الأمم المتحدة تدعو للعودة لبيان جنيف وتنسيق روسي أميركي

01 أكتوبر 2015
استغرق لقاء الوزيرين حوالى الساعة (Getty)
+ الخط -



لليوم الثالث على التوالي، تشهد نيويورك لقاءات مكثفة حول الوضع السوري وعلى هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 70. أبرز اللقاءات التي شهدتها الأربعاء جمع كلاً من وزير الخارجية الأميركي، جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وأكد الطرفان على فتح قنوات تنسيق بيهما فيما يخص الضربات الجوية التي بدأت روسيا بشنها على أجزاء من سورية، وتقول إنها تستهدف مناطق "داعش"، فيما تنفي المعارضة السورية ذلك وتقول إن روسيا تستهدف المدنيين ومناطقها.

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. واستغرق لقاء الوزيرين حوالى الساعة، بدت فيه الأجواء أقل توتراً مما كانت عليه في لقاء رئيسي البلدين مساء الإثنين. وهذا هو اللقاء الثنائي الأول بين كيري ولافروف، بعد بدء الضربات الجوية الروسية على أجزاء من سورية، والثالث خلال الأسبوع.

واستهل لافروف الحديث قائلاً، "إن أول تعليمات تلقيناها كانت أن علينا خلق قنوات اتصال مع الولايات المتحدة والائتلاف الذي تقوده بغية تفادي وقوع حوادث غير مقصودة. كما قمنا في لقاءنا بتكملة مناقشة ما توصل إليه الرئيسان، فيما يتعلق بالحل السياسي". وعلى الرغم من حديث لافروف عن وجود خلافات بين الطرفين، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن الموقف الأميركي تغير مقارنة بما كان عليه في السنوات الأخيرة، والتي كان يشترط فيها فترة حكم انتقالية دون نظام الأسد.

جاءت تصريحات لافروف في هذا الشأن لوسائل إعلام روسية بعد عقده للمؤتمر الصحافي مع كيري، الذي رفض أي منهما الإجابة فيه على أسئلة الصحافيين الذين كانوا ينتظرون أمام مجلس الأمن. ويقوم عادة الطرف الروسي بعقد مؤتمر صحافي بعد اللقاءات الثنائية يخص فيه وسائل الإعلام الروسية، على أن يعقد في اليوم التالي مؤتمراً صحافياً لوسائل الإعلام الناطقة بغير اللغة الروسية.  

ومن جهته وصف كيري اللقاء بالبناء والمهم، وأكد في الوقت ذاته أن هناك الكثير من الأمور التي ما زال على الجانب الروسي توضيحها فيما يتعلق بطبيعة هذه الضربات وأعرب عن قلق الطرف الأميركي بأن هذه الضربات لا تشمل فقط داعش. وأكد كيري إن "الأطراف العسكرية ستقوم بعدة لقاءات للتنسيق فيما بينها". 

اقرأ أيضاً: "عملية قيصر" - الفصل الثالث:قصص التعذيب تحت قصر الأسد

وسبق لقاء كيري ولافروف، مؤتمر صحافي عقده رئيس الائتلاف الوطني السوري، خالد خوجة، في مقر جمعية مراسلي الأمم المتحدة، في نيويورك وطالب فيه القوات الروسية والإيرانية والقوات الأجنبية والميلشيات التابعة لها بالرحيل عن الأراضي السورية، واصفاً إياها بقوات الاحتلال قائلاً، "إننا نؤكد على حق الشعب السوري بتحرير أرضه من الاحتلال الروسي الإيراني المزدوج ويجب مقاومته".

وقال إن تدخل روسيا في سورية يأتي كغطاء لمحاولة إطالة عمر النظام. ورداً على سؤال للـ"العربي الجديد"، حول أولويات الائتلاف وما هو رده فيما يتعلق بالمبادرات السياسية التي تتحدث عن فترة حكم انتقالي بوجود نظام الأسد قال الخوجة، "نكرر مطالبتنا بخلق مناطق آمنة تساعد على توقف هجرة السوريين إلى بقية بلدان العالم وتؤدي إلى تقديم نموذج لنظام مدني علماني يكرس جهوده لإعادة التوطين".

وطالب باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، لحماية المدنيين بما فيها الوقف الفوري للبراميل المتفجرة والمستخدمة من قبل النظام السوري. كما أضاف "أن الائتلاف يرفض جملة وتفصيلاً أي حكم انتقالي يشمل نظام بشار الأسد". 

وفي سياق متصل، عُقد الأربعاء، كذلك، لقاء على مستوى وزراء الخارجية نظمته روسيا، والتي تتولى رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي تحدث عن "ضرورة حماية المدنيين من انتهاكات واسعة النطاق للمعايير الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي". ودعى إلى "تعزيز عملية الانتقال السياسي في سورية استناداً إلى إعلان جنيف".

اقرأ أيضاً: "عملية قيصر" - الفصل الثاني:مصوّر جثث قبل الثورة وبعدها