4 نقاط تفاوضية بأنقرة... والنظام السوري وإيران يعرقلان الاتفاق

03 ديسمبر 2016
اجتماعات أنقرة لم تصل لنتائج محددة(جورج أورفيليان/ فرانس برس)
+ الخط -

بدا الانفعال الروسي واضحاً من التصريحات التي أطلقتها المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حول عرقلة النظام السوري والروس وصول المساعدات إلى حلب؛ وصل هذا الانفعال إلى حد اتهام لندن بالافتقار إلى الرؤية الموضوعية لما يجري في سورية.

يأتي ذلك في وقت كشفت مصادر في المعارضة السورية رفض النظام وإيران اقتراحات الروس بخصوص إرساء تهدئة في حلب، على خلفية اجتماعات موسكو مع المعارضة في أنقرة، مشيرة إلى رغبتهما في "الحسم العسكري" بالعاصمة الاقتصادية للبلاد.

وأكدت مصار رفيعة المستوى في المعارضة السورية أن "اجتماعات أنقرة التي تجري منذ عدة أيام بين فصائل المعارضة المسلحة في حلب، وبين ممثلين روس لم تصل الى نتائج محددة حتى اللحظة"، مشيرة الى أن "نظام الأسد، وإيران يقفان حجرة عثرة أمام التوصل لتسوية للأوضاع في شرقي المدينة".

وأشارت المصار في تصريحات لـ"العربي الجديد" الى أن "التفاوض يجري برعاية تركية حول أربع نقاط، هي: إيقاف القتال في شرقي حلب من المعارضة، والمليشيات الطائفية، وبقايا جيش النظام، وإخراج مقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) من الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في شرقي حلب، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية لنحو 280 ألف مدني محاصر، ومنح الأحياء الشرقية "إدارة ذاتية" تحت إشراف المجلس المحلي التابع للمعارضة".

وكشفت المصادر التي فضّلت عدم الكشف عن اسمها لأنها غير مخولة بالحديث العلني أن "نظام الأسد وحليفته إيران يرفضان بنود الاتفاق، ويصران على الحسم العسكري في حلب، ما أدى الى تعثر عملية التفاوض، وعدم التوصل الى تسوية".

وكان الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا طرح مقترح منح أحياء شرقي حلب إدارة ذاتية في زيارة إلى دمشق منذ عدة أيام، إلا أنه خرج من اجتماع مع وزير خارجية النظام وليد المعلم خالي الوفاض بسبب رفض الأخير للمقترح الأممي.

 

هجوم روسي على لندن

في غصون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، إن "المركز الروسي لتنسيق المصالحة يقدم يوميا مساعدات إلى المدنيين المتضررين منذ إطلاق الجيش السوري عملية استعادة حلب"، في حين اتهم بريطانيا بعدم تقديم أي مساعدات منذ اندلاع الثورة، "ولا حتى غراما واحدا من الطحين أو حبة دواء أو لحافا لمساعدة السكان المحتاجين"، حسب تعبيره.

وادعى المتحدث بأن موسكو "حررت" نحو تسعين ألف شخص بعد سيطرتها على "نصف" الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، "فضلا عن 28 ألفا آخرين، بمن فيهم 14 ألف طفل، فروا من الأحياء الشرقية إلى المناطق الآمنة الخاضعة لسيطرة القوت الموالية للحكومة السورية".

واستطرد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية متسائلا: "تثير هذه التصريحات الغريبة (للطرف البريطاني) سؤالا عما إذا كانت المتحدثة باسم تيريزا ماي تعبر عن موقفها الشخصي أم موقف قيادتها؟".

أكثر من ذلك، اتهم كوناشينكوف لندن بفقدان الرؤية الموضوعية لما يجري في سورية، وداخل حلب على وجه الخصوص، في ظل الروس وفوبيا (معاداة الروس)، المؤججة داخل بريطانيا.

وفي ختام بيانه توجه الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إلى المسؤولين البريطانيين قائلا: "إذا رغبت الحكومة البريطانية فعلا في تقديم مساعدات إلى سكان المناطق الشرقية (من حلب) فإن جميع الظروف متاحة لذلك، وفي حال لا توجد هناك أي مساعدات بريطانية، فلا تمنعوا الآخرين من تقديم المساعدة".

وكانت المتحدثة الرسمية باسم ماي قد ذكرت أول من أمس الخميس، أن موسكو ودمشق تحولان دون إيصال المساعدات إلى سكان حلب، عن طريق رفضهما إعلان هدنة إنسانية جديدة.

كما دعت بريطانيا، أمس الجمعة، عبر وزير الخارجية بوريس جونسون إلى "طيّ صفحة" رئيس النظام السوري بشار الأسد عن مستقبل سورية، مشددة على ضرورة رحيله بعد قتله آلاف السوريين، داعية إلى دولة موحدة من دونه.

المساهمون