سورية:مجلس الأمن يؤكد ضرورة الالتزام بوقف القتال واستئناف المحادثات

10 اغسطس 2016
دعوة قوية لفرض هدنة بحلب لمدة 48 ساعة (Getty)
+ الخط -

عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة الأوضاع الجارية في سورية، مع التركيز على معاناة أكثر من مليوني من السكان المدنيين المحاصرين في مدينة حلب.
واستمع أعضاء المجلس، خلال جلسة المشاورات، إلى إفادة كل من المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، ستيفن أوبراين.
وعقب انتهاء الجلسة، قال رئيس مجلس الأمن، السفير داتو راملان إبراهيم، إن "أعضاء المجلس أكدوا في جلسة المشاورات على ضرورة التزام جميع أطراف الصراع في سورية باتفاق وقف الأعمال العدائية".
وأضاف إبراهيم، مندوب ماليزيا الدائم لدى الأمم المتحدة، والذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر أغسطس/ آب الجاري، أن "الأعضاء شددوا على أهمية استئناف محادثات السلام في أقرب وقت ممكن".
من جهته، جدّد أوبراين دعوته التي أطلقها الشهر الماضي، لفرض هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية للمحاصرين في حلب وفي المناطق المحاصرة الأخرى داخل سورية.
وقال المسؤول الأممي، في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء الجلسة: "نحن مستعدون لإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في حلب خلال فترة تراوح بين 24 إلى 48 ساعة إذا سمحوا لنا بالوصول الآمن"، (دون أن يوضح من الذين يسمحون).

وأضاف بالقول: "لقد أبلغت تواً أعضاء المجلس أن قصف المستشفيات في حلب لا يزال مستمراً، وأن هناك أكثر من مليوني شخص يعيشون تحت الحصار في المدينة، وأن المياه انقطعت عن الشبكة العامة التي تزود السكان بالماء هناك، إثر احتدام القتال الذي أدى إلى تدمير شبكات الكهرباء المسؤولة عن ضخ المياه في المدينة".
وأكد أوبراين أن الأمم المتحدة لم تتمكن من إيصال أي قوافل إنسانية إلى حلب خلال أغسطس/ آب الجاري، جراء أعمال القتال الجارية، مشيراً إلى أن "الوضع الأمني في حلب وكل أرجاء سورية أصبح مرعباً ويزداد صعوبة".
وتابع: "إن مسؤولية المحاصرين في حلب وغيرها من المناطق تقع على عاتق جميع أطراف النزاع، ويتعين أن يتوقف الضغط على الزناد وأن يتوقف العنف".
واستبعد نائب المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير أليكس لاميك، إمكانية استئناف محادثات السلام السورية في ظل استمرار أعمال العنف والحصار المفروض من قبل النظام السوري على مدينة حلب.
وقال في تصريحات للصحافيين خارج قاعة مجلس الأمن الدولي: "لا أتصور أنه بالإمكان استئناف محادثات السلام طالما استمر العنف وحصار المدنيين قائماً في حلب".
وأضاف: "لقد شهدت جلسة المشاورات اليوم دعوة قوية بشأن فرض هدنة إنسانية في حلب لمدة 48 ساعة، وقد وافق عليها، حسب اعتقادي، جميع أعضاء المجلس".
يذكر أنه في وقت سابق اليوم، خلال انعقاد الجلسة، أكد دبلوماسيون غربيون لـ"الأناضول"، أن ستيفان دي ميستورا أبلغ أعضاء مجلس الأمن أن "الوضع الحالي في حلب يجعل استئناف المفاوضات السورية أواخر الشهر الجاري أمراً صعباً".
وبحسب الدبلوماسيين الغربيين، والذين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم، فإن "المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، السفيرة سامنثا باور، أكدت خلال الجلسة ضرورة إيجاد الظروف الملائمة لاستئناف محادثات السلام السورية، بينما قال المندوب الروسي، السفير فيتالي تشوركين، إنه لا ينبغي أن توجد أي شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات".
ولم تسفر محادثات جنيف الأخيرة بين النظام السوري والمعارضة، والتي انطلقت في كانون الثاني/يناير الماضي، وشهدت 3 جولات، آخرها في نيسان/أبريل الماضي، النتائج المطلوبة لإنهاء الأزمة السورية، ورفضت المعارضة الاستمرار بها، جراء عدم تحقيق المجتمع الدولي شروطها المتمثلة في تحسين الأوضاع الإنسانية، بفك الحصار عن المناطق المحاصرة، والإفراج عن المعتقلين، وخاصة الأطفال والنساء، وإيقاف روسيا غاراتها الجوية.