طائرة إيران الاستفزازيّة تسبّبت بقصف ميدان السبعين

02 مايو 2015
قصف المطار الدولي ثلاث مرات (Getty)
+ الخط -
لا تزال‎ ‎الطائرة الإيرانية التي‎ ‎حاولت‎ ‎الوصول إلى صنعاء، الأسبوع المنصرم، تثير جدلاً في اليمن بعد قيام طائرات التحالف ‏العربي بقصف مطار صنعاء الدولي ثلاث مرات على الأقل، خلال الأيام الماضية، ليقصف، فجر ‏اليوم السبت، ميدان السبعين، بعد أنباء عن قيام الحوثيين بتجهيز الميدان لهبوط طائرة إيرانية.

وميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة صنعاء، وفيه تُقام المهرجانات الرسمية والعروض ‏العسكرية، تعرّض، فجر اليوم، لغارتين على الأقل هدفتا لتعطيله بما يمنع استخدامه كمدرج ‏للطائرات.

وكانت الطائرة الإيرانية المدنية اخترقت أجواء اليمن الأسبوع الماضي، قادمة من جهة سلطنة ‏عُمان محاولةً كسر الحظر الجوي،‎ ‎وتجاهلت جميع الإنذارات التي وجهتها قيادة التحالف. ‏وتتهم مصادر مقرّبة من التحالف إيران بمحاولة إيصال أسلحة للحوثيين، فيما قالت مصادر تابعة للجماعة إن الطائرة كان من المقرر أن توصل مساعدات وتنقل جرحى للعلاج في مستشفيات طهران.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الطيار أن مقاتلتين سعودتيين‎ ‎حاولتا اعتراضه وأوشكتا على ‏الصدام بجناحي الطائرة، ومع ذلك فقد تجاهلهما الطيار ووصل إلى سماء صنعاء، إذ ‏قام التحالف‎ ‎بقصف المطار بالعديد من الغارات لتعطيل المدرج، ليجبر الطيار الإيراني على ‏عدم الهبوط.

اقرأ أيضاً: أزمة قيادة عسكرية في عدن...وإيران تسلّح الحوثيين منذ 2009

وفي وقت لاحق، حاولت إدارة مطار صنعاء إصلاح المدرج ليتمكن من استقبال الطائرات من ‏جديد،‎ ‎إلا أن التحالف جدد القصف الذي شمل أيضاً مطار مدينة الحديدة الساحلية لمنع وصول ‏الطائرة الإيرانية إليه‎.

واستدعت الخارجية الإيرانية، الأسبوع الماضي، القائم بأعمال السفير السعودي في طهران، ‏وتقدمت باحتجاج رسمي بسبب قيام بلاده بمنع الطائرة، التي تقول إيران إنها تحمل مساعدات ‏إنسانية من الوصول إلى صنعاء.

ويوم الجمعة تداول ناشطون أنباءً عن قيام الحوثيين بإزالة حواجز من ميدان السبعين القريب ‏من القصر الرئاسي لاستخدامه كمدرج، ولم تمض سوى ساعات حتى جاء القصف لاستهداف ‏الميدان.

رغبة في التصعيد

وتثير قضية الطائرة اهتماماً في أوساط اليمنيين، وتتباين حولها الآراء، إذ يرى البعض أن إيران بهذه الخطوة تكشف عن رغبتها في التصعيد، ورأى آخرون أنه من خلال الطائرة وما تحدثه ‏من ردود فعل تهدف إلى رفع معنويات حلفائها، وإيصال رسالة إليهم بأنها ليست بعيدة، بعدما كانت ‏تصريحاتها من الأسباب التي دفعت التحالف لشن حملته، إذ كان مسؤولون إيرانيون يعلنون أن بلادهم سيطرت على ‏عاصمة عربية رابعة بعد دخول الحوثيين صنعاء.

ومن جانب آخر، انتقد بعض الناشطين قيام التحالف بقصف المطار اليمني للهروب من ‏التعرّض للطائرة الإيرانية المدنية، التي من الواضح أنها تستفز قوات التحالف، بالتزامن مع ‏استفزازات وتحركات في الجانب البحري، الذي كانت آخر تطوراته إعلان طهران إرسال ‏مدمرتين إلى خليج عدن، قرب باب المندب، لحماية السفن الإيرانية من القراصنة.

وكان الحوثيون وقّعوا، قبل أسابيع من بدء "عاصفة الحزم"، اتفاقيات مع شركة طيران "ماهان" ‏الإيرانية، تسمح بـ14 رحلة جوية أسبوعياً بين اليمن وإيران. ويفرض التحالف العربي حظراً ‏جوياً وبحرياً على اليمن ويشترط تفتيش الشحنات والتنسيق معه لإيصال أي مساعدات ‏إنسانية، وذلك لمنع وصول أسلحة ومعدات إلى الحوثيين‎.

اقرأ أيضاً: مقتل حوثيين بالحديدة وشبوة.. وتدمير ميدان السبعين بصنعاء

المساهمون