عادل الجبير... خليفة سعود الفيصل اسمه مرتبط بإيران

30 ابريل 2015
اكتشف القضاء الأميركي محاولة لاغتيال الجبير (وين ماكنامي/Getty)
+ الخط -
برز اسم وزير الخارجية السعودي الجديد، عادل الجبير (53 عاماً)، من بين التعديلات الـ25 التي حملتها الأوامر الملكية، فجر أمس الأربعاء. اختيار الجبير بدل الأمير سعود الفيصل، أقدم وزير خارجية في العالم، يحمل رمزيات كثيرة، منها أنه ثاني وزير خارجية سعودي من خارج إطار العائلة المالكة، بعد إبراهيم السويل (1960 ـ 1962). وتكمن أهمية الدور المستقبلي للجبير، انطلاقاً من وراثته منصب الفيصل، مثلما ورث منصب سفير السعودية في الولايات المتحدة، في العام 2007، خلفاً لبندر بن سلطان (1983 ـ 2005)، مع فترة قصيرة للسفير تركي الفيصل (2005 ـ 2007). 

الجبير، المولود عام 1962 في مدينة المجمعة، شمال الرياض، بدأ مهمته الدبلوماسية وهو في عمر الـ24، حين عيّنه بندر بن سلطان، مساعداً له لشؤون الكونغرس، وفي الشؤون الإعلامية للسفارة في عام 1986. ولعلّ خلفيته الأكاديمية ساهمت في تعيينه في حينها، إذ إنه حامل درجة البكالوريوس من جامعة شمال تكساس في الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة جورج تاون في تخصص العلاقات الدولية في العام 1984، فضلاً عن كونه نجل أحمد محمد الجبير، الذي كان يعمل في الملحقية الثقافية في السفارة السعودية في ألمانيا.

ظهر الجبير إعلامياً، بصفته متحدثاً باسم السفارة السعودية، أثناء حرب الخليج الثانية في العام 1990، وظل يشغل هذا المنصب حتى صيف العام 1994، حين انضم إلى الوفد السعودي الدائم في الأمم المتحدة. وفي العام 1999 عاد إلى السفارة السعودية في واشنطن للإشراف على إدارة المكتب الإعلامي في السفارة، قبل أن يُعيّنه ولي العهد السعودي، الأمير عبد الله بن عبد العزيز حينها، في العام 2000 مستشاراً له. وأكثر ما اشتهر به الرجل، كان ظهوره المتواصل على وسائل الإعلام الأميركية، مدافعاً عن بلاده، بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.

أما الذروة في مسيرته الدبلوماسية، فكان إحباط السلطات الأميركية في أكتوبر/تشرين الأول 2011، مخططاً لتفجير السفارة السعودية في واشنطن ولاغتيال الجبير، وفقاً لما ذكرته وثائق تلك القضية.

اقرأ أيضاً: عاصفة الحزم والقوة العربية المشتركة

جاء في الشكوى التي كُشف عنها في المحكمة الاتحادية في نيويورك في حينه، أن "الإيرانيين منصور أربابسيار وغلام شكوري، وبتحريض من بعض الجهات في الحكومة الإيرانية في حينه، اعترفا بالضلوع في محاولتي التفجير والاغتيال".

كما طغى دور الجبير بقوة في "عاصفة الحزم"، حين أعلن من واشنطن، عن بدء عمليات التحالف العشري في اليمن، في مارس/آذار الماضي. كل تفاصيل السيرة المهنية للجبير تدفع بالبعض إلى اعتبار أن تعيينه قد يحمل نمطاً جديداً حيال ملف العلاقة مع إيران، بعد فترة ركود دبلوماسي موصوف، خصوصاً في ظل الوضع الصحي السيئ للوزير السابق، سعود الفيصل، والذي انعكس ترهلاً للنشاط الدبلوماسي السعودي. يحلو لكثيرين الجزم بأن اختيار السفير السعودي وزيراً للخارجية لا يندرج بتاتاً في خانة الصدفة، خصوصاً حيال إيران، إذ يعرف الرجل مختلف مراحل العلاقة بين الأميركيين والإيرانيين في الملف النووي. كما أن أمام الجبير ملفات دسمة كسورية والعراق، مع احتمال إيلائه الملف اليمني الأولوية القصوى حالياً، لارتباطه بالسعودية مباشرة.

بجميع الأحوال، يسجّل الجبير اسمه في دفتر السوابق التاريخية أيضاً، على اعتبار أنه أول وزير خارجية سعودي آتٍ من السفارة في واشنطن، في سابقة تجاوز فيها بندر بن سلطان وسعود الفيصل.

اقرأ أيضاً الفيصل لروحاني: إيران بدأت القتال في اليمن
المساهمون