مصادر مصرية: عباس مرن لمصالحة "حماس" ومتشدّد بقضية دحلان

28 مايو 2016
عباس متحفظ على عودة دحلان (Getty)
+ الخط -


قالت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى، لـ"العربي الجديد"، إن اجتماعات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في القاهرة التي بدأت أمس، الجمعة، بلقاء مع بعض قيادات جهاز المخابرات، وانتهت اليوم السبت بلقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ركزت على محورين أساسيين: الأول هو إمكانية بذل جهود إماراتية مصرية أردنية لتحقيق مصالحة داخلية في حركة "فتح" بين عباس والقيادي المفصول من الحركة والمقيم في الإمارات حالياً محمد دحلان. أما المحور الثاني، فبحث إمكانية تحقيق مصالحة بين السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية وحكومة "حماس" بغزة.


وأضافت المصادر أن محمود عباس "استمع في هذه الزيارة أكثر من أي وقت مضى إلى تصورات عربية، بعضها مصري وبعضها أردني وإماراتي، عن توحيد الصف الفلسطيني لتحسين موقف الفلسطينيين في أي تفاوض مستقبلي محتمل مع إسرائيل، سواء في المبادرة الفرنسية المطروحة حالياً أو في أي مبادرات أخرى".


وأوضحت المصادر أن "مساعدين لعباس أبدوا مرونة في ملف المصالحة مع حماس أكبر من ملف عودة دحلان"، مؤكدة أن هناك "مخاوف في جناح عباس من التفاف دحلان على أي اتفاق مزمع للقفز على السلطة".


وأشارت المصادر إلى أن "مجموعة عباس حصلت على تطمينات من السيسي ومساعديه بدعمهم سياسياً واقتصادياً باعتبارهم يمثلون تيار الاعتدال التاريخي الفلسطيني".

أما المحور الثالث الذي دارت حوله محادثات محمود عباس في القاهرة، فهو الاستعداد لاجتماع مجموعة الدعم الدولي الذي تستضيفه باريس مطلع الشهر المقبل، يونيو/حزيران، بمشاركة 26 دولة، من بينها مصر والسعودية والمغرب والأردن.


وعلى الصعيد الرسمي، قال محمود عباس إن "لمصر دورا محوريا في تحقيق المصالحة الفلسطينية من أجل حماية وحدة الأرض والشعب والقرار الفلسطيني"، وذلك في أول لقاء بينه وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد إعلان الأخير استعداده لرعاية مصالحة فلسطينية داخلية، ودعوته للفلسطينيين والإسرائيليين استئناف مفاوضات السلام بناءً على أي مبادرة مطروحة.


وأكد السيسي خلال اللقاء الذي جرى صباح اليوم بقصر الرئاسة بالقاهرة، أن "مصر مهتمة للغاية بتحقيق المصالحة الفلسطينية ووحدة الصف وترتيب البيت الفلسطيني من الداخل"، معتبراً أن "هذا سيساهم في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وضمان مستقبل أفضل لأجياله القادمة".


وأشاد محمود عباس بما وصفه "الجهود المصرية الصادقة للتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية حقناً للدماء وصوناً لحقوق الفلسطينيين".


من جهته، ذكر السيسي أن "القضية الفلسطينية ستظل تحتل الأولوية في أجندة السياسة الخارجية المصرية، وأن مصر تدعم المبادرات والجهود الدولية، ومن بينها المبادرة الفلسطينية المطروحة حالياً والمرفوضة من قبل إسرائيل، لإيجاد حل عادل وسلام دائم وشامل يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يساهم في توفير واقع أفضل ومستقبل أكثر أمناً واستقراراً لكافة دول المنطقة وشعوبها".


حضر اللقاء من الجانب المصري كل من وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة خالد فوزي، ومن الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، ووزير الخارجية رياض المالكي، واللواء ماجد فرج، المتحدث الرسمي باِسم الرئاسة الفلسطينية، وسفير دولة فلسطين بالقاهرة جمال الشوبكي، والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني مجدي الخالدي.