مصر: حركات شبابية تحاول تشكيل جبهة ضد السيسي

20 نوفمبر 2016
الحركات الشبابية تريد الاستعداد للتفاعل مع الشارع (محمد الراعي/الأناضول)
+ الخط -
بدأت قوى وحركات شبابية معارضة تحركات فعلية لتشكيل كيان، أو جبهة معارضة موسعة للنظام المصري الحالي، برئاسة عبد الفتاح السيسي. وتحاول تلك الحركات القفز فوق عوامل الضعف التي طاولتها منذ 3 يوليو/تموز 2013، لناحية تعرضها إلى ضربات أمنية قوية، من اعتقالات ممنهجة وعشوائية للنشطاء، والتضييق عليها. ولم تكن المحاولات الجديدة اﻷولى من نوعها، إذ سبقتها مساع بين حركات وأحزاب معارضة، لكن لم يكتب لها النجاح، ما دفع الشباب إلى محاولة تشكيل جبهة معارضة للنظام الحالي، يمكن أن تنضم إليها أحزاب أو شخصيات عامة مستقبلاً.

وهناك حاجة خلال الفترة الحالية، إلى تشكيل جبهة معارضة موسعة تكون قادرة على مواجهة النظام المصري وسياساته التي أحدثت غضباً شعبياً كبيراً، خصوصاً القرارات الاقتصادية اﻷخيرة من تحرير سعر الصرف ما خفّض قيمة الجنيه المصري إلى النصف تقريباً، ورفع أسعار المحروقات، وما ترتب عليه من موجة غلاء جديدة، فضلاً عن تراجع أوضاع الحريات وتردي ملف حقوق الإنسان. وكشفت مصادر في حركات شبابية أنه يتم الاستعداد لعقد سلسلة من الاجتماعات بين عدد من الحركات الثورية خلال الفترة المقبلة، في محاولة لتشكيل كيان أو جبهة تضم كل الحركات المعارضة للنظام. وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن حالة الضعف التي مرت بها الحركات الثورية خلال الفترة الماضية، دافع للتكتل من أجل يجاد صيغة لمواجهة النظام الحالي وسياساته بقوة، موضحة أن هناك شبه اتفاق بين الحركات على هذه الخطوة، بعد الضربات القوية التي تلقتها، من اعتقالات وتلفيق تهم والسعي إلى تفتيت التكتلات الشبابية، منذ عزل الرئيس، محمد مرسي عن سدة الحكم. وشددت على أن هناك ضرورة ملحة لتشكيل هذا الكيان أو الجبهة خلال الفترة المقبلة، لتفادي عوامل الضعف والوقوف أمام النظام الحالي. واعتبرت أن هذه المحاولات بمثابة نواة لتشكيل جبهة واسعة للمعارضة، يمكن أن ينضم إليها أحزاب وشخصيات عامة، رفضاً لسياسات النظام الحالي وتراجع الحريات وتردي أوضاع حقوق الإنسان.

ولفتت المصادر إلى أن هذه الرؤية كانت موجودة قبل تظاهرات 11 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، لكن تم الاتفاق على البدء في هذه الخطوة بعد معرفة ما ستسفر عنه تلك الدعوات. ورفضت الإفصاح عن أسماء الكيانات والحركات التي تشارك في هذه الاجتماعات، منعاً لمحاولة الأمن إفشالها، عبر شنه حملة اعتقالات وتلفيق تهم، على غرار الانضمام إلى جماعات أسست على خلاف القانون بغرض قلب نظام الحكم. وأكدت أن الغرض من هذه المحاولات ليس تنظيم فعاليات معارضة للنظام الحالي، بقدر ما هو، بالأساس، توحيد الجهود وتلافي عوامل الضعف، والاستعداد للتفاعل مع مطالب الشارع حال وجود موجات ثورية خلال الفترة المقبلة. وحول إمكانية اعتبار أن هذه التحركات اﻷخيرة بمثابة تشكيل جبهة إنقاذ، رفضت المصادر استخدام هذا الاسم، ﻷن اﻷهداف مختلفة تماماً، فليس هناك مطمع في السلطة. واعتبرت أن هذه المحاولات ليست جديدة، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ، وهناك حاجة ماسّة لهذه الجبهة، التي تعتمد في اﻷساس على الشباب. وكانت مصادر شبابية كشفت أخيراً عن توقف المشاورات بين عدد من الحركات الثورية وأحزاب معارضة، لتشكيل جبهة معارضة.

من جانبه، قال خبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية إن النظام الحالي يستغل ضعف وتشتت المعارضة في مصر. وأضاف الخبير السياسي، لـ "العربي الجديد"، أن المعارضة بحاجة للتوحد ونبذ أي خلافات بين بعضها البعض، لأن عوامل الفشل موجودة في أي دولة لا توجد بها معارضة حقيقية. وأعرب عن اعتقاده بأن مسألة تشكيل جبهة لإسقاط النظام الحالي، صعبة، وتكرار سيناريو 3 يوليو صعب أيضاً، إلا إذا شعرت جهات في الدولة بخطورة استمرار السيسي، أو وجود موجة ثورية يقودها الشعب. ولفت إلى أن المعارضة فقدت قدرتها على إقناع الشعب بها، وبالتالي لا بد من البحث عن خطاب مختلف يقدم للشعب، من خلال رؤية حقيقية للإصلاح وحلول عملية يمكن تنفيذها، خلافاً لما يصدره النظام الحالي. وأشار إلى أن المعارضة القوية تدفع أي نظام لوضع خطط ورؤى جيدة، خوفاً من قوى المعارضة والغضب الشعبي، ووجود ضغوط دائمة عليه، بينما الضعف يجعل النظام يتحرك من دون حساب لشيء.

المساهمون