اليوم الثالث لمعركة الرمادي: زحف بطيء نحو المركز

25 ديسمبر 2015
القوات العراقية تعبر الفرات في اليوم الأول للعملية(فرانس برس)
+ الخط -
مع انقضاء اليوم الثالث في معركة استعادة مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، والتي تعدّ الأكبر من نوعها، من حيث حجم القوات المشاركة ورقعة الاشتباكات، بدأت عجلة تقدّم القوات العراقية والعشائر في التباطؤ تدريجياً، مع توغّلهم في المدينة واصطدامهم بحواجز وأشراك تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، كالمنازل المفخخة والعبوات الناسفة والقنّاصة.

اقرأ أيضاً: المرحلة الأخيرة من معركة الرمادي: حرب شوارع بالأحياء السكنية

وقال قائد قوات الجيش في الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، إنّ المعارك تجري منذ ثلاثة أيام بلا توقف وعلى مدار 72 ساعة متواصلة، وهناك نحاول الضغط على التنظيم أكثر وإنهاكه.

وأضاف المحلاوي في حديث لـ"العربي الجديد" أن القوات العراقية حققت تقدّماً بالسيطرة على جزء من حي الجرايشي، ومحطة تصفية المياه والمجمّع السكني لكلية طب الأسنان. وبيّن أنّ "التباطؤ في التقدّم جاء نتيجة ضراوة المعارك، وحرصاً على عدم الوقوع في فِخاخ التنظيم أو التضحية بجنود نحن في غنى عنها"، على حدّ قوله.

من جهته، توقع المتحدث باسم مجلس عشائر الأنبار التي تحارب "داعش"، الشيخ سفيان العيثاوي، أن يكون الأسبوع المقبل حاسماً، مشيراً إلى أنه يجب استرداد المدينة خلاله، أو "أننا سنواجه مشكلة تكرار تجربة مدينة بيجي".

وبيّن أنه تم تحرير مناطق جديدة، وأنّ الزحف إلى قلب المدينة مستمر، وإن خفت حركته في اليوم الثالث. وقال إنّ القوات العراقية المشتركة، تمكّنت من الوصول إلى منطقة قريبة من مبنى مديرية تربية الأنبار القريبة من المجمع الحكومي وسط الرمادي، وإن ما تم تحريره حتى الآن شيء طيب. وأوضح أنه جرى تحرير "مناطق حي الضباط والحميرة والبكر وشارع ستين والملعب، ووصلت قواتنا إلى مشارف شارع المعارض المؤدي إلى مضيف الشيخ ماجد العلي السليمان، أحد شيوخ محافظة الأنبار".

وأضاف أن "الهدف ليوم الجمعة (أمس) سيكون حصيبة الشرقية. وعند السيطرة عليها، نكون قد ضمنّا إمكانية تسلل المدنيين إليها، وتخليصهم من قبضة (داعش)، خصوصاً أولئك المتواجدين في الأحياء الجنوبية والشرقية ومركز المدينة".

وأكّد المصدر نفسه أن "القوات الأميركية تقدّم خرائط وصورا جوية، ومقاتلاتها تقصف كل جسم متحرك بالرمادي".


وفي هذه الأثناء، حذّر محافظ الأنبار صهيب الراوي، من استخدام المدنيين كدروع بشرية من قبل تنظيم "داعش"، مؤكّداً خلال مقابلة تلفزيونية الاتفاق مع قيادة القوات المشتركة على تأمين طريق خروج آمن للمدنيين وإيصالهم إلى مخيمات النازحين.

وأكد الراوي مشاركة الأميركيين بفاعلية في معركة تحرير الرمادي، مرحباً بأي جهد عسكري أجنبي لدعم المحافظة ومساعدتها لكن بشرط أن يضمن السيادة العراقية. وأشار إلى وجود 8000 متطوع ضمن الحشد العشائري لقتال "داعش"، مبيناً أن مشاركة مليشيا "الحشد الشعبي" في المعارك تعود لقيادة القوات المشتركة.

وفي سياق متصل، قال عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية ظافر العاني في بيان إن "معركة الرمادي نظيفة لغاية الآن بسبب عدم مشاركة مليشيات الحشد الشعبي فيها". وأضاف أن "هذه المعركة تدار بمهنية لأن الذين يقارعون الإرهاب الداعشي هم رجال المؤسسة العسكرية الباسلة والسكان المحليون من أبناء العشائر، فضلاً عن مساعدة التحالف الدولي من خلال القصف الجوي".

ودعا العاني "المخلصين في مليشيات "الحشد الشعبي"، إلى السماح للمحافظات بالتحرر من دون تداخلات سياسية تربك المشهد الأمني وتضيف تعقيدات لا مبرر لها"، مبيناً أن "معركة الرمادي جاءت خالية من التعقيدات الطائفية التي تلوثت بها معارك سابقة في مدينتي بيجي وتكريت بمحافظة صلاح الدين، لكنها تحتاج إلى بعض الوقت ولا يمكن حسمها في يوم أو إثنين".

في المقابل، ردّت مليشيا "كتائب سيد الشهداء" التي تعمل ضمن قوات "الحشد الشعبي" على تصريحات العاني بالقول إن "أبناء الحشد هم ذاتهم أبناء الأجهزة الأمنية والنصر في الرمادي واحد".

وبدأت القوات العراقية المشتركة يوم الثلاثاء الماضي، عملية واسعة لتحرير الرمادي من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وحاصرت المدينة من أربع جهات، وتمكّنت من عبور نهر الفرات باتجاه عمق المدينة والسيطرة على مناطق مهمة.

اقرأ أيضاًمعركة الرمادي: توقعات بحسم سريع وإقصاء مليشيات "الحشد"