المحادثات اليمنية: وفد الحكومة يطالب بموقف تجاه "استهتار" الحوثيين

18 ابريل 2016
من المشاورات السابقة حول اليمن (Getty)
+ الخط -
طالب وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات الكويت، اليوم الإثنين،  المجتمع الدولي بموقف حازم تجاه ما وصفه بـ"الاستهتار المستمر" من قبل جماعة الحوثيين، التي أعلنت مبررات تأخرها عن حضور المشاورات، وواصلت خرق الهدنة في محافظة تعز.

وجاء في بيان صحافي أصدره وفد الحكومة أن الأخيرة "التزمت بحسن نية بموعد المفاوضات ووقف إطلاق النار، وقابل ذلك عدم حضور الانقلابيين ومواصلة سلوكهم اللامسؤول في المماطلة والتسويف".

واعتبر الوفد  أن ذلك "موقف قد تكرر في جولات سابقة، ويعكس مدى استهتارهم واستهانتهم بدماء شعبنا، وبإرادة المجتمع الدولي وعدم جديتهم في إيقاف الحرب والتخلي عن العنف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن".

وأضاف الوفد الذي يترأسه نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي،  أنه "سيتعامل بمسؤولية مع جهود مبعوث الأمم المتحدة"، مؤكداً أن استمرار ما وصفه بـ"التصرفات والسلوكيات اللامسؤولة لا يمكن القبول بها والتغاضي عنها، وسيعمل الوفد على اتخاذ المواقف المناسبة والمنسجمة مع مصالح شعبنا وتضحياته".

وطالب "المجتمع الدولي بموقف حازمٍ تجاه الاستهتار المستمر بكافة الجهود المبذولة لإحلال السلام".


الحوثيون يبررون تأخرهم

في المقابل، أعلن الناطق الرسمي لجماعة أنصار الله (الحوثيين) مبررات تأخر الجماعة وحلفائها عن حضور مشاورات السلام في الكويت من دون أن يسميها، مشيراً إلى عدم تثبيت وقف إطلاق النار، وقال إنهم يسعون لاستيضاح الأمم المتحدة حول أجندة الحوار.

وأوضح عبدالسلام، الذي يترأس أيضاً وفد جماعته المفاوض، في بيان على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك" مساء اليوم، أنهم حريصون بشكل دائم ومستمر على "إجراء حوار سياسي يكون فيه خير ومصلحة الشعب اليمني وعموم المنطقة".

وقال إن مطلبهم كان منذ اليوم الأول أن "يكون الحوار في أجواء يسودها هدوء وسلام واستقرار"، إشارة إلى اشتراط جماعته وحلفائها وقف إطلاق النار، بشكل كامل قبل أي حوار، وهو الشرط الذي  وضعته الجماعة في محطات سابقة، وكان سبباً رئيسياً في تأجيل موعد الجولة الثالثة منذ منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.

وتابع "للأسف ومنذ (إعلان الإثنين 11 أبريل/ نيسان الجاري) لم يتوقف"، ما وصفه بـ "العدوان" حيث "استمر القصف الجوي على مناطق مختلفة، وتعرضت لجنة الجوف المحلية لغارتين جويتين، وظلت الزحوفات متواصلة في أكثر من جبهة".

وأضاف: مع استمرار "العدوان من تحليق وغارات وزحوفات فإننا نرى أن تثبيت وقف إطلاق النار، والسماح للجان المحلية بالانعقاد، يساعد بشكل كبير على إنجاح الحوار حتى يتحول إعلان وقف الحرب إلى مصاديق عملية" .

وأوضح عبد السلام أن جماعته تسعى لـ"استيضاح الأمم المتحدة حول أجندة حوار تؤسس لمرحلة جادة من الحوار البناء والمسؤول، يؤدي إلى إرساء مسار سياسي يعتمد الشراكة والتوافق وفقا للقرارات الدولية والمرجعيات المعروفة وليس لاستمرار العدوان وانتهاج سياسة الإقصاء".

وختم أنهم يأملون "من المجتمع الدولي دعم مسار السلام حتى نتجنب انعقاد جولة حوار فاشلة".


المليشيات تواصل خرق الهدنة

ميدانياً، كشف رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار في تعز، عبدالكريم شيبان، عن خروقات للهدنة، ارتكبتها مليشيات الحوثي والمخلوع.

وأوضح أن المليشيات "تفسر الهدنة على أنها وقف الغارات الجوية من قبل مقاتلات التحالف العربي، بهدف استغلال توقف الغارات والتي توقفت في تعز، ليستمروا بحشد قواتهم في جبهات متعددة والتقدم ميدانياً ومهاجمة مواقع الجيش الوطني والمقاومة".

في ذات السياق، تصاعدت المواجهات في محافظة تعز، بين قوات الجيش والمقاومة، من جهة ومليشيات الحوثي والمخلوع من جهة ثانية، وتركزت أعنفها في الجبهة الشرقية من المدينة.

وقال رئيس عمليات الجيش الوطني، العقيد عبدالعزيز المجيدي، لـ "العربي الجديد" إن "قوات الشرعية، بمشاركة من المقاومة، صدت هجمات للمليشيات على موقع الجيش الموالي للشرعية والمقاومة، في مناطق حي الزهراء وكلابة وثعبات والدمغة شرق المدينة".

كما اندلعت "اشتباكات مع المليشيات بعد قصفها مواقع المقاومة، في عدة جبهات، أبرزها جبهة معسكر الدفاع الجوي شمال غرب المدينة"، وفق المصدر.

كذلك، قصفت المليشيات الأحياء السكنية في مناطق متفرقة من تعز، وطاول القصف مناطق في شرق وغرب المحافظة، كما استهدفت بعدة قذائف قلعة القاهرة التاريخية والمناطق السكنية المحيطة بها جنوباً، مما أسفر عن مقتل شخص، فيما قتل آخر برصاصة قناص المليشيات المتمركزة في شارع الأربعين شمال غرب المدينة.

وبينت مصادر محلية أخرى، لـ "العربي الجديد"، أن "عناصر من مليشيات الحوثي والمخلوع، تسللت إلى مناطق تقع في خطوط التماس مع مواقع المقاومة الشعبية، في حي الدعوة بالاتجاه إلى موقع القصر الجمهوري شرق المدينة، وأقدمت على إحراق منزلين سكنيين في تلك المناطق".

الحراك المدني يتواصل

وعلى صعيد الحراك المدني السلمي، الذي تشهده تعز، خرجت اليوم حشود من المواطنين إلى شوارع المدينة، للتنديد باستمرار مليشيات الحوثي والمخلوع بقصف المدينة ومواصلت الحصار عليها، إضافة إلى استنكار عدم التزام المليشيات باتفاقات الهدنة.