الأمم المتحدة تتوسّط للفوعة وكفريا وتتجاهل الزبداني

22 يوليو 2015
أبو زيد يدعو جميع الفصائل إلى نجدة الزبداني (الأناضول)
+ الخط -

كثّفت الأمم المتحدة اتصالاتها مع أطراف في المعارضة السورية، وذلك بعد أيام من بدء "جيش الفتح" حملة قصف بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام في ريف إدلب الشمالي الشرقي.

وفي هذا الصدد، عبّر المستشار القانوني لـ"الجيش الحر"، أسامة أبو زيد، عن استياء كبير في أوساط المعارضة من أداء الأمم المتحدة في ما يخص التعاطي مع الحملة التي يشنّها النظام و"حزب الله" منذ نحو ثلاثة أسابيع على الزبداني، وما تبعها من تصعيد لـ"جيش الفتح" في الخامس عشر من هذا الشهر، بعد بدئه قصفَ بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بريف إدلب، وذلك "نصرة لمدينة الزبداني" كما جاء في بيان له، داعياً خلاله "جميع الفصائل الثورية المسلحة إلى نجدة الزبداني وغوطة دمشق وإشعال الجبهات كافة ضد نظام بشار الأسد ومواليه".

وقال أبو زيد في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن مدينة "الزبداني محاصرة منذ أكثر من سنتين ونصف السنة ولم تتحرك الأمم المتحدة لتقديم أي مساعدة إنسانية للناس هناك، لكنها بدأت بالاتصال بنا مباشرة بعد بدء قصف كفريا والفوعة"، مضيفاً أن "ذلك يعني بكل وضوح، أن الأمم المتحدة لا تقلق إلا عندما يتعلق الأمر بمصير مناطق مؤيدة للنظام فيما المناطق الأخرى التي تُباد لا تبدي من أجلها تحركاً ملموساً".

وأشار أبو زيد إلى أن "مكتب الأمم المتحدة في تركيا والخاص بتنسيق الشؤون الإنسانية لسورية، اتصل بي في هذا الخصوص سعياً إلى التواصل مع جيش الفتح لتخفيف وطأة القصف على كفريا والفوعة"، موضحاً أنه نقل "لمكتب الأمم المتحدة شهادات من الزبداني، ونحاول جاهدين إيصال صورة الوضع الكارثي هناك لدفعهم نحو التحرك سريعاً".

ولفت إلى أنه وبعد أن سجل عتبه على اهتمام المكتب الأممي لأنه تحرك "فقط عندما تعلق الأمر بكفريا والفوعة"، فإن المكتب أخبره بأن: "لا علم لنا بأن ما يجري بكفريا الفوعة مرتبط بما يحدث بالزبداني"، مضيفاً أنه أكد لهم "ارتباط المعركتين بعضهما البعض، فالبيان الذي صدر عن جيش الفتح واضح، وكذلك فإن مقاتلي الزبداني يتبعون لحركة أحرار الشام، وهي من أهم فصائل جيش الفتح".

وختم أبو زيد حديثه بالتأكيد أن "معركة الزبداني لا تمثل أهمية استراتيجية للنظام، بقدر ما تهم حزب الله"، مشيراً إلى أن الحزب اللبناني هو من يقود المعارك و"ذلك ما أكده لي قيادي عسكري في الزبداني".

من جانبه، قال المتحدث باسم حركة "أحرار الشام الإسلامية"، أحمد قره علي لـ"العربي الجديد"، إن "استهداف بلدتي كفريا والفوعة مستمر"، لافتاً إلى أنه "يوجد تواصل مع الأمم المتحدة" الذي بات واضحاً، أنها بدأت حركة اتصالات عديدة بهذا الشأن.

وأفادت مصادر ميدانية لـ"لعربي الجديد" أنّ "فصائل غرفة عمليات فتح حلب، قصفت بالأسلحة الثقيلة اليوم، مواقع قوات النظام والمليشيات الموالية لها، في معسكري نبل والزهراء، كما استهدفت كتائب الصفوة الإسلامية بمدافع موجهة تجمعات النظام في عوجة الكيالي بحلب القديمة، وذلك ضمن حملة نصرة الزبداني".

وكانت غرفة عمليات "فتح حلب"، قد أعلنت في بيان قبل يومين، عن بدء حملة تستهدف النظام في بلدتي نبل والزهراء، رداً على الهجمة الشرسة التي يقودها الأخير بمساندة حزب الله اللبناني، في مدينة الزبداني بريف دمشق.

ويبدو من خلال بعض مجريات الأحداث الأخيرة، حول الحملة على الزبداني، أن الأيام المقبلة قد تشهد تطورات جديدة، سياسية أكثر منها عسكرية، في معركة باتت تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام القوى الإقليمية والدولية، وهي بدأت في الرابع من هذا الشهر بزخم كبير من "حزب الله"، والنظام، اللذين أبديا اندفاعاً كبيراً بهدف السيطرة على المدينة القريبة من الحدود اللبنانية، لكن المعركة التي ما زالت مستمرة، فشلت حتى الآن في تحقيق أي إنجاز للقوات المهاجمة.

اقرأ أيضاً: أكثر من عشرين قتيلاً بقصف لقوات النظام على حلب

المساهمون