محسن مرزوق: تونس بحاجة إلى برنامج إنقاذ عاجل

24 يوليو 2016
حركة مشروع تونس تدعو إلى برنامج لإنقاذ البلد(العربي الجديد)
+ الخط -

تحت شعار "مشروعنا.. هو الإصلاح" انطلق، مساء أمس السبت، في العاصمة تونس، المؤتمر التأسيسي لحزب "مشروع تونس"، ويتواصل يومي 24 و25 من الشهر الجاري في مدينة الحمامات. وشهد افتتاح المؤتمر حضور نحو 5 آلاف شخص من المؤتمرين و300 ضيف بين شخصيات وطنية وأجنبية. كما سجل المؤتمر غياب رئيس الجمهورية، الذي بعث برسالة للمؤتمرين اعتذر فيها عن عدم حضوره بسبب التزامات سابقة ومؤكدة.

وثمّن الباجي قائد السبسي، خلال رسالته، جهود حركة مشروع تونس من أجل دعم التوافق والوحدة الوطنية، راجيا نجاح أعمال هذا المؤتمر.

وفي تصريح لوسائل الإعلام، أكد المنسق العام لحركة مشروع تونس، محسن مرزوق، أنه تم توجيه الدعوة إلى رئيس الدولة، لكن كان عنده التزامات أخرى.

وفيما يتعلق بعدم توجيه الدعوة إلى حركة النهضة، أوضح مرزوق أن حزبه على خلاف مع النهضة، وأنه "في المؤتمرات لا تُوجه الدعوة للمتنافسين، معتبرا ذلك بدعة تونسية"، على حد تعبيره.

وبشأن المؤتمر التأسيسي لحركة مشروع تونس، لاحظ مرزوق أن المؤتمر يعمل على تجديد الحياة الحزبية وإرجاع الثقة بين المواطن والأحزاب، مرجعا أسباب تأزم الوضع السياسي في تونس إلى تأزم الأحزاب السياسية.

وفي ما يتعلق بمبادرة السبسي، قال مرزوق إنه ستتم مواصلة المشاركة في الحوار حول حكومة الوحدة الوطنية، مؤكدا أن حزبه لم يحسم قضية المشاركة في الحكومة التي ستبقى موضوعا للنقاش.




وفي كلمة وجهها مرزوق للمؤتمرين وضيوفهم، أكد أنهم يختلفون اختلافا كاملاً مع من يخلط بين السياسي والديني، مشدداً على أن تونس تحتاج إلى برنامج إنقاذ عاجل، موضحا أن تونس والتونسيين ملّوا من الانتظار.

من جهتها، وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قالت نائبة من الكتلة الحرة، بشرى بلحاج حميدة، "نأمل أن تملأ حركة مشروع تونس المكان الفارغ في الساحة السياسية"، موضحة أنه "يوجد مكان كبير وفارغ يجب أن يملأه حزب ديمقراطي تقدمي قادر على تحقيق التوازن الذي حققه في البداية حزب نداء تونس، لكن سرعان ما تخلى عنه"، حسب تعبيرها.

وقال عضو مجلس نواب الشعب وعضو الهيئة الوطنية لحركة نداء تونس، محمد الطرودي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنهم "يقدمون رسالة لكل التونسيين مفادها أن هذا الفضاء السياسي الجديد يرمز إلى إعادة الاعتبار للعمل السياسي الوطني، وخلق جيل جديد من السياسيين، والإعداد للاستحقاقات السياسية القادمة، خصوصا بعد فقدان التوازن السياسي بسبب الأزمة الحادة التي يعيشها الحزب الأول، نظريا، حزب نداء تونس"، مضيفا أن حركة مشروع تونس عادت إلى المبادئ الأساسية لبعث هذا المشروع الوطني العصري، وخلق فضاء لعموم الشرائح الاجتماعية في تونس، من أجل المشاركة في الرأي العام، خصوصا "أننا أمام استحقاق انتخابي هام سيعطي شكلا جديدا لطبيعة النظام السياسي، وهي الانتخابات البلدية القادمة".

وأضاف أنهم من خلال هذا الحزب البراغماتي سيحاولون تقديم حلول عملية للأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وحلول لطبيعة التعاطي الديمقراطي من أجل عصرنة الحياة السياسية، وبثّ أخلاقيات جديدة في التعامل السياسي مع مختلف الفرقاء، وتحكيم المصلحة العامة كغطاء يضم كافة الأطراف، ودعم ثقافة العمل والمثابرة وثقافة التسيير الديمقراطي، من خلال أحزاب ذات مرجعية فكرية واضحة وقادرة على تأمين الانتقال الديمقراطي السلس في تونس.

وبخصوص الشأن السياسي الراهن، أكد الطرودي أن "مشروع تونس ساند منذ البداية مبادرة رئيس الجمهورية"، لكنه قال إنه يرى أن مدى تفاعلهم مع هذه المبادرة مازال في سياق التبلور، كما أكد أنهم ضد المحاصصة الحزبية، ومع اعتماد مبدأ الكفاءات السياسية في تشكيل حكومة جديدة.