مركز أميركي لمكافحة الإرهاب: تراجع في دعاية "داعش" الإلكترونية

11 أكتوبر 2016
الضغوط العسكرية على التنظيم أدّت لانحسار دعايته(هيمن بابان/فرانس برس)
+ الخط -

أظهرت دراسة، أعدّها مركز أميركي لمكافحة الإرهاب، تراجعاً كبيراً في الأنشطة الدعائية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب الضغوط العسكرية، التي يتعرض لها التنظيم في سورية والعراق.

كما رصدت الدراسة انحسار الدعاية الإعلامية بالبعد العسكري، بعدما كانت الرسائل السابقة تلقي الضوء على أحوال الناس الاجتماعية والاقتصادية، وتقدم صورة الحياة الهانئة في ظلال "دولة الخلافة".

وحسب الدراسة، التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الثلاثاء، فإن قسم الدعاية والتجنيد في "داعش" نشر في شهر أغسطس/آب عام 2015، وهي فترة ذهبية بالنسبة للتنظيم الذي تمكن من تجنيد أكثر من 30 ألف مقاتل أجنبي عبر الإنترنت، نحو 700 مادة إعلامية من منصاته الرسمية في سورية وعدد من الدول الأخرى.

وبعد نحو عام من بدء قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة، توجيه ضربات جوية وتنفيذ عمليات خاصة واغتيال عدد من قيادات التنظيم؛ انخفض عدد المواد الدعائية التي نشرها التنظيم على منصاته في الفضاء الإلكتروني إلى أقل من 200 مادة إعلامية، نحو 70 % منها عن الأنشطة العسكرية لمقاتلي "داعش"، بينما تراجع الاهتمام بقضايا الحكم والحياة اليومية في المدن التي يسيطر عليها التنظيم في سورية والعراق.
وتؤشر هذه النتائج إلى الإخفاقات المتتالية لتنظيم "الدولة الإسلامية" منذ صعوده المفاجىء عام 2014، وسيطرته على أراضٍ شاسعة في العراق وسورية، معلناً قيام دولة "الخلافة الإسلامية". لكن خبراء الإرهاب الأميركيين يؤكدون أن أيديولوجية التنظيم ستبقى ملهمة لشبان مسلمين في العالم لتنفيذ أعمال إرهابية فترات طويلة بعد سقوط دولة التنظيم.


وتخلص الدراسة الأميركية إلى أن الحملة العسكرية على "داعش"، ومقتل عدد من القيادات البارزة في التنظيم، جعلت صورة التنظيم تبدو أقرب إلى العصابة الإرهابية منها إلى "الدولة الدينية".
ووفق إحصاءات البنتاغون، فقد تراجع عدد المقاتلين الأجانب الذين يدخلون إلى سورية للانضمام إلى داعش من 2000 في الشهر الواحد إلى 200. وقال مستشار الرئيس باراك أوباما لشؤون الإرهاب، بريت ماك غورك، في شهر حزيران/ يونيو الماضي، إن "داعش" فقد السيطرة على نصف المساحة التي كان يسيطر عليها في العراق، وإن عدد المقاتلين الأجانب انخفض من 33 ألفاً إلى 20 الفاً. 

واعتمدت الدراسة على المواد الدعائية التي نشرها "داعش" خلال العامين الماضيين في الفضاء الإلكتروني على المنصات والمواقع الرسمية للتنظيم، وتشمل مواد مصورة ونصوصاً وتعليقات وتغريدات على تويتر.  

ولاحظت الدراسة انخفاضاً كبيراً في عدد المواد الدعائية بعد العمليات العسكرية، التي استهدفت التجهيزات اللوجستية والكوادر الإعلامية لدى التنظيم، خصوصاً أن لهؤلاء أيضاً مهامَّ عسكريةً وقتالية. أضف إلى ذلك أن الإجراءات التي اتخذتها شركات تكنولوجيا المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي ساهمت كثيراً في الحد من النشاط الدعائي للتنظيم، وقدرته على تجنيد أنصار جدد عبر شبكة الإنترنت.