مخاوف من إغلاق باب المندب مفتاح البحر الأحمر

09 ابريل 2015
"الحوثيون" سيطروا على جزيرة "ميون" (فرانس برس)
+ الخط -

يعتبر مضيق باب المندب شريان الممرات والمنافذ البحرية الاستراتيجية، ومن يسيطر عليه، ويمسك جزيرة "ميون"، يعد مفتاح البحر الأحمر في قبضته.

بعد سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول، تمكّنوا من السيطرة على محافظة الحديدة غربي اليمن، وفيها ثاني أهم ميناء في البلاد بعد ميناء عدن في الجنوب.

ولمحافظة الحديدة أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تمتد سواحلها من اللحية في الشمال إلى الخوخة في الجنوب، بطول حوالى (300 كم)، وعرض يتراوح بين (60 – 150 كم)، وتفصلها سواحل محافظة تعز عن مضيق باب المندب.

بحسب مراقبين يمنيين، فإنّ السيطرة على مدينة الحديدة، ومن ثمة إحكام السيطرة على ميناء الحديدة، من قبل "الحوثيين"، كان بهدف تلقّي أسلحة وذخائر من طهران، لتمكّنهم من السيطرة على البلاد.

وفي غضون شهرٍ واحد فقط، صعّد "الحوثيون"، وقوات المخلوع علي عبدالله صالح أعمالهم العسكرية، وفرضوا سيطرتهم على المواقع العسكرية المرابطة في مناطق ذات أهمية استراتيجية، كميناء المخا، (115 كيلومتر غرب تعز)، ومدن ساحلية أخرى كمدينة الخوخة، وصولاً إلى أهم منطقة بحرية (باب المندب)، المطلة على شواطئ المضيق الاستراتيجي.

اقرأ أيضاً: الحسم المؤجّل في اليمن: البحريّة الإيرانيّة إلى باب المندب

سكان محليون أكدوا، لـ"العربي الجديد" أنّ قوات المخلوع صالح، والمسلّحين الحوثيين، توجهوا قبل أيام للسيطرة على جزيرة "ميون"، الواقعة على مدخل مضيق باب المندب. وتعد منفذاً بحرياً استراتيجياً، ومن يحكم السيطرة عليها، يسهل عليه التحكم في مضيق باب المندب.

وبحسب المراقبين، فإنّ سيطرة "الحوثيين" على مضيق باب المندب، هي مجرد رسالة يحاولون استغلالها فقط كجانبٍ دعائي وإعلامي، وتمثل تهديداً إيرانياً مبطناً.

بدوره، رأى المحلل السياسي اليمني، علي الجلال، موضحاً لــ"العربي الجديد" أنّ "انقلاب الحوثيين، والمخلوع صالح، واستيلاءهم على السلطة، وسيطرتهم على مضيق باب المندب، يمثل خطراً حقيقياً لليمن، ويعد بمثابة فرصة أمام القوى الخارجية العظمى للتدخل والسيطرة على اليمن، تحت مبرر حماية الممرات البحرية الدولية والتمدد إلى الجزر اليمنية كـ"حنيش الصغرى والكبرى"، التي كانت محل نزاع بين اليمن ودولة إريتريا وكادت أن تشعل حرباً، قبل أن يتم الفصل بين الدولتين بقرار التحكيم الدولي، الذي قضى بأحقية اليمن بالجزر.

مخاوف من إغلاق المضيق

مع تأزم الوضع الأمني في مضيق باب المندب، تزداد مخاوف دول التحالف العربي، بأن تطول سيطرة "الحوثيين" على حركة الملاحة في باب المندب الاستراتيجي، والذي يعد من أهم الممرات المائية في العالم، مما سيؤثر على حركة التجارة العالمية وخاصة النفط.

لذا إذا لم يتوصل التحالف العربي إلى إنهاء سيطرة "الحوثيين" على المضيق، والمناطق الساحلية اليمنية المرتبطة به، فقد يتم إغلاق أهم طرق العبور الرئيسية للنفط.

معارك التحالف

وفي هذا السياق، ذكرت مصادر عسكرية في البحرية اليمنية، لـ"العربي الجديد"، أنّ جزيرة ميون، الواقعة في مدخل مضيق باب المندب، شهدت خلال اليومين الماضيين، معارك طاحنة بين المتمردين الحوثيين، وقوات الجيش الموالي للمخلوع صالح، من جهةٍ وبين قوات التحالف العربي من جهةٍ أخرى، بعد تنفيذ أول عملية إنزال جوي هناك.

وتأتي هذه المعارك عقب غارات جوية لـ "عاصفة الحزم"، استهدفت عدة مواقع عسكرية موالية لـ"الحوثيين"، وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح في باب المندب.

اقرأ أيضاً: قطع عسكريّة إيرانيّة تتّجه إلى خليج عدن

المساهمون