سورية: المعارضة تتصدى لتمدد "داعش" في ريف حلب

29 اغسطس 2015
تعمل المعارضة على منع فرض "داعش" للحصار (الأناضول)
+ الخط -
جدّد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حملتيه العسكريتين ضد قوات المعارضة السورية بريف حلب الشمالي، وضد قوات النظام السوري المحاصرة بمطار كويرس العسكري، جنوب مدينة الباب في الريف الشرقي. وشنّ التنظيم هجمات متلاحقة على الطرفين بشكل متزامن في الأيام الأخيرة، في إطار سعيه لتأمين سيطرته في ريف حلب وتوسيعها، قبل بدء العملية العسكرية المرتقبة ضده، والتي يتوقع أن تخوضها قوات المعارضة بإسناد جوي ومدفعي من الجيش التركي، لفرض منطقة آمنة وخالية من "داعش" في ريف حلب الشرقي، المُقابل للحدود التركية.

وواصل "داعش"، أمس الجمعة، هجومه الكبير على قوات المعارضة بريف حلب الشمالي، لليوم السادس على التوالي. وأوضح الناشط حسن الحلبي، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات المعارضة تمكنت من صدّ هجمات التنظيم المتواصلة على محاور القتال شرق وشمال شرق مدينة مارع، التي تُعتبر أهم معاقل قوات المعارضة بريف حلب الشمالي". وأكد الحلبي أن "قوات المعارضة تمكنت من استعادة السيطرة على قرية صندف، شمال مارع، وهي تخوض معارك ضارية ضد داعش في بلدة حربل، جنوبي مارع، بهدف استعادة السيطرة عليها". وأشار الحلبي إلى أن "الاشتباكات تستمر بشكل متزامن بين الجانبين قرب الحدود السورية التركية، في محيط قرية دلحة، التي سيطر عليها التنظيم، يوم الخميس. وتمكنت المعارضة من استعادة دلحة لبعض الوقت قبل خسارتها مجدداً مساء الخميس".

وأسفرت الاشتباكات العنيفة والمستمرة بين الجانبين على محاور القتال في محيط مارع، عن مقتل أكثر من 60 عنصراً من "داعش"، تحتفظ قوات المعارضة بمعظم جثثهم. في المُقابل سقط للمعارضة نحو 30 عنصراً، وفقاً لما كشفته مصادر مقرّبة من "حركة أحرار الشام" المعارضة لـ"العربي الجديد".

وبثّ ناشطون معارضون صوراً لجثة قائد عملية "داعش" بريف حلب الشمالي، عبدالله عبد الرحيم بكري حميدو، الذي قضى برصاص قوات المعارضة قرب مارع، وهو من سكان مدينة الرقة وتعود أصوله إلى بلدة منغ بريف حلب. وقد انتسب حميدو إلى "داعش" مطلع العام 2013، قبل أن يترقّى ليصبح قائداً عسكرياً بريف حلب.

اقرأ أيضاً هدنة جديدة مؤقتة في الزبداني: 3 ملفات تحسم المفاوضات

وقد تمكنت قوات المعارضة من الصمود في مارع حتى الآن، رغم استخدام "داعش" استراتيجية عسكرية معقّدة، تعتمد على "السعي لحصار قوات المعارضة واستنزافها في الوقت نفسه". وتمدّد التنظيم في الأيام الأخيرة جنوب المدينة، في قريتي الحصية وتل مالد، ومسيطراً على قريتي أم حوش والوحشية وبلدة حربل، بالتزامن مع تمدده شمالي مارع، من بلدة صوران وصولاً إلى بلدة تلالين وقرية صندف، في محاولة منه للإيحاء بقرب فرض حصار على قوات المعارضة، ودفعها بالتالي للانسحاب من المدينة.

وتعي قوات المعارضة أبعاد تمدّد "داعش" شمال مارع وجنوبها، في ظلّ سعيها الحثيث، يوم الخميس وأمس الجمعة، إلى استعادة القرى التي خسرتها في مواجهاتها مع التنظيم، ونجحت حتى الآن باستعادة صندف وتحاول استعادة السيطرة على بلدة حربل لمنع فرض الحصار. كما يسعى "داعش" لاستنزاف قوات المعارضة في مارع، والمتمثلة بـ"الجبهة الشامية" و"حركة أحرار الشام" بشكل رئيسي، مع تشكيلات أخرى صغيرة.

ولا تبدو العملية العسكرية ضد "داعش" قريبة، بانتظار الانتخابات التشريعية التركية المبكرة، والمقررة مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فضلاً عن عدم قدرة قوات الفرقة 30 التابعة للجيش الحر، والتي حصل مقاتلوها على تدريب من الولايات المتحدة على الأراضي التركية، على المشاركة في القتال ضد "داعش"، في مارع، لاحتمال تعدّي "جبهة النصرة" مجدداً عليهم.

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر مقرّبة من قيادة قوات المعارضة بريف حلب، أن "اجتماعاً عُقد يوم الخميس، بين ممثلي الفرقة 30 وممثلي باقي فصائل المعارضة، التي تُقاتل داعش بريف حلب بهدف التنسيق، لكن الاجتماع لم يثمر عن شيء بسبب طلب ممثلي الفرقة 30 ضمانات من باقي فصائل المعارضة، بعدم تعدّي جبهة النصرة على مقاتليها. ولم تتمكن باقي فصائل المعارضة من تقديم مثل هذه الضمانات، رغم أن النصرة لا تشارك في القتال ضد داعش بريف حلب الشمالي".

ولا تقتصر مخططات "داعش" على التمدد بريف حلب الشمالي على حساب قوات المعارضة، بل يسعى أيضاً إلى حسم معركة مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي، والذي تتحصن به قوات النظام تحت حصار "داعش" منذ نحو العام ونصف العام. وقد أفاد شهود عيان في المنطقة لـ"العربي الجديد"، عن تواصل الاشتباكات العنيفة بين "داعش" وقوات النظام لليوم السادس على التوالي، في محيط المطار من دون تمكن "داعش" من اقتحام أسواره وأسوار الكلية الجوية الفنية التابعة لقوات النظام الملاصقة للمطار.

اقرأ أيضاً: الثورة السورية... المسار والراهن
المساهمون