سيناريوهات السباق الرئاسي الأميركي: تنافس ديمقراطي مستمر وانقسام جمهوري

23 مارس 2016
دعم الجمهوريين لترامب قد يؤدي لانقسام الحزب (Getty)
+ الخط -


تستمر الانتخابات التمهيدية الأميركية حتى منتصف يونيو/حزيران المقبل، تعقبها استراحة لمدة شهر تقريباً قبل أن يعقد الحزب الجمهوري مؤتمره في الفترة من 18 حتى 21 من شهر يوليو/تموز في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، ويعقبه مؤتمر الحزب الديمقراطي في الفترة من 25 إلى 28 من الشهر ذاته في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا. وسيكون من أهم مهام المؤتمرين الإعلان رسمياً عن ممثل كل حزب من الحزبين الكبيرين في انتخابات 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2016. ويسبق انتخابات نوفمبر النهائية في العادة حملات إعلامية ومناظرات انتخابية ساخنة طوال الأشهر الثلاثة الفاصلة بين مؤتمري الحزبين وموعد الانتخابات، أي أشهر أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، فيما تبرز عدة سيناريوهات لدى الحزبين قبل حسم مرشحيهما.

سيناريوهات ديمقراطية

تبرز ثلاثة احتمالات لمسار التنافس على تمثيل الحزب الديمقراطي، الاحتمال الأول أن تنجح المرشحة هيلاري كلينتون في حسم النتيجة قبل حلول موعد المؤتمر بحصولها على 2383 مندوباً، أي أكثر من نصف عدد المندوبين من أعضاء المؤتمر الكلي البالغ 4765 عضواً بمن فيهم المندوبون الكبار (712)، وبذلك لن يكون أمام منافسها السيناتور بيرني ساندرز سوى الإيعاز لمندوبيه بالتصويت لصالحها وإعلان تأييده لها في تمثيل الحزب الديمقراطي حسب ما جرت عليه تقاليد الحزب.

الاحتمال الثاني أن ينجح ساندرز في تعديل كفته خلال الجولات المقبلة بحكم أن قواعد حركته الليبرالية الناشئة قوية جداً في ولايات الغرب والشمال التي لا يزال ساندرز ينتظرها بتلهف، ومعنى ذلك أن يتم تطبيق السيناريو الأول ولكن لصالحه، ولن يكون أمام منافسته سوى الامتثال للنتيجة أو المقايضة على منصب نائب الرئيس أو منصب وزيرة الخارجية مرة أخرى.

أما الاحتمال الثالث فهو حصول السيناريو الأول جزئياً، بنجاح كلينتون بالحصول على تأييد الحزب، بالتزامن مع نجاح الجمهوريين في إحالتها للمحاكمة بسبب قضية بريدها الإلكتروني والتحقيق الذي تقوم به وزارة العدل الأميركية. ويعتقد البعض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيعمل على إنقاذها بما لديه من سلطات تنفيذية، ولكن آخرين يقولون إن أوباما يُفضّل ساندرز عليها ولن يتردد في الإيعاز لوزارة العدل أو مكتب التحقيقات الفيدرالي بتوجيه ضربة قاصمة لها تنهي حلمها في الرئاسة من أجل دفع ساندرز إلى تمثيل الحزب الديمقراطي، بغض النظر عن تفوّقها عليه في الانتخابات التمهيدية.

اقرأ أيضاً: السباق الرئاسي الأميركي يتحول إلى سباق لإرضاء إسرائيل

سيناريوهات جمهورية متعددة

أما عند الحزب الجمهوري، وبما أن عدد المتنافسين للحصول على ترشيح الحزب أكثر من مرشحين اثنين، يبدو صعباً حصول مرشح واحد على أكثر من نصف العدد المطلوب من المندوبين إلى مؤتمر الحزب، وهو 1237 مندوباً من بين إجمالي عدد أعضاء المؤتمر الجمهوري البالغ 2472 عضواً، وإن كان الملياردير دونالد ترامب والسيناتور تيد كروز من زاوية نظرية حسابية قادرين على تحقيق ذلك، بشرط الفوز بأكثر من 60 في المائة من المقاعد المتبقية في حالة ترامب، وأكثر من 80 في المائة في حالة كروز وهو أمر مستحيل عملياً، خصوصاً إذا ما بقي حاكم أوهايو جون كاسيك في حلبة المنافسة خلال الأشهر المتبقية. وطبقاً لذلك فإن السيناريوهات الأكثر احتمالاً هي، أولاً أن يحل موعد مؤتمر الحزب الجمهوري من دون أن يكون أي من المرشحين قد حسم التنافس لصالحه، وبالتالي يحال الأمر للتصويت الحر بين أعضاء المؤتمر، وقد يفوز ترامب فيضطر الحزب إلى دعمه، وتمر الأمور بسلام.

الاحتمال الثاني هو أن يعمل الحزب في تصويت الإعادة بين المندوبين على تصعيد كروز أو كاسيك بدلاً من ترامب، فيحدث انقسام في الحزب قد يؤدي إلى تمرد ترامب وخوضه الانتخابات الرئاسية مستقلاً، الأمر الذي سيؤدي إلى نجاح المرشح الديمقراطي بلا شك وخسارة الجمهوريين للانتخابات نتيجة انقسامهم.

أما الاحتمال الثالث فهو أن يعلن مؤتمر الحزب ترشيح دونالد ترامب بصفته الحائز على أكثر الأصوات، بغض النظر عن عجزه عن الحصول على نسبة 51 في المائة، وهو ما قد يغضب قطاعاً واسعاً من أعضاء الحزب الناقمين على ترامب، فيُقدّمون مرشحاً آخر بصفة مستقل وهو ما يعني تكرار السيناريو الثاني وخسارة الجمهوريين للانتخابات.

ومهما كانت نتائج المؤتمرين، فإن الانتخابات العامة ستتم في يوم واحد هو الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وسجري فيها اختيار رئيس الولايات المتحدة ونائبه، كما يتم اختيار كامل أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، وعدد كبير من المواقع التنفيذية والتشريعية في الحكومات المحلية من ولايات ومقاطعات ومدن حسب النظام الانتخابي في كل ولاية على حدة. أما ما يجري حالياً فهي انتخابات أولية أو تصفيات تمهيدية طويلة داخل كل حزب منفرداً، ولا تشمل أولئك الذين من المحتمل أن يخوضوا انتخابات الرئاسة كمستقلين أو أي مرشح أو مرشحة تخوض الانتخابات باسم حزب ثالث.

وتبقى عدة ولايات ستشهد تنافساً داخل كل حزب، ومنها ولايات مهمة للحزب الديمقراطي كواشنطن في أقصى الشمال الغربي، ومن المرجح أن تؤيد ساندرز، وكذلك ولاية نيويورك المقرر أن تجري التصفيات فيها الشهر المقبل، وبعدها كل من ولايتي ماريلاند وبنسلفانيا وأخيراً كاليفورنيا ونيوجرسي، وجميع هذه الولايات يرجّح أنها هي التي جعلت ساندرز يصمم على الاستمرار في خوض التنافس.

اقرأ أيضاً: أقليات وشغب على طريق البيت الأبيض