عشرات القتلى والجرحى بمعركة تحرير المكلا..والحياة تعود تدريجياً للمدينة

وتوغلت قوات الجيش إلى داخل المدينة من جهة منطقة خلف، بعد تخوفها من حدوث كمائن للقاعدة من جهة منطقة بويش.

وتقوم قوات الجيش، بين حي وآخر، بعمليات تمشيط سريع، في حين تركت حماية المنشآت الحكومية للأهالي، في الوقت الذي تتوجس القوات الموالية للشرعية من تنفيذ "القاعدة" لهجمات باستخدام سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة.

وبحسب مصدر طبي، تحدث لـ"العربي الجديد"، فقد بلغ عدد ضحايا العملية، منذ بدئها في الساعات الأولى من صباح الأحد، 27 قتيلا، 15 من الجيش، وسبعة من "القاعدة"، إضافة إلى خمسة مدنيين، فضلا عن 59 جريحا، من بينهم 29 من الجيش والمقاومة، و11 من "القاعدة"، والبقية من المدنيين.

وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأن قوات الجيش أقامت عددا من النقاط على مدخل المدينة الشرقي، بعد سيطرتها على اللواء 27 ميكا، واللواء 190 جوي، والمنطقة العسكرية الثانية، ومطار الريان، وميناء المكلا، صباح اليوم.

وأشارت المصادر إلى أن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى طبيعتها، وفتحت المحلات التجارية أبوابها، في حين لا تزال الجامعات والمدارس مغلقة منذ أمس.

وتعرضت بعض المنشآت الحكومية، مساء أمس، لعمليات نهب محدودة، قبل أن تصدر شخصيات اجتماعية نداءات بإقامة حراسات أهلية لحفظ الأمن.

وعبر أحد مشايخ المدينة، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن استيائه من عدم دخول الجيش وبسط سيطرته الكاملة على المدينة، محذرا من ازدياد حالات السطو للمنشآت الحكومية، خاصة أن المواطنين يعرفون أن "القاعدة" انسحب، وأصبحت المدينة عمليا تحت مسؤولية الجيش.

وفي السياق ذاته، قال قائد عمليات تحرير المكلا وساحل حضرموت، اللواء فرج سالمين البحسني، إن القوات المسلحة اليمنية، وبتعاون من المقاومة الشعبية، خاضت، مساء أمس، معارك شرسة مع مسلحي التنظيم في هضبة وادي حضرموت، وفي منطقة العيون، أسفل عقبة عبدالله غريب، وتمكنت من الاستيلاء على معسكر جواس في الهضبة. 

وقال البحسني، في بيان صحافي تلقى "العربي الجديد" نسخة منه: "بإسناد جوي ولوجستي من قبل دول التحالف العربي، انطلقت مساء أمس الأحد، وبتوجيهات من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عملية تحرير المكلا وساحل حضرموت من قوة العبث والإرهاب". 

وأضاف البيان "أن القوات المسلحة تحركت في اتجاهين، الأول لتحرير مطار الريان الدولي، والذي تم الاستيلاء عليه ودحر قوى الإرهاب، والاتجاه الثاني لتحرير ميناء الضبة النفطي، شرق مدينة الشحر، وتم الاستيلاء عليه في أقل الخسائر"، بحسب لغة البيان، مشيرا إلى أنه، وخلال العملية العسكرية، لقي العشرات من المسلحين مصرعهم، ولاذ بعضهم بالفرار. 

وأكد اللواء البحسني أن قوة عسكرية تحركت، اليوم الاثنين، نحو مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، وتمكنت من الاستيلاء على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية، بعد معارك مع المسلحين الذين لاذ الكثير منهم بالفرار باتجاه منطقة فوه وحجر.