بوادر أزمة جديدة بين بغداد وأربيل

10 نوفمبر 2016
إشكالية بين بغداد وأربيل حول الجغرافية المناطقية(يونس كيليس/ الأناضول)
+ الخط -


بدت بوادر خلاف تظهر بين حكومتي بغداد وأربيل بشأن المناطق المتنازع عليها وإدارتها، الأمر الذي قد يؤثّر على مجريات معركة الموصل ودور قوات البشمركة فيها، بينما أكّدت مصادر أنّ الجانب الكردي رفض طلباً من رئيس الحكومة حيدر العبادي بالانسحاب من المناطق المحرّرة.

وقال مصدر سياسي مطّلع، اليوم الخميس لـ"العربي الجديد" إنّ "العبادي طلب من رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني خلال زيارته الأخيرة إلى أربيل، بانسحاب تدريجي من الأراضي التي حررتها قوات البشمركة خلال معارك الموصل"، مبيناً أنّ "وزارة البشمركة يبدو أنّها لم تقبل بهذا الانسحاب، وهي مستمرة في بناء قواعد عسكرية لها في كل منطقة تحرّرها".

وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أنّ "البشمركة رفضت دخول لجان عسكرية عراقية الى مواقع وثكنات البشمركة في تلك المناطق، الأمر الذي بدا وكأنّه بداية خلاف بشأن تلك المناطق وكيفية إدارتها".

من جهته أكّد النائب عن التحالف الكردستاني، ريناس جانو، أنّ "قوات البشمركة لن تنسحب من تلك المناطق، حتى تكون هناك قوة خاصة من أبناء تلك المناطق تستطيع توفير الحماية اللازمة لها".

وقال جانو، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "مشاركة البشمركة في معارك الموصل هي مشاركة واقع حال، وهناك إشكالية مع بغداد بشأن الجغرافية المناطقية والمادة 140 من الدستور".

وتابع القول "كنا ننتظر من بغداد حل هذه المادة وفقاً للدستور، لكن الحكومات المتعاقبة في بغداد لم تحل هذه الإشكالية، وتركتها معلّقة حتى اليوم".                         

وأكّد أنّ "البشمركة ليست لديها أطماع بأي جزء من الكعكة التي تتصارع عليها الأحزاب والجهات السياسية"، مستدركاً "قد تكون استراتيجية البشمركة حماية الأقليات في المناطق التي تحرّرها، لأنّ الجزء الأكبر من أهالي تلك المناطق موجودون في إقليم كردستان كنازحين، وأنّ حكومة الإقليم وحدها تكلفت بتكاليف نزوحهم ولم تحظَ بأي مساعدة ودعم من بغداد، وأنّ عودتهم الى مناطقهم ستخفف على الإقليم من تلك التكاليف الباهظة".

وأضاف أنّ "رئيس الإقليم مسعود البارزاني لا يسمح بعودتهم الآن، لأنّ مناطقهم ما زالت غير آمنة وغير محمية من الإرهاب، كما أنّها غير مؤهلة للسكن"، مؤكداً أنّ "تلك العودة لن تكون حتى نتمكن من تأمين تلك المناطق بشكل كامل وتحصينها من الإرهاب، وعند ذاك سيعود الأهالي".

 وأشار الى أنّنا "نتمنى أن تكون هناك قوة عسكرية أمنية تستطيع الحفاظ على تلك المناطق وتوفير الحماية الكافية لها، وتمنع عودة الإرهاب إليها، لكنّنا لم نجد حتى الآن أي قوة بديلة عن قوات البشمركة التي تقاتل وتقدّم التضحيات والخسائر من أجل إبعاد خطر داعش عن تلك المناطق".

 وشدّد بالقول، "إذا توفرت قوات من أبناء تلك المناطق، وكانت لها القدرة والإمكانية بحمايتها وتحصينها من الإرهاب، فعند ذاك من الممكن أن تنسحب البشمركة، وتسلّم هذا الملف إلى القوات المناطقية".

يشار إلى أنّ مراقبين يحذّرون من خطورة الخلاف بين بغداد وأربيل في الوقت الحالي، وما قد تكون له من نتائج سلبية على مجريات معركة الموصل، والتي حقق بها الجانب العراقي تقدماً بسبب التنسيق والتعاون المشترك مع البشمركة الكردية.

 

 

 

المساهمون