"التايمز": حملة تطهير عرقي ضد العرب شمال سورية

01 يونيو 2015
الوحدات الكردية متهمة بممارسة التطهير العرقي (Getty)
+ الخط -
بعد أن كان الصراع الطائفي المهيمن إثر تداعيات الثورة السورية، يبدو أن الجانب العرقي قد أصبح طاغياً كذلك في ظل استمرار الأزمة في البلاد. وذكرت، في هذا الصدد، صحيفة "التايمز" البريطانية بأن الآلاف من المدنيين فروا من منازلهم شمال سورية جراء قيام القوات الكردية بممارسة ما يظهر أنه حملة تطهير عرقي ضد السنة العرب.


وأضافت الصحيفة، حسب مصادرها من داخل واحدة من أكبر المنظمات الحقوقية التي تشتغل داخل سورية، أن وحدات حماية الشعب الكردي، التي تعد أحد أقرب الحلفاء للغرب في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أحرقت القرى العربية بعدة مناطق شمال سورية التي أصبحت تحت سيطرتها.

وبخصوص الأماكن التي شملتها حملة التطهير العرقي، ذكرت "التايمز" بأن الأمر يشمل الأماكن المحيطة بقرية عين العرب، أو كوباني باللهجة الكردية، التي تحولت إلى رمز المقاومة الكردية بعدما صمدت في وجه حملات "داعش" عدة أشهر العام الماضي. وأبرزت الصحيفة أن ما يفوق 10 آلاف شخص فروا على ما يبدو، خلال الستة أشهر الماضية، بعدما تنكر الجيران لبعضهم بعضاً، على الرغم من أنهم تعايشوا جنباً لجنب عدة عقود.


"وحدات حماية الشعب الكردي قامت بإحراق قرانا ونهب منازلنا"، يقول للصحيفة محمد صالح القاطي، الذي فر من تل تياب قرب مدينة راس العين، شهر ديسمبر/ كانون الأول. "تعرفت على أحدهم، إنه من إحدى القرى المجاورة، كان هو من سكب البنزين على الأثاث في منزلي".

كما أوضحت الصحيفة، أن شمال شرق سورية، كانت منطقة تشهد اختلاطاً عرقياً، وقد انتقلت السيطرة عليها على امتداد الثلاثة أعوام الفائتة بين النظام السوري، والجيش السوري الحر، وجماعات مختلفة ترتبط بالقاعدة، ووحدات حماية الشعب الكردي، وتنظيم الدولة الإسلامية.

وذكرت بأن حملة التطهير العرقي تبدو أنها تنخرط ضمن عملية انتقام جماعي من السنة العرب من أبناء المنطقة، الذين يتهمهم الأكراد وحلفاؤهم بالتعاطف مع "داعش" واحتضان مقاتلي التنظيم، موضحة أن المنطقة تعد حالياً من أهم المناطق الاستراتيجية في الحرب السورية.

وأبرزت الصحيفة البريطانية كذلك، أن الصور التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي تبرز تداعيات الهجمات الأخيرة التي شنتها وحدات حماية الشعب الكردي بمحافظة الحسكة، بعد فرار مئات العائلات تحت أشعة الشمس الحارقة حاملين معهم ما بقي من ممتلاكاتهم الهزيلة.

اقرأ أيضاً:
معارك المعارضة مع "داعش" تُرجئ المواجهات الكبرى
التوترات العربيّة ـ الكرديّة تضرب حلب
أنقرة وواشنطن تناقشان أفضل آلية لدعم المعارضة السورية

المساهمون