المصالحة الفلسطينية... خطوات إلى الوراء

27 فبراير 2015
تأخر المصالحة يفاقم معاناة أهالي القطاع (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -

لا تزال عملية إنهاء الانقسام الفلسطيني، منذ تشكيل حكومة التوافق الوطني في يونيو/ حزيران الماضي، تتقدم خطوة بتثاقل، ثم ما تلبث أن تتراجع خطوات عدة، لتعود مسرعة إلى "نقطة الصفر". الخلافات في السياسات والمواقف بين حركتي "حماس" و"فتح" تتصدر المشهد، وكلا الفريقين يتهم الآخر بتعطيل حلم الفلسطينيين بالمصالحة.

آخر خطوات المصالحة التي تعثرت تمثلت في إعلان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن تشكيل وفد من فصائل المنظمة سيجتمع مع قيادات حركة "حماس" في غزة لمناقشة آليات عملية لتطبيق اتفاق إنهاء الانقسام وحل أزمات القطاع، ولكن ما لبثت أن اندلعت الخلافات بين "حماس" و"فتح". فالأخيرة تقول إن "حماس" فرضت شروطاً عطّلت الزيارة، وهو ما نفته الحركة بشكل قطعي، مشددةً على أنها مستعدة لاستقبال وفد المنظمة في أي وقت.

وكانت منظمة التحرير قد قررت في اجتماع لها مطلع الشهر الحالي، البدء بالاتصال مع "حماس"، لترتيب زيارة وفد من الفصائل لغزة، لبحث تطبيق اتفاق المصالحة الذي تم التوقيع عليه في 23 أبريل/ نيسان من العام الماضي، وتشكلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني في الثاني من يونيو/حزيران من العام نفسه، لكنها لم تتسلم مهامها بالقطاع.

اقرأ أيضاً: قيادي "حمساوي": متمسكون بوساطة مصر

ويقول القيادي في حركة "فتح"، يحيى رباح، لـ"العربي الجديد"، إنّ وفد المنظمة لا يزال مصراً على الحضور إلى قطاع غزة، لكنه ينتظر موافقة "حماس" على ذلك من دون أن تفرض أي شروط، مشيراً إلى أنّ "الوفد كان على وشك أن يتوجه للقطاع ولكن الحركة اختلقت ظروفاً ووضعت شروطاً منعت ذلك".

وكان من المفترض أنّ يلتقي القياديان في "فتح" و"حماس" عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق في القاهرة هذا الشهر، لكنّ السلطات المصرية أبلغت الأحمد أنّ أبو مرزوق في زيارة علاجية لمصر ولا يسمح له باللقاءات السياسية مع أية أطراف.

ويشير رباح إلى أنه بالإضافة لتعطل لقاء الأحمد وأبو مرزوق خرجت أصوات من "حماس" تقول إن لقاءات المصالحة يجب أن تتم بمشاركة كافة الفصائل وليس فقط مع وفد منظمة التحرير. واتهم "حماس" بمحاولة تعطيل زيارة الوفد لغزة من خلال اشتراطها مشاركة فصائل صغيرة اصطنعتها خلال السنوات الأخيرة في غزة في لقاءات المصالحة، مشيراً إلى مشاركة هذه الفصائل ليس منصوصاً عليها في اتفاق إنهاء الانقسام. ويلفت إلى أنّ ملف زيارة وفد المنظمة إلى غزة بات "مجمداً" حتى هذه اللحظة، بسبب وضع "حماس" لعراقيل أمام ذلك وإثارتها لنقاط غير رئيسية، ولم تكن مدرجة ضمن الاتفاق.

ويؤكد رباح أنّ وفد المنظمة كانت لديه حلول عملية قابلة للتنفيذ لتتسلم حكومة التوافق مهامها في القطاع ولحل أزمة رواتب موظفي حكومة غزة السابقة، فضلاً عن فتح الطريق أمام إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.

في المقابل، يؤكد القيادي في حركة "حماس"، إسماعيل رضوان، لـ"العربي الجديد"، أن حركته رحبت بوفد منظمة التحرير ولم تضع أي عقبات، معتبراً أن عدم تنفيذ هذه الزيارة حتى اللحظة يدلل على أن حركة "فتح" غير جادة في موضوع تنفيذ المصالحة الوطنية. ويلفت رضوان إلى أنه ربما أريد لزيارة وفد منظمة التحرير أنّ تكون بروتوكولية كالزيارات السابقة، موضحاً أنّ "حماس" طلبت أن يكون اللقاء بمشاركة كافة الفصائل التي وقعت على اتفاق المصالحة في القاهرة، وأن يكون للقاء أجندة واضحة، لكن حركة "فتح" تهربت من ذلك، وتوقف الحديث عن الزيارة منذ ذلك الوقت.

ويشير رضوان إلى أنّ رفض "فتح" لمشاركة كافة الفصائل باجتماع المصالحة، وتوقف الحديث عن الزيارة، يؤكد أنه بات هناك قرار سياسي بعدم المضي بالزيارة، مشدداً على أنّ رغبة "فتح" باستبعاد الفصائل من لقاءات المصالحة، يدلل بشكل واضح على أنها غير جادة في تطبيق المصالحة.

في الأثناء، نفى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا، لـ"العربي الجديد"، أنّ تكون "حماس" قد فرضت أي عقبات أمام وصول وفد المنظمة إلى قطاع غزة لبحث ملفات المصالحة.

ويشير مهنا إلى أنّ مقترح مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية التي وقعت على اتفاق إنهاء الانقسام في القاهرة (عددها 13 فصيلاً) في اجتماعات المصالحة بغزة، كان مطلباً فصائلياً ولم يقتصر على "حماس"، ولكن ظهرت خلافات بين "حماس" و"فتح" على هذه النقطة، ما أدى لتأجيل زيارة الوفد.

ويوضح أنّ ملف زيارة الوفد إلى غزة متروك الآن لدى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي ستجتمع لنقاشه عند عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جولته الخارجية.

اقرأ أيضاً:  "الشعبية" تتهم السلطة الفلسطينية بتعمّد تجاهل مشاكل غزة

المساهمون