عاصفة الحزم سعت لتدشين مرحلة جديدة و"الأمل" أحدثت زعزعة

24 ابريل 2015
جهود السعودية ما زالت متواصلة لردع الحوثيين (Getty)
+ الخط -
أكد الإعلامي والباحث في الشؤون الاستراتيجية، عارف عبد الواسع البركاني، لـ"العربي الجديد"، أن عاصفة الحزم لم تكن معركة لتنتهي بإعلان، بل هي تدشين لمرحلة جديدة في المنطقة كلها، موضحاً أن الإعلان عن توقف عاصفة الحزم أحدث زعزعة في ثقة المقاتلين على الأرض في الوهلة الأولى، كونه جاء مفاجئاً وبطريقة لم يُفهم المقصود منها. لكن بعد ساعات من الإعلان ومحاولة المتمردين من الحوثيين وقوات صالح استغلاله وإعادة الانتشار ونشر الإشعاعات، عاودت طائرات العاصفة قصف تحركاتهم، ما أعاد الاطمئنان لنفوس اليمنيين ورفع من الحالة المعنوية للمقاومين في عدن وتعز ومأرب وغيرها.

وأضاف البركاني أن عاصفة الحزم لم تكن فقط معركة عسكرية ضد الخارجين عن الإجماع اليمني والشرعية الدستورية، وإنما كانت تهدف لإعادة المشهد السياسي إلى مساره الطبيعي، بحيث يتمكن اليمنيون من المضيّ في عملية التغيير وبناء دولتهم المدنية الحديثة، على ضوء مخرجات الحوار الوطني، والاتفاقات التي توصلوا إليها بعد ثورة فبراير 2011 السلمية، معتبراً أن العاصفة بحد ذاتها تمثّل إعلاناً عن تدشين مرحلة جديدة في التضامن، إذ أحيت الروح العربية في مواجهة الأخطار الخارجية على الأمة بما في ذلك الخطر الفارسي المغروس في خاصرة عالمنا شمالاً في العراق وسورية ولبنان والمزروع في اليمن جنوباً للعالم العربي.

اقرأ أيضاً: "الأمل" أشرس من "العاصفة" في جنوب اليمن

وأشار البركاني إلى أن عاصفة الحزم فتحت الباب أمام أبناء الشعب اليمني لإزاحة غول جثم على صدورهم، واغتال أحلامهم وصادر وطنهم، مطالباً أبناء الشعب اليمني كافة باستعادة الوطن وبنائه، مؤكداً أنه لن يُبنى الوطن دون تكاتف جهود الجميع، منوهاً بالالتفاتة الإقليمية والدولية نحو اليمن، والالتزامات السعودية والخليجية، مؤكداً أنه في النهاية إن اليمنيين هم من سيحمل المعول ويقود الدفة، مطالباً الجميع بتقديم التنازلات الحزبية والالتفاف حول مخرجات الحوار الوطني.

وقال البركاني: "لا يزال اليمني حتى اليوم ينظر إلى موقف أشقائه العرب بقيادة المملكة العربية السعودية نظرة إعجاب وإشادة كون الموقف ألقى بطوق النجاة لهذا الشعب الصابر، أملاً في أن تحقق له مرحلة إعادة الأمل من العاصفة الاستقرار ليبدأ في مشروع التغيير نحو وطن آمن ناهض ومتطور يساهم بجانب أشقائه وجيرانه في تحقيق الاستقرار والتكامل، ومع العالم في تأمين الملاحة الدولية وتحقيق شراكة حقيقية تحفظ مصالح اليمن ومصالح الأشقاء والأصدقاء".


وشدد البركاني على أن عاصفة الحزم لم تكن أبداً موجهة ضد طائفة لمصلحة طائفة أخرى، بل هي انتصار لإرادة اليمني أياً كان مذهبه أو منطقته، مشيراً إلى أن مواقف السعودية التاريخية لم تكن منحازة في أي مرحلة لفئة دون أخرى، بل بقيت السعودية تدعم خزينة الدولة اليمنية وتضخ المليارات للمشاريع التنموية، محذراً من محاولة البعض استغلال العاصفة لإلباسها لباساً غير لباسها العروبي الأصيل.

واختتم الإعلامي والباحث الاستراتيجي، البركاني، متحدثاً بالقول إن عاصفة الحزم وإعادة الأمل تمثلان طوق النجاة للمواطن اليمني البسيط الذي عانى كثيراً من تسلّط نظام فاسد استأثر بالسلطة والثروة وأوقع أكثر من 57 في المئة من الشعب اليمني تحت خط الفقر، إضافة إلى التمدّد الفارسي المتمثل بالحوثي وممارساته التعسفية الهمجية في القتل والتدمير وانتهاك الدولة والاعتداء على مؤسساتها.

اقرأ أيضاً: اليمن: قصف على مواقع الحوثيين في مأرب

المساهمون