زيارة ملك المغرب للصحراء غداً تُغضب الانفصاليين

04 نوفمبر 2015
يصرّ المغرب على "وحدة تراب البلاد" (فضل سنّا/فرانس برس)
+ الخط -
لا حديث في المغرب حالياً سوى الحديث حول الزيارة المقرر أن يقوم بها الملك محمد السادس، غداً الجمعة، لعدد من المدن الصحراوية جنوبي البلاد، وذلك بمناسبة تخليد المغاربة للذكرى الـ40 لحدث تنظيم "المسيرة الخضراء" سنة 1975.

تُشكّل زيارة العاهل المغربي الحدث السياسي الأبرز حالياً بالمملكة، وسط الاهتمام الكبير من وسائل الإعلام المغربية، في وقتٍ تستعدّ فيه المدن الصحراوية لاستقبال الملك. ومن الطبيعي أن تثير هذه الزيارة حفيظة جبهة "البوليساريو"، التي قدّمت شكواها لمبعوث الأمم المتحدة للصحراء، كريستوفر روس.

وتتزامن زيارة الملك محمد السادس لمناطق صحراوية عدة، منها مدينتا العيون والداخلة، مع ذكرى "المسيرة الخضراء" التي دعا إليها الملك الراحل الحسن الثاني في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1975، وشارك فيها 350 ألف متطوع، ساروا إلى الصحراء للمطالبة باستقلالها عن الاحتلال الإسباني حينها، من دون إراقة أدنى نقطة دم.

وفي شأن الدلالات السياسية لزيارة العاهل المغربي الثانية للصحراء، منذ توليه سدة الحكم بالبلاد، يقول المستشار الدبلوماسي، الخبير بملف الصحراء، سمير بنيس، لـ"العربي الجديد"، إن "الزيارة تأتي على خلفية محاولات بعض الدول المتعاطفة مع البوليساريو، تغيير منحى العملية السياسية التي أطلقتها الأمم المتحدة منذ 2007، حين حثّ مجلس الأمن أطراف النزاع على التوصل إلى حل سياسي ومتوافق عليه، بناءً على مبدأ لا غالب ولا مغلوب".

اقرأ أيضاً: "التحكّم"... تهمة جديدة للتراشق بين الأحزاب المغربية 

ويشير بنيس إلى أن "هذه الزيارة تأتي في ظل الجمود الكلي الذي اتسمت به الأمم المتحدة في تعاطيها مع ملف الصحراء خلال السنوات الأخيرة، ما جعل العملية السياسية تراوح مكانها، في غياب أي تأثير يذكر للعمل الذي يقوم به المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة".

ويتابع المستشار الدبلوماسي أنه "من خلال زيارة الملك لبعض المناطق الصحراوية، يريد المغرب أن يظهر للمجتمع الدولي والرأي العام الدولي، أنه لن يتوانى في الدفاع عن وحدته الترابية، وأن سيادته على الصحراء ليست محط مساومة، وبأن سيادة المغرب على الصحراء غير قابلة للتفاوض، وأن الصحراء ستبقى مغربية".

ويستطرد قائلاً إن "المشاريع التنموية الكبرى التي من المنتظر أن يطلقها العاهل المغربي، تزامناً مع زيارته للأقاليم الصحراوية، تفنّد كل الادّعاءات التي تتهم المغرب باستنزاف الثروات الطبيعية للصحراء، إذ تبلغ قيمة تلك المشاريع حوالي 16 مليار دولار".

ويفيد بنيس بأن "هذه الخطوة تُعدّ في حد ذاتها تأكيداً للخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي في شهر نوفمبر الماضي، حين ذكر أن المغرب ينفق 7 دراهم مقابل كل درهم يحصل عليه من الصحراء، ما يوضح حجم الاستثمارات التي قام بها المغرب في الصحراء منذ عام 1975".

ويُشير بنيس إلى أنه "من خلال هذه الخطوة المتمثلة في زيارة الأقاليم الصحراوية، وإطلاق مشاريع تنموية كبرى فيها، يسعى المغرب إلى إبطال مفعول هذه الورقة السياسية التي بدأت تستعملها البوليساريو خلال السنوات القليلة الماضية، إلى جانب الدعاوى المتعلقة بحقوق الإنسان".

من جهته، يرى رئيس ما يسمى بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" (التي أعلنت عنها البوليساريو في عام 1976) محمد عبد العزيز، في الزيارة "خطوة استفزازية تنتهك الشرعية الدولية". وتقدّم بشكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بشأن زيارة العاهل المغربي لعدد من المدن الصحراوية.

ويطالب زعيم "البوليساريو" في الشكوى الأمم المتحدة بـ"التدخل لمنع زيارة ملك المغرب للصحراء، من خلال اتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة"، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى "الحيلولة دون القيام بهذه الزيارة التي تشكل خطوة تصعيدية خطيرة، تتنكر للقانون الدولي وترفع من وتيرة التوتر في منطقة وظروف في غاية الحساسية".


اقرأ أيضاً: سابقة… الملك المغربي يشارك الاتحاديين ذكرى اختفاء بنبركة

المساهمون