هل يحضر السيسي احتفالات عيد الميلاد؟

04 يناير 2017
حضور السيسي لقداس الميلاد قد يؤدي لنتائج عكسية(أحمد جمال/الأناضول)
+ الخط -
سادت حالة من الجدل والاختلاف داخل أروقة النظام المصري وبعض المقربين من مؤسسة الرئاسة حول حضور رئيس النظام، عبدالفتاح السيسي، لقداس احتفال المسيحيين (الذين يتبعون التقويم الشرقي) بعيد الميلاد ليل 6 يناير/كانون الثاني الجاري، من عدمه. وأبدى البعض تخوفه من تحقيق هذه الزيارة نتائج عكسية، في حال تهجّم أحد الحضور على السيسي شخصياً أو الأجهزة الأمنية وتحديداً وزارة الداخلية بسبب التقصير الأمني في حماية وتأمين الكنائس، مما يتسبب في حرج كبير له، لا سيما أن محطات تلفزيونية تبث الاحتفال مباشرةً على الهواء، وفقاً لمصادر تحدثت لـ"العربي الجديد".

ويرغب السيسي في استغلال المناسبة لتوجيه رسائل خارجية بعدم وجود أزمة مع المسيحيين، في ظل طرح مناقشة وضع الكنائس المصرية المتضررة عقب انقلاب 30 يونيو/حزيران 2013، أمام الكونغرس الأميركي. وزار السيسي الكنيسة الأرثوذكسية، في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، بشكل مفاجئ وقطع فعاليات القداس الذي كان يترأسه البابا تواضروس الثاني، قبل أن يغادر بعد توجيه كلمة للمسيحيين في عيد الميلاد.

وذكرت مصادر مقربة من دوائر صنع القرار أن هناك خلافاً قائماً حول مشاركة السيسي في احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد مساء الجمعة المقبلة. وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد" أن رئاسة الجمهورية تلقت اقتراحات من مقربين من النظام بعدم حضور السيسي، خصوصا بسبب غضب الشباب المسيحي من النظام الحالي بعد تفجير الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي. وتابعت أن الشباب رفضوا وجود رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، ووزير الداخلية، اللواء مجدي عبدالغفار، وسط هتافات تطالب برحيلهم من محيط الكنيسة البطرسية. ولفتت إلى أن هناك تخوفات من هتافات مماثلة خلال حضور السيسي للقداس الجمعة المقبلة، أو على الأقل مطالبات بإقالة وزير الداخلية بسبب "التقصير الأمني"، وهو ما قد يضع السيسي في موقف حرج.

وأشارت المصادر إلى أنه في ظل الأعداد الكبيرة التي تحضر القداس، تصعب السيطرة التامة عليها. وأكدت أنه "تم منْع حضور الشباب خلال الجنازة الرسمية التي حضرها السيسي في اليوم التالي لانفجار الكنيسة (الشهر الماضي)، واقتصر الحضور على أسر الضحايا، منْعاً لهتافات معارضة للسيسي". وأوضحت أن هناك اتجاهاً لحضور السيسي في زيارة سريعة خاطفة، مثل العام الماضي، حينما حضر بشكل مفاجئ وألقى كلمة مقتضبة للتهنئة قبل أن يغادر مسرعاً. وشددت المصادر على أن هذا الاتجاه يعززه الإعلان السريع عن منفذ تفجير الكنيسة البطرسية، والقبض على الخلية التي كانت تعمل معه، والتحقيق مع أفرادها، في أول رد فعل سريع من نوعه في مثل هذه الأحداث الإرهابية. وقالت المصادر ذاتها إن السيسي أصرّ على إعلان اسم منفذ التفجير بنفسه، حتى يكون بعيداً عن دائرة الانتقادات باعتباره هو الذي دفع بسرعة الانتهاء من كشف هوية المنفذ.


ولفتت المصادر إلى أنه في حالة حضور السيسي لقداس عيد الميلاد، فإن إجراءات التأمين ستكون مضاعفة خوفاً من حدوث أي عمل إرهابي. وفي هذا السياق، توقع خبير في مركز الأهرام للدراسات، حضور السيسي للقداس في الكنيسة المرقسية بالعباسية، لإزالة أي احتقان بينه وبين المسيحيين. ورأى الخبير السياسي في حديث لـ"العربي الجديد" أن هذه الزيارة ستكون بالتأكيد خاطفة، وقد تطول وفقاً لحالة الاستجابة لحديثه من قبل الحاضرين، حتى لا يأتي حضوره بنتيجة عكسية ويتسبب بالتالي في إحراجه. وأضاف أن حضور السيسي ستكون له عدة أهداف، أولها التأكيد على مسألة الوحدة الوطنية والسعي لتأمين الكنائس ودور العبادة، مستنداً إلى الإعلان عن اسم منفذ تفجير الكنيسة البطرسية، والثاني توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي بعدم وجود مشكلات بين النظام الحالي والمسيحيين، لسد أي محاولة للّعب على وتر الطائفية في مصر.

وأشار الخبير إلى أن هذه الرسالة ستكون رداً على طرح مناقشة وضع الكنائس في مصر أمام الكونغرس الأميركي، من خلال إظهار أن المسيحيين يستقبلون السيسي بحرارة. وأوضح أن الزيارة إذا تقررت ستكون رسالة للمسيحيين بأن مصر وطن للجميع، بما يسمح باستمرار حالة الدعم للنظام، وتحديداً خلال انتخابات الرئاسة المقبلة، على الرغم من حالة الغضب الشعبي التي يواجهها بسبب سياسات اقتصادية أسهمت في تراجع شعبيته.