعاءها للساحة السياسية، باعتبارها أحد أضلاع السلطة في مصر". ويشير الخبير إلى أن "الاستعانة بفلول مبارك، أدى إلى ظهور المال السياسي في الانتخابات بشكل كبير خلال انتخابات مجلس النواب الماضية، على أعين أجهزة الدولة من دون تدخل يذكر".