"درع الفرات" لإنشاء "منطقة آمنة" والمعارضة تنفي انسحاب الأكراد

25 اغسطس 2016
عملية "درع الفرات" تهدف لإنشاء "منطقة آمنة" (ديفني كارادينز/Getty)
+ الخط -

قالت مصادر متطابقة من قوات المعارضة السورية، التي تشارك في عملية "درع الفرات"، إلى جانب قوات خاصة تركية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إن العملية العسكرية ضد التنظيم لن تقتصر على السيطرة على مدينة جرابلس والقرى المحيطة بها في ريف حلب الشرقي؛ بل ستمتد، خلال وقت قصير، غربا باتجاه بلدة الراعي على الحدود السورية التركية، والتي سيطرت عليها قوات المعارضة، قبل أيام، بعد طردها قوات "داعش" منها.
ولفتت مصادر المعارضة، التي تواصلت معها "العربي الجديد"، إلى أن عملية درع الفرات تهدف إلى المساهمة في إنشاء "منطقة آمنة" خالية من "داعش"، من جرابلس إلى أعزاز بطول يناهز السبعين كيلومتراً، وبعمق يصل إلى عشرين كيلومتراً، داخل الأراضي السورية.

وستكون الأولوية للسيطرة على الشريط الحدودي بين جرابلس والراعي، قبل التوجه جنوباً نحو مدينة الباب، الأكثر أهمية في ريف حلب الشرقي والتي يسيطر عليها "داعش" حتى الآن. وتتوجه أنظار القوات الكردية وقوات المعارضة السورية في وقت واحد إلى مدينة الباب، الأمر الذي يرجح اندلاع سباق بين الطرفين إلى المدينة، وهو ما قد يفتح مواجهة ميدانية بينهما.
 
ولا تقتصر احتمالات اندلاع مواجهة بين المليشيات الكردية، التي تشكل العمود الفقري لما يعرف بـ"قوات سورية الديمقراطية"، وبين قوات المعارضة، المشاركة في "درع الفرات"، على التنافس للوصول أولاً إلى مدينة الباب؛ بل تمكنت قوات المعارضة السورية، مساء أمس الأربعاء، لأول مرة على الإطلاق، من استعادة السيطرة على منطقة كانت بحوزة المليشيات الكردية، وكان ذلك في قرية العمارنة الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات إلى الجنوب من جرابلس، حيث تقدمت المليشيات الكردية إلى القرية، قبل أن تنجح قوات المعارضة من استعادة القرية بعد اشتباكات مع المليشيات الكردية. وغاب عن الأخيرة، لأول مرة، دعم طيران التحالف الذي قدم الدعم لقوات المعارضة السورية.

وفي هذا السياق، نفت مصادر المعارضة السورية المنضوية في درع الفرات، الأنباء التي روّجتها مصادر المليشيات الكردية عن انسحابها من مناطق سيطرتها في منبج وريفها غرب نهر الفرات، نحو منطقة عين العرب شرق النهر، إذ أكدت مصادر المعارضة، أن المليشيات الكردية تعزز مواقعها في تل العمارنة قرب قرية العمارنة وفي نقاط التماس الأخرى مع قوات المعارضة السورية، الأمر الذي يشكل تهديداً مباشراً للمعارضة، ويرجح تصاعد المواجهة بين الطرفين في ريف حلب الشرقي.

ووصفت مصادر المعارضة قيام المليشيات الكردية بتسليم بعض النقاط إلى مجموعات مسلحة، تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية"، التي تشكل المليشيات الكردية عمودها الفقري، بـ"المسرحية الهزلية عديمة القيمة"، ذلك أن "تسليم القوات الكردية هذه النقاط لقوات تابعة لها، بحيث تقوم القوات الكردية بتسليحها ودعمها، بعد أن قامت بتشكيلها، لا يغيّر من حقيقة أنها التي تسيطر على هذه المناطق، ولا يعني أن القوات الكردية بدأت بالانسحاب نحو شرق نهر الفرات".


 

 

 
المساهمون