واشنطن الغائبة عن إعلان موسكو بشأن سورية: "لسنا مهمشين"

21 ديسمبر 2016
كيربي: لسنا مستبعدين عما يجري في سورية(صامويل كوروم/الأناضول)
+ الخط -



قلّلت الولايات المتحدة من أهمية عدم حضورها محادثات بين روسيا وإيران وتركيا في موسكو بشأن سورية، معتبرة أنّ غيابها ليس "تجاهلاً" لها، ولا يعكس تقلّص النفوذ الأميركي في المنطقة".

وأعلنت روسيا وإيران وتركيا في الاجتماع بموسكو، أمس الثلاثاء، "الاستعداد للتوسّط في اتفاق سلام سوري"، إذ خرج الاجتماع، بما أطلق عليه "إعلان موسكو"، في ما يعكس تنامي علاقات روسيا مع إيران وتركيا، بالرغم من مقتل السفير الروسي في العاصمة التركية أنقرة أندريه كارلوف، يوم الاثنين.

ويعكس ذلك أيضاً رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيادة نفوذ بلاده في الشرق الأوسط وعلى نطاق أوسع، مستغلّاً التطورات الميدانية والسياسية، والغياب الأميركي الكامل عن المشهد في فترة انتقالية بين إدارتين.

ورفض متحدّث باسم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، التلميحات إلى أنّ غياب واشنطن عن الاجتماع يشير إلى "تغيّر في النفوذ".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، أمس الثلاثاء، "لا يرى الوزير ذلك على أنه تجاهل على الإطلاق، بل يعتبره جهداً آخر متعدّد الأطراف لمحاولة التوصّل إلى سلام دائم في سورية، ويرحّب بأي تقدّم نحو ذلك".

ونقل كيربي عن لسان كيري قوله "سندحض بوضوح أيّ إشارة إلى أنّ حقيقة عدم وجودنا في هذا الاجتماع تشير بشكل ما أو تشكل اختباراً لنفوذ الولايات المتحدة وزعامتها هناك أو في أي مكان آخر في أنحاء العالم"، مضيفاً أنّ واشنطن "ما زالت معنية بقضايا كثيرة أخرى في المنطقة". وأكد أننا "لسنا مستبعدين ولا يجري تهميشنا".

ويأتي هذا بعد قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما، تقديم دعم محدود فقط للمعارضة المسلحة المعتدلة، والذي لم يترك لواشنطن سوى تأثير بسيط على الوضع في سورية، لا سيما بعدما تدخلت روسيا عسكرياً لدعم رئيس النظام بشار الأسد، وشنّ ضربات جوية على المعارضة.

وعلى الرغم من أنّ واشنطن ظلّت لفترة طويلة طرفاً في محاولات حل الملف السوري، اضطرت للمراقبة من على الهامش، بينما شنّ النظام السوري وحلفاؤه هجوماً لسحق المعارضة في شرق حلب، انتهى باتفاق لوقف إطلاق النار، وتهجير المدنيين والمقاتلين منها.

وقال دينيس روس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والذي عمل في السابق مستشاراً بشأن إيران والشرق الأوسط، اليوم الأربعاء، وفق ما نقت "رويترز"، إنّ الولايات المتحدة جعلت نفسها "غير ذات تأثير" على الوضع في سورية.

وأضاف روس "لا تجد المعارضة مبرّراً يذكر للتجاوب معنا ومع الأسد. يعلم الروس والإيرانيون أنّنا لن نفعل شيئاً لزيادة التكلفة عليهم، جرّاء هجومهم على حلب ومدن سورية أخرى".

ورأى أن "روسيا تحركت لتجعل من نفسها وسيطاً، بعدما غيّرت ميزان القوى على الأرض دون أن تأبه للعواقب على المدنيين".




وأقرّ مسؤول أميركي بأنّ غياب الولايات المتحدة عن محادثات الاتفاق بشأن شرق حلب، كانت طريقة روسيا لإظهار أنّ موسكو، وليس واشنطن، "هي من يتحكّم بالأمور".

وقال المسؤول لـ"رويترز"، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، "الواقع هو أنّنا وضعنا أنفسنا في موقف تبذل فيه روسيا جهوداً لمحاولة العمل مع أي جهة أخرى حتى يتمكّنوا من عزلنا".

وأضاف "تركنا خلافاتنا مع تركيا بشأن الأكراد ووجهات نظرنا بشأن شمال سورية، تخلق فجوات يستغلّها الروس".

وهوّن المتحدّث باسم وزير الخارجية الأميركية من أهمية نتائج اجتماع موسكو، وقال إنّه "من السابق لأوانه الحكم بما إذا كانت المحادثات قد تكلّلت بالنجاح"، مضيفاً أنّه "في نهاية المطاف سترغب الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا في التوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل عاجل".

يذكر أنّ اجتماع موسكو أتى بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، أنّه يعمل مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، لعقد مفاوضات بين النظام والمعارضة حول سورية، بدون الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة.

وقال بوتين، إنّ المحادثات ستعقد في آستانة عاصمة كازاخستان، إضافة إلى المفاوضات المتقطعة التي تتوسّط فيها الأمم المتحدة في جنيف.

وأمس الثلاثاء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنّه يعتقد أنّ ما وصفه بـ"الثلاثي الروسي الإيراني التركي"، هو المنتدى "الأكثر فاعلية" لمحاولة حل الأزمة في سورية.