قلق إسرائيلي من نشاط "داعش" في معان وسيناء

03 ابريل 2015
إسرائيل تقول إن تأييد "داعش" ازداد في معان (Getty)
+ الخط -

تُبدي أوساط إسرائيلية قلقاً متزايداً من المظاهر التي تقول إنها تعكس تعاظم التأييد الذي يحظى به تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) جنوب الأردن، وأنشطة التنظيم في منطقة سيناء.

وترى هذه الأوساط أن نشاط تنظيم "داعش" في هاتين المنطقتين على وجه الخصوص، يمكن أن يشكّل تهديداً كبيراً للمرافق الاستراتيجية في منطقة إيلات وفي صحراء النقب بشكل عام. فحسب تقديرات قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، فإن هناك العديد من المؤشرات التي تدل على أن قوة تنظيم "داعش" قد تعاظمت في جنوب الأردن، لا سيما في أوساط القبائل الأردنية التي تقطن بالقرب من الحدود.

ونقل موقع "وللا" الإخباري الأحد عن مصادر في القيادة العسكرية الإسرائيلية، قولها إن هناك ما يؤشر على أن مستوى التأييد، الذي يحظى به التنظيم في الأوساط القبلية جنوب المملكة، قد زاد بشكل كبير، وعلى وجه الخصوص في مدينة معان ومحيطها. وأشارت المصادر إلى أن الأمور قد وصلت إلى حد قيام أنصار "داعش" بتنظيم مسيرات جماهيرية في هذه المناطق، للتعبير عن دعم الخط الفكري والعسكري له. وشددت المصادر على أن هناك ما يدعو للقلق من أن يستغل التنظيم التأييد الجماهيري المتعاظم له في المنطقة، في تشكيل خلايا تأخذ على عاتقها تخطيط وتنفيذ عمليات تسلل إلى داخل إسرائيل.

وحذرت المصادر من أن الأهالي المتعاطفين مع التنظيم في تلك المناطق، يمكن أن يسهموا في احتضان مجموعات قد يرسلها التنظيم من خارج الأردن، ولا سيما من صفوف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والعراقيين، الذين استوعبهم الأردن. ولفتت إلى أن ما يزيد الأمور تعقيداً، حقيقة أنه لا توجد حالياً أي عوائق مادية تحول دون عمليات التسلل، إذ إنه لم يشرع بعد في بناء الجدار "الذكي" الذي تقرر بناؤه على طول الحدود.

يذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد ذكرت أواخر الأسبوع الماضي، أن سبعة أشخاص تسلّلوا عبر الحدود مع الأردن، وتمكنوا من ركوب سيارة ثم اختفوا من دون أن يتم ضبطهم أو التعرف على هوياتهم.

اقرأ أيضاً: الأردن: لا "داعش" في المملكة ولا تواصل مع "حماس"

وفي السياق نفسه، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، أن هيئة أركان الجيش الإسرائيلي تُبدي قلقاً متزايداً من إمكانية أن ينفذ تنظيم "داعش" في سيناء، الذي يطلق على نفسه اسم "ولاية سيناء"، عمليات إطلاق صواريخ وعمليات تسلل على طول الحدود.

ونقلت القناة عن مصادر عسكرية إسرائيلية، قولها إنه قد تبين أن تأثير الحملات الأمنية التي شنّها الجيش المصري على أعضاء التنظيم كان محدوداً للغاية، مشيرة إلى أن التنظيم أظهر ثقة عالية بالنفس، تمثّلت في تنفيذ عمليات في طول سيناء وعرضها. وأوضحت المصادر أن ما يزيد الأمور تعقيداً، هو أن هناك ما يؤشر على أن الجيش المصري بصدد سحب مزيد من قواته العاملة في سيناء، ونشرها على الحدود مع ليبيا لمواجهة التحديات الأمنية في هذه المناطق، مما يسمح لعناصر التنظيم بهامش مناورة كبير.

وشددت المصادر على أن عناصر التنظيم العاملين في سيناء مدربون بشكل جيد، مشيرة إلى أن عناصر التنظيم نفذوا عدداً من العمليات الصعبة ضد إسرائيل، كانت أخطرها عملية التسلل في سبتمبر/أيلول 2012، والتي أسفرت عن مقتل عشرة عسكريين إسرائيليين، من بينهم قائد وحدة خاصة. ونظراً لتعاظم المخاوف من إمكانية استهداف العمق الإسرائيلي من سيناء، فقد شرعت الحكومة الإسرائيلية ببناء مطار جديد إلى الشمال الشرقي من إيلات، لكي يكون بديلاً عن المطار الحالي. وجاءت هذه الخطوة خوفاً من أن يتمكن أعضاء "داعش" من إسقاط أو إصابة إحدى الطائرات التي تحط أو تقلع فيه.

يُذكر أن إسرائيل تُبدي حساسية كبيرة تجاه أي عمليات تُنفذ ضد منطقة إيلات والنقب، وذلك بسبب تأثيرها المباشر على قطاع السياحة، والذي يعدّ أحد مصادر العملة الصعبة للخزانة الإسرائيلية. وقد أدت العمليات التي حدثت خلال عامي 2011 و2012، إلى تراجع كبير في عدد السياح. في الوقت ذاته، فإن منطقة النقب تزخر بالمنشآت الاستراتيجية، والتي تضم مطارات حربية وقواعد تدريب للوحدات الخاصة، فضلاً عن وجود المفاعل النووي.