العراق: قاسم سليماني يصل الفلوجة ووقوع مزيد من الضحايا

24 مايو 2016
معركة الفلوجة تدخل يومها الثاني(Getty)
+ الخط -
دخلت معارك الفلوجة يومها الثاني، وسط قتال محتدم على أطرافها الأربعة وقصفٍ جوّي كثيف لسلاح الجو الأميركي والعراقي وصواريخ المليشيات، التي أوقعت عشرات الضحايا من المدنيين، في الوقت الذي أكّدت مصادر عراقية وصول قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، إلى مشارف المدينة الشرقية ولقاءه قادة وعناصر المليشيات، الأمر الذي اعتبرته قيادات سنية، تطورا كبيرا من جهة، ونكثا لرئيس الوزراء حيدر العبادي بوعوده في جعل المعركة عراقية لا مشاركة للمليشيات أو الإيرانيين فيها.

ووفقاً لمصادر عسكرية محليّة، فقد تجدّدت المعارك، فجر اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع قصفٍ جويّ وصاروخي كثيف شهدته أحياء المدينة المختلفة. وبلغت حصيلة الضحايا المدنيين لغاية الساعة السادسة من صباح الثلاثاء، حوالى 24 مدنيا من بينهم 13 طفلا وامراة قتلوا بالقصف الذي طاول المنازل.

وأكّدت مصادر محلية، أنّ الأهالي توجّهوا إلى منافذ قالت الحكومة إنها خصصتها للسكان لمغادرتها من خلال منشورات ألقتها في سماء المدينة لكن لم تعثر عليها، في حين لم يكن الخط الهاتفي (195) فعالاً لتلقي اتصالات السكان كما وعدت الحكومة.

وتفاوتت المعارك بين اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة وقذائف الهاون وسط وقوع قتلى وجرحى من الطرفين، فيما أشارت مصادر في بغداد، إلى أن فاتورة اليوم الأول من المعارك كانت أكثر من 100 قتيل وجريح في صفوف الجيش والمليشيات.

بالتزامن مع استمرار المعارك، وصل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني إلى مشارف الفلوجة الشرقية، واستقرّ في قاعدة المزرعة التي كانت منتجعا سياحيا قبل الاحتلال، تحوي على قصر للرئيس السابق صدام حسين. ووفقاً لمصادر عراقية فإن سليماني أشرف على سير المعارك، فيما نشرت مليشيا "أبو الفضل العباس" صورا لسليماني وهو يجتمع مع قادة المليشيات المتواجدة بمحيط المدينة.

في المقابل، اعتبرت قيادات سنية أن وصول سليماني ومشاركة المليشيات وأفراد الحرس الثوري بمثابة نكث العبادي بوعوده. وقال عضو "جبهة الحراك الشعبي" العراقي، محمد عبد الله، إنّ وصول سليماني يؤكّد أن العبادي لا كلمة ولا عهد له ونكث بوعده السابق، معتبراً أنّ "فاتورة الانتهاكات سترتفع كما أن وجوده يعني تأزما طائفيا جديدا بالعراق".

بدوره، قال الشيخ فدعم العيساوي، أحد زعماء عشائر الأنبار؛ لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات جاءت لتنتقم لا لتحرير الفلوجة"، على حد وصفه.

المساهمون