الحكومة العراقية تغض الطرف عن شحنات السلاح الروسية للأسد

15 سبتمبر 2015
العبادي يفتح أجواء العراق أمام الدعم الروسي للأسد (getty)
+ الخط -
على خلاف المادة الثامنة من الدستور العراقي النافذ بالبلاد لعام 2005، والتي تنص على منع التدخل في شؤون دول الجوار أو المساعدة في إذكاء العنف فيها، تحولت الأجواء العراقية، خلال الأيام الماضية، الى جسر جوي لطائرات الشحن الروسية، المحملة بالأسلحة والصواريخ التي تفتك بالشعب السوري، رجالاً ونساءً أطفالاً وشيوخاً، وهو ما أكده مسؤول عراقي رفيع في سلطة الطيران المدني من بغداد في حديثٍ لـ "العربي الجديد".

وأوضح المسؤول أن طائرة شحن روسية من طراز "أنتونوف" دخلت الأجواء العراقية قادمة من إيران، وعبرت إلى الأجواء السورية فجر اليوم".


وأكد المسؤول العراقي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الطائرة الروسية دخلت الأجواء العراقية من محافظة كرمنشاه الإيرانية إلى السليمانية، ومنها إلى محافظة ديالى، ومن ثم اتخذت طريقاً ملاحياً آمناً غرب العراق، للدخول للأجواء السورية، وفقاً لنشرة الرصد الجوي لسلطة الطيران العراقية".

اقرأ أيضاً: قرار أميركي بفصل العراق عن سورية في محاربة "داعش"

كما لفت إلى أن "دخول طائرات الشحن الروسية الأجواء العراقية، وانتقالها إلى سورية بات أمراً مألوفاً، ولا يصدر أي تعليق من الجهات المعنية، عقب التقرير اليومي الذي يصدر من سلطة الطيران للحكومة، ممثلةً بمكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي".

بدوره، ذكر القيادي في التحالف الكردستاني العراقي، محمد حمه أمين لـ "العربي الجديد" أن عبور طائرات تحمل الموت من فوق العراق إلى سورية أمر غير أخلاقي".

واعتبر أنّ "الحكومة العراقية مطالبة بتوضيحات عاجلة حول خرق الدستور، والتسبب بإذكاء العنف والدمار في بلد مجاور لنا، ومنح شرعية لرئيس عصابة مثل بشار الأسد".

كما بيّن أن "المعلومات تتحدث عن عبور خمس طائرات في غضون أيام، وهناك من يتحدث عن أكثر من هذا الرقم، وهذا لا يعنينا سواء كانت واحدة أو ألف، المهم أن النظام بالعراق سمح بعبورها"، وتساءل "كيف يمكن للعالم أن ينظر إلينا الآن، وكيف يمكن أن نطلب مساعدته في الحرب على الإرهاب".

إلى ذلك، رأى المحلل السياسي ماجد الحميد، رئيس منظمة دراسات مستقلة في بغداد لـ"العربي الجديد" أنّ "رئيس الحكومة محرج جداً من ذلك، لكن الضغوط التي تمارس عليه من إيران وهبات السلاح الروسية للعراق، أخيراً، ممثلة بصواريخ الكورنيت الحرارية، ومروحيات المي 35 وشحنات الذخيرة لبنادق الكلاشنكوف، أخيراً، ألزمته الصمت".

اقرأ أيضاً: "منطقة عازلة" على الحدود العراقية السورية برعاية أميركية وإيرانية

وعلى مر مراحل الحرب في سورية، ساندت الحكومة العراقية رئيس النظام بشار الأسد، وقدمت له تسهيلات كبيرة مالية وعسكرية إبان حكومة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، إلا أن سقوط الأنبار في يد تنظيم "داعش"، ومن بعدها الموصل قطع الطرق البرية بين البلدين.

واقتصرت أشكال الدعم والاتصال على الرحلات الجوية فقط، فيما سمح العراق للطائرات الإيرانية المحملة بجنود الحرس الثوري والأسلحة العبور إلى دمشق، قبل أن يوقفها رئيس الوزراء الجديد، حيدر العبادي، بعد تسلمه الحكم في البلاد، نهاية العام الماضي، لكنها سرعان ما عادت مجدداً بعد 45 يوماً فقط من توقفها.

في السياق ذاته، قال القيادي في الحراك الشعبي العراقي، محمد عبدالله، لـ"العربي الجديد" إن "قيادات سياسية قدمت استفسارات للعبادي، حول انتهاك الروس للمجال الجوي العراقي، واستخدامه في دعم نظام فاقد الشرعية، لكن لم يصل أي جواب، والعبادي يلتزم الصمت".


اقرأ أيضاً: العبادي يطيح جنرالات المالكي... ورجل الأسد في بغداد