تونس: مطالب بإسقاط النظام وحل البرلمان في القصرين

03 سبتمبر 2016
الوضع في القصرين يهدد بالتصعيد (العربي الجديد)
+ الخط -



ارتفعت حدة غضب أهالي محافظة القصرين وسط غرب تونس، على المسؤولين والنواب والسلطة، وبلغ الاحتقان درجة مطالبة بعض المحتجين ضمن مسيرة، نظمت اليوم السبت، بإسقاط النظام وحل البرلمان، محملين الحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع والمشاكل التنموية التي تعاني منها المحافظة.

وعلى الرغم من الزيارات التي أداها بعض المسؤولين والنواب وحتى رئيس الحكومة إلى الجهة، إلا أن أغلبها لم تنجح في امتصاص غضب السكان، ويرى مراقبون أن الأوضاع قد تتجه إلى مزيد من التعقيد والاحتقان، خاصة أن أغلب الوعود لم ترض سكان وشباب القصرين.


ويأتي هذا الاحتقان مباشرة بعد المواجهات التي شهدها حي الكرمة، وأسفرت عن مقتل مسلحين وحادث سير خلف 16 قتيلاً وأكثر من 60 جريحاً.

ويؤكد السكان أن هاذين الحادثين كشفا الواقع المرير الذي تمر به المحافظة من سوء في البنية التحتية، ولا مبالاة المسؤولين بالخطر المحدق بالمنطقة.

وأكدت طالبة، من بين المحتجين في القصرين، تدعى لبنى لـ"العربي الجديد" أنّ شباب القصرين غاضب جداً على السلطات الجهوية وكذلك المركزية، مبينة أنهم في حالة يأس تامة، إذ لا توجد حلول قدمت إلى الجهة وتم تفعيلها، أو ساهمت في تغيير واقع الشباب، معتبرة أن أغلب الوعود واهية، وزيارات المسؤولين لم تحمل أي إضافة إلى المنطقة.

وأوضحت أن "مطالبتهم بإسقاط النظام وحل البرلمان تتضمن عدة رسائل إلى السلطة، وأنها تعود إلى اليأس الكبير الذي يمرون به، مؤكدة أنهم يريدون نواباً يعتنون بالقصرين وينصتون إلى مشاكل الشباب".

وأفادت أن المسيرة سلمية، على الرغم من شعار إسقاط النظام، تهدف إلى إيصال أصواتهم إلى المسؤولين، فمن غير المقبول أن تظل القصرين في مراتب متأخرة مقارنة ببقية المحافظات.

وقالت ناشطة بالمجتمع المدني، وتدعى لواحظ سمعلي، لـ"العربي الجديد" إن "القصرين محافظة منسية، وغير مدرجة ضمن اعتبارات السياسيين والنواب"، مبينة أن عدة تراكمات أدت إلى الحراك الحالي.

وأضافت أن زيارة رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، إلى القصرين كانت سريعة، ولم تنجح في إزاحة الألم الذي تعانيه الجهة.

وأشارت إلى أن الأهالي وجدوا المساندة من مواطنين مثلهم من عدة محافظات، ولكنهم لم يجدوها من السلطة التي تتدعي أنها تمثلهم، معتبرة أن مطالبتهم اليوم بإسقاط النظام وحل البرلمان، حركة رمزية للقول إن الساسة والأحزاب لا يمثلونهم، ولا يشعرون بآلامهم وأحزانهم.

من جهته، قال الفنان المسرحي، وليد الخضرواي، لـ"العربي الجديد"، إنهم يساندون شباب الجهة في مطالبهم المشروعة، وإن سبب مشاركتهم في مسيرة المطالبة باستقالة النواب وحل النظام هو يأسهم من الوعود الزائفة.

وأضاف أنهم يقومون بتأطير الشباب لتبليغ صوته بطريقة حضارية ومشروعة، من دون عنف أو تخريب، معتبراً أن هذه الحقوق لا تتحقق بالصمت، وإنما بالضغط على الحكومة، وعلى السياسيين.

وقال إن دعوتهم إلى حل البرلمان وإسقاط النظام هي إحدى وسائل الضغط، مؤكداً أنه في صورة لم تتحرك الحكومة، فإن "التصعيد يبقى وارداً، فمنذ الثورة والقصرين تعاني، وهو ما جعل السلطة في وادي والشعب في وادي آخر"، بحسب قوله.