رجل النظام يحذر من إثارة الفوضى في الشارع الجزائري

08 مارس 2016
قال إن المعارضة تريد الوصول إلى هرم السلطة (الأناضول)
+ الخط -
قبل ثلاثة أسابيع على موعد انعقاد مؤتمر يضم مختلف أطياف المعارضة السياسية في الجزائر، انتقد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي (الموالي للنظام) أحمد أويحيى بعض الأحزاب والشخصيات المحسوبة على المعارضة في الجزائر، لأنها تحاول "تشويه سمعة الجزائر" والاستعانة بأطراف خارجية من أجل تحقيق مآرب شخصية للوصول إلى السلطة، على حد تعبيره.

المسؤول في ثاني قوة سياسية في البرلمان الجزائري والموالية للسلطة، خاض هجوما عنيفا ليصل إلى مرمى المعارضة السياسية في الجزائر حيث اعتبر أنها تصطاد في المياه العكرة و"الاستقواء بالخارج"، وتعمل ضد مصالح البلاد في ظل التطورات الخطيرة للأوضاع الأمنية في المنطقة.

وقال أويحيى في رسالة بمناسبة عيد المرأة العالمي إن المعارضة السياسية في الجزائر تعمل ضد المصالح الوطنية ولديها أطماع الوصول إلى هرم الدولة عن طريق خلق الفوضى منتهزة الأزمة الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية لشحن الشارع الجزائري، محذرا من الزج بالشعب الجزائري في الفوضى وخصوصا أننا نعيش في محيط إقليمي ملتهب.

اقرأ أيضاً: مؤتمر المعارضة الجزائرية يستفز أحزاب الموالاة: تبادل اتهامات وتخوين

أويحيى الذي يلقب بـ"ابن النظام" وبـ"صاحب المهمات القذرة" شدد لهجته حيال المعارضة السياسية في الجزائر، لافتا إلى أن الشعب الجزائري لم يضمد بعد جراحه بسبب الأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، ومر بتجربة مريرة ضد الجماعات المسلحة وحارب فيها الإرهاب بمفرده كما أنه يتابع يوميا الصراع الدموي بفعل موجة "الربيع العربي" قائلا إن "المعارضة في الجزائر تناست التحديات التي تواجهها البلاد وأولها حالة اللاستقرار الأمني الذي تعرفه حدودنا".

من جانبه ذهب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، في نفس منحى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، إذ حذر من الفوضى حيث حذر من محاولات ضرب الجزائر.

كما هاجم المعارضة السياسية في الجزائر قائلا إنها تتحدث عن الرئاسة دون أن تلتفت إلى ما يجري في حدود البلاد، متسائلا: "ماذا استفادت ليبيا من الكراسي والتناطح حول الكرسي وماذا استفادت سورية اليوم"؟

الانتقادات اللاذعة التي أطلقها طرفا السلطة في البلاد ضد المعارضة السياسية يراها المتتبعون للشأن السياسي في الجزائر محاولة للتخويف من التغيير. وذكر المحلل السياسي عبد القادر لعلاوي لـ"العربي الجديد" أن الانتقادات اللاذعة للمعارضة السياسية في البلاد فرضتها الظروف التي تشهدها المنطقة ككل، حيث إن الجزائر ليست بمنآى عن ما يجري خارج حدودها، مضيفا أن تصريحات كل من أويحي وسعداني سياسية محضة تحاول الإبقاء على السلطة في يديها وخصوصا أن المعارضة مسكت عصا الأزمة الاقتصادية وتحاول اليوم أن تستعملها لتمرير خطاباتها وآرائها.

وبخصوص موجة "الربيع العربي" قال لعلاوي إن "ما يجري في بعض الدول العربية أصبح يشكل مخاوف في دول أخرى تعرف الاستقرار مثل الجزائر".

من جانبه، قال الخبير في الشؤون السياسية محمد غوفي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن التحذير من موجة "الربيع العربي" في عديد من الدول العربية تستعملها بعض الأحزاب الموالية للنظام كفزاعة للبقاء في هرم الدولة وتسيير شؤون البلاد، لافتا إلى أن ما يحدث في تلك البلدان سبق للجزائر أن واجهته لأزيد من عقد كامل ولا يمكن للجزائريين أن ينساقوا وراءه.

واعتبر المتحدث بأن المعارضة السياسية في الجزائر ما زالت "ضعيفة" لأنها لم تتمكن من شحذ جمهور واسع إلى جانبها وتبقى "بعيدة عن هموم المواطن الجزائري وتظل رهينة الشعارات وحبيسة الصالونات المغلقة".

اقرأ أيضاً: الجزائر: "دستور بوتفليقة" يبصر النور بعد 17 عاماً

المساهمون