نهاية معارك الموصل بعيدة: العين على ضفاف دجلة

08 ديسمبر 2016
عنصر عراقي في معركة الموصل (أشيلياس زافاليس/فرانس برس)
+ الخط -

تواصل القوات العراقية مساعيها الميدانية للوصول إلى ضفة نهر دجلة، الذي يشطر مدينة الموصل إلى نصفين، للسيطرة على الجسر الرابع الواقع جنوب المدينة. وشهدت معارك أمس الأربعاء، تقدماً للقوات العراقية، التي سيطرت على أجزاء واسعة من حيي سومر والسلام، وأحكمت السيطرة على أحياء الانتصار والشيماء وقرية خويتله، جنوب شرقي الموصل، بدعم جوي واسع من طيران التحالف الدولي، الذي استمر في قصف عشرات الأهداف في الجانب الأيسر من المدينة، تمهيداً لتأمين التقدم للقوات العراقية، في الأيام المقبلة، وفقاً لما كشفته مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد". لكن المعركة ستطول، وفقاً لما ذكره قائد التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الجنرال ستيفن تاونسند، الذي أكد أن "هجوم الموصل قد يستغرق أكثر من شهرين". وأضاف في حديثٍ لوكالة "رويترز"، أنه "حتى ولو هزم التنظيم هناك، فسيظلّ يُشكّل خطراً على العراق والغرب".

في هذا السياق، غطت سماء الأحياء الشرقية للموصل أعمدة دخان كثيفة طيلة ساعات النهار، كانت ترتفع من عشرات المنازل والمباني التي تم قصفها، بينما شهدت سماء الموصل حركة كثيفة لطائرات "أف 16" و"أف 18" ومروحيات الأباتشي الأميركية. كما قامت مدفعية الجيش العراقي ومدفعية القوات الأميركية المتواجدة في قريتي علي رش وخويتله، جنوب شرقي الموصل، بقصف المناطق التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شرق الموصل.

ومنذ الساعات الأولى لصباح أمس الأربعاء، استؤنف القتال بشكل أوسع من الأيام الماضية، وسُمعت أصوات اشتباكات عنيفة في أرجاء الموصل. كما هزت المدينة سلسلة انفجارات مصدرها المناطق، التي تحوّلت إلى ساحات لمعارك ضارية بين القوات العراقية وعناصر تنظيم "داعش".

وبحسب مصادر عسكرية عراقية، فقد "خاضت القوات العراقية معارك ضارية أثناء محاولتها السيطرة على مزيد من المناطق داخل الأحياء الشرقية للمدينة، بسبب ضراوة القتال واعتماد تنظيم داعش على أسلوب الهجمات الانتحارية، التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمنية".

في هذا الإطار، أكد قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري لـ"العربي الجديد" أن "على عاتق القوات الأمنية مهمة شاقة، لأنها تقاتل داخل الأحياء السكنية المأهولة بالسكان"، مشبّهاً محاولة القوات العراقية السيطرة على مناطق الموصل بـ"الحفر على الصخر". وأكد سيطرة القوات العراقية على 24 حياً في شرق وجنوب شرقي الموصل".



من جهته، أفاد العقيد الركن ضياء الدين الحسيني، من الفرقة 9 بالجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، أن "طائرات القوة الجوية العراقية أسقطت آلاف المنشورات على مدينة الموصل، تتوعّد فيها تنظيم داعش بقرب نهايته، وتحذّر السكان من الاقتراب من تجمعاته". وبيّن أن "الهدف هو الوصول إلى ضفاف دجلة من خلال طريق سيقطع الساحل الأيسر لنصفين، ويفقد التنظيم قدرته على إدامة زخم المعركة بشكل كامل".

بدوره، قال الضابط في جهاز مكافحة الإرهاب، المقدّم أثير الأسدي أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من السيطرة على كامل أجزاء حي البريد وحي التأميم، بعد خوضها معارك عنيفة مع عناصر داعش، الذين استخدموا أكثر من عشر آليات مفخخة لإعاقة تقدم القوات الأمنية في الحي".

وقال الضابط في الفرقة التاسعة العقيد سعد خلف لـ"العربي الجديد" إن "قوات الفرقة التاسعة والقوات المساندة لها، سيطرت على أجزاء واسعة من حي السلام، بضمّها بناية مستشفى السلام التي تُعتبر أكبر المستشفيات الحكومية في الجانب الأيسر من مدينة الموصل".

في محور جنوب الموصل، واصلت قوات الشرطة الاتحادية مرابطتها على مشارف منطقة أبو سيف ومعسكر الغزلاني، الذي لا يبعد سوى ثلاثة كيلومترات عن مركز مدينة الموصل في المحور الجنوبي. وفي هذا الإطار، أفاد ضابط في قيادة الشرطة الاتحادية، التي تتولى السيطرة على مناطق جنوب الموصل، أن "قوات الشرطة الاتحادية أنجزت مسحاً وتطهيراً لكامل المناطق التي سيطرت عليها في جنوب الموصل، تمكنت خلالها من مصادرة أطنان من المتفجرات وكميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية التي كان يستخدمها عناصر داعش في المنطقة".

في محور غرب الموصل، واصلت مليشيات "الحشد الشعبي" سعيها للسيطرة على جميع المناطق الواقعة غرب الموصل، والسيطرة على مدينة تلعفر والشريط الحدودي العراقي مع سورية. وفي هذا السياق، أفاد القيادي في مليشيات "الحشد" أبو منتظر الساعدي لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الحشد فرضت سيطرتها على تل عبطة بعد مواجهات عنيفة مع عناصر داعش"، موضحاً أن "قوات الحشد تقف على أطراف ناحية تل عبطة المجاورة لمدينة تلعفر، استعداداً لاقتحامها خلال الساعات القليلة المقبلة".

إلى ذلك وجهت العديد من المنظمات المحلية والدولية نداءات استغاثة لمساعدة مئات العائلات التي أُجبرت على النزوح من مناطقها في مدينة تلعفر وأطرافها. وأكد ناشطون حقوقيون عراقيون أن "مئات العائلات الفارة من مدينة تلعفر، افترشت الأرض في مناطق صحراوية في أجواء باردة من دون غذاء كاف أو رعاية طبية".