قراءات إسرائيلية لعمليات الجيش المصري في سيناء: نتائجها عكسية

17 سبتمبر 2015
من إحدى عمليات التنظيم في سيناء (فرانس برس)
+ الخط -
تشكّك وسائل إعلام وأوساط إسرائيلية بفاعلية العمليات العسكرية التي يشنّها الجيش المصري ضد تنظيم "ولاية سيناء"، مشيرة إلى أنّ السياسات التي يتّبعها النظام المصري، تفضي فقط إلى زيادة قوة التنظيمات الجهادية واتساع عملياتها. وتتوقّع مصادر عسكرية في تل أبيب، أن تتحمّل إسرائيل تبعات فشل الجيش المصري في حربه على الجهاديين، من خلال تعرّض الحدود المشتركة لهجمات.

ويشكّك معلّق الشؤون العربية في موقع "ولا" الإخباري، آفي سيخاروف، بمصداقية تصريحات المتحدّث العسكري باسم القوات المصرية، العميد محمد سمير، حول نتائج العمليات الأخيرة في شمال سيناء، التي تحدّثت عن مقتل 80 عنصراً من تنظيم "ولاية سيناء"، وتدمير عدد كبير من السيارات والدراجات النارية التي يستخدمها التنظيم، مشيراً إلى أنّ المتحدث العسكري سبق أن أصدر عدداً كبيراً من هذه البيانات.

وفي تقرير نشره الموقع، أمس الأربعاء، ينوّه سيخاروف إلى أنّ الحصار الذي تفرضه السلطات المصرية على مناطق شمال سيناء، أسهم فقط في تعاظم مظاهر احتضان القبائل البدوية في هذه المنطقة لعناصر التنظيمات، حتى تحوّلت المنطقة إلى مخزون بشري للحركات الجهادية. ويشدّد سيخاروف على أنّ قيام الجيش المصري بتدمير مئات المنازل المصرية الواقعة على الشريط الحدودي بين قطاع غزة وسيناء، أسهم فقط في زيادة الدافع للانضواء تحت لواء هذه التنظيمات. ويلفت المعلّق إلى أنّ خلْع الرئيس حسني مبارك، أفضى إلى توقف حركة السياحة الإسرائيلية إلى سيناء، خوفاً من العمليات التي يمكن أن تنفذها التنظيمات الجهادية.

من ناحيته، يقول المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، يوحاي عوفر، إنّ ما يدلّ على عجز الجيش المصري، هو نجاح عناصر الحركات الجهادية، الذين لم يتلّقوا التدريبات العسكرية التي يفترض أن يكون تلقّاها ضباط وجنود الجيش المصري، في اجتياح مواقع الجيش وقتل جنوده. ويضيف عوفر، في تقرير نشرته الصحيفة بتاريخ 8 سبتمبر/ أيلول الحالي، أنّ هناك ما يدلّ على أنّ الرعب قد دبّ في قلوب ضباط وجنود الجيش المصري إلى درجة أنّهم باتوا عاجزين عن القيام بدوريات محمولة وراجلة وتنفيذ عمليات تمشيط، خوفاً من نار العناصر "الجهادية". وبحسب عوفر، "حتى عندما تتلقى القوات المصرية أوامر لتنفيذ مهام قتالية ضد هذه العناصر، فإنّ مظاهر الخوف والارتباك تبدو عليهم واضحة"، مشدّداً على أنّ مظاهر الإحباط في معنويات الضباط والجنود المصريين، كبيرة.

اقرأ أيضاً: "ولاية سيناء" يتمدد في اتجاه الصحراء غرب مصر

ويشير المراسل إلى أن الجيش المصري الذي كان يسيطر على مناطق كبيرة من سيناء، أصبح يتجنب الاحتكاك المباشر بعناصر التنظيمات الجهادية، إذ باتت عملياته تقتصر على شنّ الغارات الجوية، موضحاً أنّ هناك ما يدلّ على أنّ الجيش المصري بات ينفّذ العمليات فقط من أجل إعطاء الانطباع بأنه يقوم بأمر ما، من دون أن يضع في اعتباراته تحقيق إنجازات حقيقية على الأرض. ويكشف عوفر النقاب عن أنّ قيادة الجيش الإسرائيلي تعتقد أن الحركات "الجهادية" ستوجّه سلاحها ضد إسرائيل في وقت لاحق.

وينقل عوفر عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إنه على الرغم من أنه لا يوجد دافع لدى تنظيم "ولاية سيناء" لفتح جبهة ضد إسرائيل حالياً، إلّا أن عناصره يمكن أن يفاجئوا الجيش بعمليات اقتحام للحدود عبر شنّ هجمات بالأسلحة الرشاشة والمتفجرات. وتشير المصادر إلى أنّ قيادة المنطقة الجنوبية أعدّت عتادها لمواجهة مثل هذا السيناريو، استناداً لتجاربها السابقة في التعاطي مع عناصر التنظيم. وتستدرك المصادر أنّ المخاوف من عمليات مرتقبة لهذه التنظيمات، يبقى ماثلاً على الرغم من التعاون الأمني والاستخباراتي والميداني الوثيق بين الجيشين المصري والإسرائيلي في المنطقة.

وفي سياق متصل، يتوقّع السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة، تسفي مزال، أن "يعمد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، إلى نقل العلاقات بين مصر وإسرائيل إلى التعاون العلني بعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل (إن لم يتم تأجيلها مجدداً)، وفي حال تمكّن من حسم الأوضاع الأمنية وتحسين الواقع الاقتصادي في مصر".

وفي تقدير موقف أعدّه ونشره مركز "يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، الذي يرأس مجلس إدارته وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي، دوري غولد، في 10 سبتمبر/ أيلول الحالي، ينوّه مزال، إلى أنّ السيسي معنيّ بتثبيت أركان حكمه قبل أن يشرع في تعاون اقتصادي معلن مع إسرائيل، خوفاً من تأثير الانتقادات التي سيتعرّض لها من داخل مصر وخارجها على استقرار حكمه.

اقرأ أيضاً: اشتباكات عنيفة بين الجيش المصري و"ولاية سيناء" في رفح

المساهمون