اليمن: وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ

15 ديسمبر 2015
وضع السلاح في مأرب (فرانس برس)
+ الخط -

بدأ وقف لإطلاق النار في اليمن، صباح اليوم الثلاثاء، مع انطلاق مباحثات سلام بين أنصار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وأنصار المليشيات الحوثية والمخلوع صالح، في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، لكن أعمالاً عسكرية متبادلة جرت صباح اليوم عكرت الساعات الأولى للهدنة.

وكشفت مصادر خاصة لــ "العربي الجديد" من مدينة جنيف السويسرية، عن بدء مشاورات "جنيف 2" بين وفد الحكومة اليمنية الشرعية، وبين مليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، برعاية الأمم المتحدة، والرامية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وبخاصة القرار "2216م". 

وأعلنت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت صنعاء الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت غرينيتش من يوم الثلاثاء". وأكدت القيادة "احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار".

ورداً على سؤال لوكالة "فرانس برس" عما إذا كان وقف إطلاق النار المقرر بدؤه عند الساعة التاسعة بتوقيت غرينيتش، دخل حيز التنفيذ في الوقت المحدد، أجاب المتحدث باسم التحالف العميد الركن أحمد عسيري "نعم"، عبر رسالة نصية قصيرة.

ونقلت رويترز عن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن بدء وقف إطلاق النار "كخطوة أولى تجاه بناء سلام دائم".

وأعلنت المنظمة في بيان لها على لسان مبعوثها، تأكيده "بداية تطبيق وقف الأعمال القتالية"، معتبراً إياه "خطوة أولى أساسية لإحلال السلام في البلاد".

وطالب ولد الشيخ أحمد أطراف النزاع بـ "الالتزام بهذه المبادرة والعمل على وضع حد نهائي ودائم للنزاع".

ونقلت وكالة "سبأ" اليمنية المقربة من الحكومة عن مصدر في الرئاسة إصدار هادي توجيهات لبدء وقف إطلاق النار في التوقيت نفسه.

وأكد المصدر الذي لم يكشف اسمه أن "هذه المبادرة جاءت حرصا على التمسك بفرص تحقيق السلام ومحاولة تخفيف المعاناة على شعبنا اليمني ووقف سفك المزيد من الدماء"، مشددا على أن "الالتزام بوقف إطلاق النار من جانب الدولة مرتبط بالتزام المليشيات الانقلابية".

وقال نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عن المفاوضات في جنيف إنها "لن تكون سهلة، وما يجري في سويسرا تشكيل لمستقبل اليمن".

وكان الحوثيون أكدوا في وقت سابق أن التزامهم بوقف النار مشروط بوقف "العدوان" عليهم، في إشارة بالدرجة الأولى إلى غارات التحالف.

وقبل موعد وقف إطلاق النار، تواصلت غارات التحالف بقيادة السعودية دعما لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تزامنا مع اشتباكات بين قوات هادي من جهة، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في مناطق عدة.

وسجل ميدانياً، تواصل المعارك صباح اليوم الثلاثاء، بحسب مصادر عسكرية يمنية موالية للحكومة.

وقالت المصادر إن اشتباكات تدور بين قوات هادي والمتمردين الحوثيين وحلفائهم في محافظة مأرب الواقعة إلى الشرق من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر/أيلول 2014.

وفي محافظة تعز (جنوب غرب)، شن التحالف غارات عدة على مواقع للحوثيين صباح الثلاثاء، تزامنا مع اشتباكات تدور في شمال مدينة تعز، حيث يحاول الحوثيون التقدم نحو حي الزنوج، بحسب المصادر نفسها.

ونعى التحالف العقيد الركن عبدالله بن محمد السهيان (سعودي)، وسلطان بن محمد علي الكتبي، أحد ضباط القوات الإماراتية، اللذين استشهدا فجر يوم الاثنين أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير تعز، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية.

ولم يحدد التحالف ظروف مقتل الضابطين أو طبيعة مهامها. إلا أن وكالة "سبأ" اليمنية التابعة للحكومة، كانت نشرت السبت خبرا عن تكريم السهيان من قبل هادي، مقدمة الضابط على أنه "قائد قوات العمليات الخاصة السعودية بعدن" التي عاد إليها هادي الشهر الماضي.

وأكد مصدر عسكري يمني أن الضابطين قضيا في سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون وقوات صالح من مواقع لهم بين ذباب ومدينة المخا.

وأكد الحوثيون عبر وكالة "سبأ" التي يسيطرون عليها، إطلاق "صاروخ بالستي نوع توشكا على مركز عمليات العدو في شعب الجن بباب المندب"، وأن الصاروخ أصاب هدفه "بدقة عالية".

اقرأ أيضاً: مليشيات الحوثي وصالح تصعّد بتعز قبل ساعات من الهدنة

دلالات