جوبيه يستخدم ورقة التودّد للمسلمين في صراعه مع ساركوزي

28 اغسطس 2016
جوبيه: فرنسا ليست في حرب ضد المسلمين(Getty)
+ الخط -

أعاد المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، ألان جوبيه، التذكير بمواقفه من مسألتي "الإسلام" و"الهوية الوطنية"، التي أراد منافسه، نيكولا ساركوزي، أن تكونا ركنين أساسيين في برنامجه الانتخابي، داخل الحزب الجمهوري وفي انتخابات 2017 الرئاسية.

وشددّ جوبيه، عمدة مدينة بوردو، والمرشَّح القوي في الانتخابات الرئاسية والداخلية في حزب "الجمهوريون"، في لقاء خاص على قناة محلية، اليوم الأحد، على أن مسلمي فرنسا جزءٌ من الشعب الفرنسي، مؤكداً أن بلاده "ليست في حرب ضد المسلمين".

كما أنه عبّر عن أمله في توسيع تمثيلية الإسلام في فرنسا، لأن "المجلس الإسلامي للديانة الإسلامية"، الذي أسسه ساركوزي قبل سنوات، "لا يمثل مجموع مسلمي فرنسا".

وتطرق جوبيه إلى البيان، الذي نشرته فعاليات فرنسية مسلمة، من مثقفين وأطباء ومهندسين وأطر عليا، في جريدة "لو جورنال ديمانش"، قبل أسابيع، وطالبوا فيه بتوسيع تمثيلية مسلمي فرنسا، بحيث لا تكون حكراً على توجه دون آخر وجيل دون أجيال أخرى، وتراعي الوضع الجديد للإسلام في فرنسا.

وفي مواجهة "استعادة السلطة"، التي يُشهرها ساركوزي، يُشدّد ألان جوبيه على أن "السلطة لا تعني، بأي حال، الانفعال، لأنه من السهل جداً الانزلاق نحو مواقف متطرفة ومتسرعة".

وفي مسألة "الهوية الوطنية"، اعتبر جوبيه أنها تعني "الهوية السعيدة"، والتي تعني في نظره الشعور بالسعادة لعشق فرنسا وتاريخها وتقاليدها في اختلافها، أي "الرؤية الواثقة والمتفائلة حول مستقبل فرنسا".

ولأن سؤال البوركيني لا يَسلم منه أي سياسي فرنسي، هذه الأيام، طالبَ جوبيه باحترام قرار مجلس الدولة، في إشارة إلى نحو ثلاثين رئيس بلدية، من اليمين واليمين المتطرف، الذين لا يزالون يرفضون، بعناد، تعليقَ قرار حظر البوركيني في بلداتهم ومدنهم.

وأعاد رفضه سنّ قانون يحظر البوركيني، مُظهراً امتعاضه من اللجوء إلى القوانين في كل مناسبة، قائلاً "إن إعداد برنامج انتخابي لا يتطلب سنّ قانون".

ونصح جوبيه بتغليب التهدئة والحس السليم في التعامل مع قضية البوركيني وغيرها، ونوّه إلى أنه لم يلتجئ إلى أي قرار يحظر البوركيني في مدينته. وفي انتقاد نادر سَخِرَ جوبيه من تصريح رئيس الحكومة، مانويل فالس، الذي زعم أن الدفاع عن البوركيني "دفاع عن رؤية إسلاموية قاتلة ورجعية"، فوصف هذه التصريحات بـ"الهَذيَان".

وحرص المرشح الرئاسي، الذي تربطه علاقات احترام وثيق بمسلمي بوردو، على نفي الإشاعة المشتعلة في شبكات التواصُل الاجتماعية، والتي تقول إن بلديته دفعت نحو 20 مليون يورو مساهمة في بناء مسجد بوردو الكبير.

كما حرص على التأكيد على أن "المؤمنين هم من يتوجَّب عليهم تمويل أماكن عباداتهم"، وهو ما "ينطبق على كل الديانات في فرنسا". وأشار أيضاً إلى أنه سيحرص على "وقف التمويل الخارجي لبناء أماكن العبادة"، في حال انتخابه رئيساً للجمهورية الفرنسية، سنة 2017.

وتناول المرشح الذي تشير، لحد الساعة، كل استطلاعات الرأي إلى فوزه في كل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، موضوع البرقع، موضحاً أن حظره، قبل سنوات، لم يأتِ لكونه مسألة دينية إسلامية، كما يعتقد الكثيرون، بل لأنه كان "يطرح مسألة أمنية، أي معرفة من يختفي تحت هذا اللباس"، لأنه ليس "للعلمانية" الفرنسية سلطة التحكم في الأماكن العمومية.

من جهة ثانية، عبّر عن قلقه من بعض التصريحات السياسية، وغالبية من حزب "الجمهوريون"، التي تنادي بخروج فرنسا، بلد حقوق الإنسان، من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وأكد أنه "لن يفعل ذلك، أبدا".

وفي إشارة إلى انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، لم يختلف موقف جوبيه عن كثير من السياسيين من حزبه، فرحب بعلاقات شراكة وثيقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، شراكة لا ترقى إلى درجة الانضمام، الذي تطالب به تركيا، منذ عقود، دون طائل.

المساهمون